أذا كان المسيح كلدانيا فقط . فسأعدك بانني سٍاتركه لك وأبحث عن مسيح اخر .
كله حوار وكلنا أخوة وقبل أن أبحث عن الوحدة مع كلداني أو سرياني فأنا أتمناها مع كل العراقيين من أجل بناء وطن واحد بعيد عن الحروب , مسالم , حر , لا يعرف العسكر وألوانهم وروائحهم الكريهة . لماذا نبحث عن الوحدة ؟ هذا السؤال ورد من قلم شقيق أحترمه وأتمنى أن يعيد النظر في تفكيره وأنصحه بذلك رغم كوني على ما اعتقد أصغر سنا منه . وأدعوه لقراءة كل ما يكتبه غالبية كتابنا فاكثرهم يمطر ويرسل أمطاره في مجرى واحد حتى لو اختلف الأسلوب . أكثرهم مع الوحدة ويكتب للوحدة ويتمنى ولكنه قد لا يمتلك الأسلوب الشافي والوافي ليفعل ذلك أي ليجمع الشتات , فالعملية ليست سهلة .رسالة أوجهها إلى كل كتابنا الواعيين والمثقفين ولا اريد أن اسمي هنا لأنهم يعلمون أنفسهم لمواجهة هذا المد العنصري الذي بدأ بتشبيه الأشوريين والكلدان بقوميتين لا جسور للتواصل بينهما على الأطلاق لا من حيث الدم ولا اللغة ولا الاصول ولا التاريخ الا وهما العرب والأكراد . مد لا احد يعلم عدد راكبيه أو موجهيه , أو هل هم رجال دين أو سياسة أم البسطاء أيضا . مد ليس بالضرورة أن تركبه وتيار ستذكر في التاريخ لو قاومت اتجاهه . هذه هي فرصتك أخي العزيز لتسبح ضد التيار . ولا تعتقد بان من يدعو للتفرقة سيدوم فقبله كان المزيد من الداعين للوحدة ولم الشمل واليوم عندما نتذكرهم ندعوهم بالقديسيين .
لماذا نبحث عن الوحدة , سؤال وجهه أحد مثقفينا ودعا الكتاب ليجيبوا ويكتبوا . وببساطة وتواضع أقول لك لست بحاجة لأتحد مع من يقبلني كأشوري ويعتبرني أخوه بل لأتحد معك أنت فكما يبدو لي فأنت لست مستعدا لذلك . لست بحاجة لأقنع الأخت تريزا وجميل روفائيل أو وديع بتي بل أتمنى أن أهمس فقط في أذن المطران عمانوئيل دلي لأقول له كيف أستطعت يا ابونا الجليل ان تشبه الكلدان والأشوريين بالعرب والأكراد.
لم ينتهي العالم بعد . وكما تجدون اليوم من يفرق غدا سيأتي من يجمع . أخرجوا من كنائس المتزمتين ومتصحري العقول أيا كانت مسمياتهم القومية وعلى أي درجة كان وعيهم ضعيفا . أتركوها فالبدائل كثيرة . والمسيح بريء من هذه الكنائس التي أصبحت مرتعا لأموال السياسيين وخططهم الملونة . العبوا على وتر قناعاتكم وشخصيتكم وما تمليه عليكم وليس لما يقوله رجال الدين هنا وهناك او من يعتبرون أنفسهم بالمثقين أو حتى السياسيين فلا تعتبرهم أحسن منك لأنهم في مذبح الكنيسة أو خلف منبر حزب . فأكثرهم أنتهازيون ومتملقون . المهم هو أنت وانت فقط وما تكونه من رأي تعبر به عن شخصيتك .
للأسف كلنا مسوؤلين عن ما يحدث اليوم , بدءا من وسائل أعلامنا التي وفرت الحماية لرجال الدين وساعدتهم على تجاوز صلاحياتهم . فهذا الموقع أو ذاك مسح لي العديد من الكتابات التي حاولت فيها التنبيه من تجاوزات رجال الدين . لم يعطوا الحرية للناس ليقولوا وجهة نظرهم . حرموا البشر من رشق رجال الدين بالطماطم والكلمات اللاذعة . لم يعرفوا ان شعبهم في الكنائس يخرج منها وعلى بعد بضعة أمتار من باب كنائسكم يقول عنكم ما يقول . يتمنى لو أن تلك الموعظة التي سمعها للتو لو أنه سمعها من رجل دين يقف بالعكس ويعطي ظهره وليس وجهه للمصلين . من رجل دين يرتدي النقاب لكي لا يرى الناس ذلك المنادي بالقيم والى أية درجة وصل . ليست هذه الكلمات من عندي بل من شوارعكم ولكن للأسف لا جريدة تحترم نشرها ولا مواقع تقبل الطعن بنزاهة راقصات مذابح العهد الجديد ..
ماذا عسانا أن نقول له وهو يسألنا عن سبب حاجتنا للوحدة أذا كان كل بيت من داخله ممزق على حد قوله . ومن ذا الذي يحتاج للوحدة أكثر من الممزقين يا اخي العزيز ؟
ماذا عسانا أن نقول له وهو يعتبر الكلداني أخوه والأخرين أبناء عمومة . أنا والكثيرين من امثالي لا نعتقد ذلك بل انت هو أخونا ككلداني أو سرياني وأولاد العم سمهم ما شئت . لا علاقة لي بما يقوله رجال الدين فحدودهم قاصرة ومداهم في الرؤية ضيق . حتى لو صاحوا في كنائسهم أشور أشور فأنا أعلم وأعي بانك على بعد متر مني وقد لا تقبل فقط بتلك التسمية . ثم انهم ليسوا منزهين لكي اعتبر كلامهم قوانين . بل سأناقشهم وأخجلهم وأكشف كل زوايا الخطأ والعيوب في مبادئهم.
