أرمن لبنان: كيف نأتي بالأتراك الى بيتنا؟
02/09/2006تباين/
بقلم يولا بارود سماحة
لا تزال قضية مشاركة تركيا في القوة الدولية لحفظ السلام في الجنوب تتفاعل في الأوساط الأرمنية التي تشهد "جولات مكوكية" على السفارات الأجنبية لنقل موقفها الرافض لانضمام تركيا.
وكانت الأحزاب الثلاثة "الطاشناق" و"الهشناك" و"الرامغفار" مع الكنائس الارمنية تضامنت رفضا للمشاركة وطالبت الدولة بعدم القبول بانضمام هذه القوة.
مطران الطائفة الارمنية الارثوذكسية في لبنان كيغام خاتشريان يرى ان "مشاركة القوات الدولية في تنفيذ القرار 1701 مهم جدا بالنسبة إلى اللبنانيين، خصوصا أن لبنان معرض دائما للعدوان الاسرائيلي وليس في حالة سلم مع إسرائيل، ولدى هذه القوات مهمة في لبنان ومن الضروري مشاركتها" مؤكدا ان "رفض المشاركة التركية ليست مسألة ارمنية بحتة" مبديا استغرابه عما صدر من ردات فعل تجاه هذه المسألة في وسائل الاعلام..
يعدد خاتشريان اسباب الرفض بأن "تركيا كبلد لها تاريخ دام وسجلات الدولة التركية في احترام حقوق الانسان وتطبيق العدالة الاجتماعية لا تخفى على احد، كما أن لديها توجها تعسفيا ضد أي دولة أو شعب، ويظهر ذلك جليا في تعاملها مع الدول المجاورة كمحاصرتها لأرمينيا، إضافة إلى كونها طرفا في النزاع القبرصي. والسؤال الذي نطرحه، كيف ستأتي كقوات دولية تابعة للأمم المتحدة، وفي الوقت نفسه تقف الأمم المتحدة بينها وبين اليونان في نزاعهما؟"
ويضيف:"تحاول تركيا أن تمحو سجلاتها التاريخية السلبية بخطوات إنسانية ، ومن اجل ترجمة صدق نواياها، عليها اعطاء براهين ملموسة قبل مشاركتها في القوات الدولية، وبالتالي مسح سمات القباحة التي جنتها حملاتها العنصرية والإجرامية عبر التاريخ" متسائلا عن" كيفية التحالف مع دولة وقعّت اتفاقية عسكرية مع إسرائيل وليست اقتصادية، وكيف سيؤمن الشعب اللبناني لهذا الوجود التركي".
ويكرر خاتشريان ان "رفضهم ليس ارمنيا إنما لبناني ولا علاقة للإبادة الارمنية في هذا الموضوع. نحن أرمن لبنانيون ولسنا غريبين عن لبنان ويشكل الأرمن شريحة مهمة في النسيج اللبناني ولديهم كلمتهم وتخوفهم تجاه هذه الخطوة، ولا نزال لغاية اليوم نتعرض لسياسة النكران التركي تجاه الابادة الارمنية".
وأمل خاتشريان ان "تأخذ الحكومة اللبنانية بعين الاعتبار مخاوف الشعب وآرائه ونعتقد انها ليست غريبة عنهم ولا تستطيع ان ترفض أو تغض النظر، فهي لسان حال الشعب اللبناني الذي تضرر في الماضي من الممارسات التركية وإنها اهانة له ان نعطي الثقة لشخص يتعامل مع العدو وحليف له، فكيف نأتي به الى بيتنا؟".