Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

أسئلة لها جواب

أسكرينا الكأسُ قدْ فاضتْ ونادتْ /// وارتوى من خمرها دنُّ الشبابْ

وامنحينا العهد َ أن نروي شفاهاً /// من نهودٍ هي خمرٌ ورضـابْ

قدْ يكونُ الهجرُ في ليلٍ نديمٍ /// ماذا يبقى في الهنا يومَ الحسابْ؟

ماذا بعد الموت ِ هلْ عُمرٌ جميلٌ /// أمْ حكايةْ من حكايات ِ الغُراب؟!

هلْ لنا أنْ نقرأَ فيها البقايـا /// النهـايةْ والظلامَ والغيابْ؟!

أشربيني أُختَ عهدي واستريحي /// فعذابي قدْ طغى كلَّ عذاب

أنا موجٌ هائجٌ دونَ سكونٍ /// أنا وحيٌّ زانهُ الفكرُ المُهـابْ

أنا ريحٌ ، عاصفاتٌ وغيومٌ /// وجبالٌ عاليـات ٍ وضبابْ

أنا وجدٌ ذكرياتٌ حالماتٌ /// ونساءٌ حُبلى منْ رشف العنابْ

قالت: الكتبُ القديمة ُهو كونٌ /// هو أرضٌ وسماءٌ وســحابْ

ونجومٌ لستُ أدري أينَ تغدو؟ /// وارتيابٌ، والمجرات ُ العِجابْ

هو صمتٌ وسكونٌ ودويٌّ /// وارتطامُ الموج في صخرِ الإيابْ

كمْ هوت نفسيَّ علماً في الوجودِ؟ /// وسؤالاً حائراً دون َ جوابْ

والصحونُ الطائرات ُماذا تعني ؟ /// إنْ عوالمْ غير عالمنا شبابْ

منذُ جلجامشْ وسومرْ فهي تأتي /// وتزورُ الأرضَ والأرضُ اغترابْ

فسرّوها عرباتٍ لملاكٍ /// (حزقيال) ُيوصف ُوصفَ اقترابْ

ووجودُ عالمٍ يعلو الفضاء َ /// فهو عندي كيقينٍ في كتابْ

خذْ مثالاً تلك َ أمريكا قديماً /// والهنودُ الحمرُ قدْ بان َ النقابْ

هذه الأرضُ صديقي من زمانٍ /// من عهودٍ قبل آدم والصحابْ

والخليقةْ كُلها نظمٌ وعلمٌ /// واتزانٌ في وظائفها غِرابْ

والبحارُ الساجياتُ في هدوءٍ /// والأعاصير ُالعنيفةُ في الضبابْ

والجبالُ العالياتُ الراهبات ُ /// والسهول ُالغانيات ُ والسرابْ

إشربيني أخت َعهدي واستريحي /// فعذابي قدْ طغى كلَّ عذابْ

وتعالي أنتِ عُمري لا تضنّي /// قدْ نذرتُ الروحَ وحيّاً وارتقابْ

طالما الليلُ جفاني وكواني /// وسقاني خمرةَ ُالقهرِ المُذابْ

وسؤالي من زمانٍ هو قولي /// : كيفَ ماتَ الصبح ُفي لونِ الغيابْ؟

أينَ راحتْ تلكَ شمسٌ هذي شمسٌ؟ /// وشقاءُ الفقراء ِ والخرابْ

كيفَ ينمو القهرُ فينا ولماذا؟! // / كيفَ ينمو الفكرُ في عمر الخُضابْ؟

ولماذا قد ولدنا في العذابِ؟ /// ولماذا قدْ نشأنا من تُرابْ؟

ولماذا العينُ تعشـقْ وجمالٌ؟ /// قدْ ذوى هلاَّ يعود ُ في مآبْ؟!!