كيف سمحت لنفسك ان تعتبر الأشوري أبن عمك . أرجوك أن تعيد التفكير في ذلك . لست أترجاك لأنك تعتبر نفسك الأغلبية في العراق بل لأن جزءا كبيرا من تلك الأغلبية قد لا يقتنع أصلا بما تقوله ولا يؤمن بقوميتك وقد يفضل اخرى أقوى منها . كيف أنحدر مستوى الوعي فينا لتلك الدرجة من الأنحطاط وماذا بقي للصراع والتقاتل في الشوارع . انت أخي وعليك ان تتقبلني حتى لو كنت بعين واحدة وقبيح الطالع أرضاء للقليل من الضمير الذي لا زلت تحمل القليل منه في مكان ما من روحك . وحدتنا وحدة وجود وليست كل ما ذكرت . نحن نعاني من الزوال من الأنقراض ما الذي تتحدث عنه . لماذا لم تصفق للأشوري الذي ردد أنا كلدوأشوري وتوقفت فقط عند اولئك الذين يحاولون مسحك كما تعتقد . ما هذه الأفكار المريضة ؟ أبناء شعبك يبحثون في ألغاء الواوات ويتمنون أسما مختصرا معبرا وأنت تثني على مقررات في منتهى الأنانية . وما علاقة المسيح بالقومية ومن قال لك أن المسيح كلداني أو عربي أو يوناني . لقد سمعت بعض المسلمين بنفسي يقولون لا نريد ذلك الله الذي لا يفهم غير العربية فهل تريدني أنا وغيري أن نردد نفس الجملة ونقول لا نريد ذلك المسيح الكلداني . او المصري لأن كل شعب يؤمن بالمسيح . يتصوره شخصية عالمية ولا يحاول أن يحبسه في أطار واحد او قومية وأذا فعل فالعبرانيين هم الأحق بذلك النسب. لأنهم أخذوا وعدا جديدا وعبروا إلى حيث ارض الميعاد فلم يعودوا أولئك النازحين من اور الكلدانيين . تماما كما يحاول بعض الشرفاء أن يلموا شملنا ويحاولون العبور بنا إلى مستقبل اكثر امنا وحرية . لماذا هذا النقص في الوعي عن تطور المجتمعات وظهور القوميات ؟ لماذا لا يدرك الجميع باننا أمام مرحلة حاسمة وربما بحاجة إلى أسم جديد أو موحد تماما كما يقبل العالم اليوم ان تغير اسمك بكل سهولة واذا سؤالت مجددا عن أسمك السابق قبل التغيير يمكن أيضا أن تجيب بسهولة .. عالم سهل ذلك الذي تعيشون فيه اليوم لماذا كل تلك العقد من أين تأتون بها ؟ أتركوا رجال الدين فهم انانيون لا يفكرون بوجودكم كما يفكرون بوجود كراسيهم . لو فكر صدام بشعبه خمس دقائق في كل يوم لما كان العراقيون اليوم يتمنون جنسية بلد أخر وبلدهم أغنى من ان أصفه أنا .
لماذا نبحث عن الوحدة ؟ أجيبوه رجاء وأسالوه . هل تعتبر نفسك شيئا الأن بدونها ؟
هل انت رقم مهم في برلمانك ؟ هل أستطعت أن تمرر شيئا مهما واحدا في دستورك يخدم قضية أبناء شعبك كوجود ؟ هل أخترت من يفعل ذلك ؟ وهل تراه أستطاع ان يفعل ؟ هل ستكون أكثر قوة بدون سرياني او اشوري ؟ هل انت مستعد لمواجهة من يرفض افكارك تلك من داخل بيتك كما قلت ؟ هل انت بحاجة اليوم إلى المزيد من الأنشقاقات والضعف والهزيمة والأنسحاب ؟ هل تطمح في داخلك لسماع جمل رنانة او تفضل تحقيق انجازات على الأرض كالحرية التي يطمح أليها أبناء شعبك كالرفاهية الأقتصادية التي يبحثون عنها في دول الشتات ؟ هل تستطيع أن تقسمني بسكينك فانا أشوري صرف ولكن أجيد الصلاة في كنيستك الكلدانية ربما اكثر منك لا بل أني ولدت في تلكيفك وأعتبرها اليوم تلكيفي وليست لك ؟ هل انت مقتنع كثيرا بكل ما يقوله المار فلان والمار علتان أيا كانت قوميته أم لا زلت تحتفظ بشيء من الطموح لقوة أكبر وتكاتف أقوى في مواجهة الأقوياء بعد أن أثبتوا وجودهم وجلسوا كالأسود في كل مكان في قرقوشك وفي القوشك في بغدادك وفي بصرتك ؟ هل أنت بحاجة لكنائس ضعيفة وهزيلة باتت مكلفة جدا من حيث المبادئ التي تحملها وأقرب ما تكون اليوم إلى الزوال أن لم تغير من نهجهها وتصلح أخطائها ؟ هل انت قوي بما يكفي بكلدانيتك فقط او أشوريتك أو سريانيتك فاذا كنت كذلك قل فهذا سيجعلني أكثر قوة وأجبني على كل ما طرحته من أسئلة لكي اجيبك على سؤالك اليتيم هذا .
مع اعتزازي وتقديري
عصام سليمان – تلكيف .
Assyrian_publisher@yahoo.com
Sydney – Australia