ولِمَ الحسناءُ في الغنج ِ تبارتْ /// ولِمَ الشمطاءُ في العمرِ اصطخاب؟

ولِمَ الأنهارُ تجري دون تدري /// أنَّ في الأرض اشتياقٌ للشرابْ؟

ولِمَ جديَّ مات َقبلَ عُمري /// ولِمَ الأحفادُ كالزرعِ ِ ذهابْ؟!

ولماذا لا أُحيط ُ فيما راحَ /// ولماذا لا يكونُ ما سيأتي من ثوابْ؟!

ولماذا لا أكونُ مثلُّ طيرٍ /// في شروق الشمس في الكأس المُذابْ؟

ولماذا الرحلةُ العرجا عذاباً /// ولماذا الجنس ُ في الناس مُعابْ؟

ولماذا يُخطىءُ كلُّ حفيدٍ /// إنْ هو نسغٌ لآدمْ ما الجوابْ؟!

ولماذا نجري في الأرض ِونبني /// ونعيدُّ ما تهدّمْ من هضــابْ؟!

ولماذا ماتَ أجدادي تباعاً ؟ /// وارتوى من دمهـمْ صيف ُ الشِعَابْ

ولماذا نينوى تبقى خراباً؟ /// ولماذا العاهرات ُ في الكتابْ؟

ولماذا (لوط ُ)قد صار ََ مثالاً؟ /// أَهو سـرٌّ أم جنونٌ أم ْ مُصابْ؟

ولِمَ الأحكامُ تُبنى من جحودٍ؟ /// منْ دماء ِ الشـرفاء ِ باحتجابْ

صدفة ً كُنتُ أُغني فاكتشفتُ /// أنَّ صوتي فيهِ حُزنٌ واغترابْ

عشقتني الليالي في هواها /// عندما قبلتُ ثغراً في اكتئـابْ

وشـرابي خمرةُ الدهر المعنّى /// وشبابي ضاع في بحث الصوابْ

ورأيتُ أننا طيفٌ ولقيّا /// ووجودٌ وشـقاءٌ وغيـابْ

ثمَّ ماذا بعدُ هذا يا صديقي /// الفنـاءُ والرحيلُ والعتابْ؟!

والوجودُ مثلُّ حلم ٍ سوفَ يفنى /// والحقائقْ ظلُّ سرٍّ لنْ يُجاب

ذلكَ الناقوسُ قد دقَّ ليبقى /// هو دربٌ هو عشقٌ وعبابْ

وإلهاً لا تراهُ ماذا يعني ؟ /// إنْ هو قصةْ لجدٍّ في أرتعابْ

إنما شـاءَ الإلهُ أن ينمّي /// فكرنا حتى نعيهِ لا ارتياب

في الأزلْ كان َإلهاً واجباً /// لمْ يزلْ في الكون ِ نوراً وهيابْ

ويشاءُ الإلهَ أن يكون /// بيننا حيّاً يعيش ُ في ثيابْ

في يسـوع ِالمسيح ِكان يحيّا /// ناقضاً أسطورة َ الموتِ المُنابْ

فهو قادرْ أن يكونَ ما يكون /// وهو كائن ْ ذاته ُ الحبُّ المُجابْ

قد تجسدْ كيما نحيا ياصديقي /// والإلهُ قدْ نزلْ ،كان َ الحجابْ

هو فيَّ مثلُّ قلبي، مثلُّ عقلي /// مثلُّ وهجٍ مثلُّ حبٍّ في الغياب

قد سقاني خمرةَ العهدِ الجديدِ /// قد رواني من كرومٍ ٍ بانسـكابْ

هو دربي وحياتي ومنايَّ /// دونهُ في التيهِ نجري والسرابْ

هو نورٌ في الحياة ورفيقٌ /// هو علمٌ وخلاصٌ ومـآبْ

نعمةٌ للناس ِأنتَ دون َ ريبٍ /// يا إلهي ملجأي يوم َ الحسـابْ

***

4/1/1996

ألمانيا.شتاتلون

اسحق قومي

شاعر وأديب سوري مقيم في ألمانيا

Sam11@hotmail.de
Opinions