أسئلة لها جواب
أسكرينا الكأسُ قدْ فاضتْ ونادتْ /// وارتوى من خمرها دنُّ الشبابْوامنحينا العهد َ أن نروي شفاهاً /// من نهودٍ هي خمرٌ ورضـابْ
قدْ يكونُ الهجرُ في ليلٍ نديمٍ /// ماذا يبقى في الهنا يومَ الحسابْ؟
ماذا بعد الموت ِ هلْ عُمرٌ جميلٌ /// أمْ حكايةْ من حكايات ِ الغُراب؟!
هلْ لنا أنْ نقرأَ فيها البقايـا /// النهـايةْ والظلامَ والغيابْ؟!
أشربيني أُختَ عهدي واستريحي /// فعذابي قدْ طغى كلَّ عذاب
أنا موجٌ هائجٌ دونَ سكونٍ /// أنا وحيٌّ زانهُ الفكرُ المُهـابْ
أنا ريحٌ ، عاصفاتٌ وغيومٌ /// وجبالٌ عاليـات ٍ وضبابْ
أنا وجدٌ ذكرياتٌ حالماتٌ /// ونساءٌ حُبلى منْ رشف العنابْ
قالت: الكتبُ القديمة ُهو كونٌ /// هو أرضٌ وسماءٌ وســحابْ
ونجومٌ لستُ أدري أينَ تغدو؟ /// وارتيابٌ، والمجرات ُ العِجابْ
هو صمتٌ وسكونٌ ودويٌّ /// وارتطامُ الموج في صخرِ الإيابْ
كمْ هوت نفسيَّ علماً في الوجودِ؟ /// وسؤالاً حائراً دون َ جوابْ
والصحونُ الطائرات ُماذا تعني ؟ /// إنْ عوالمْ غير عالمنا شبابْ
منذُ جلجامشْ وسومرْ فهي تأتي /// وتزورُ الأرضَ والأرضُ اغترابْ
فسرّوها عرباتٍ لملاكٍ /// (حزقيال) ُيوصف ُوصفَ اقترابْ
ووجودُ عالمٍ يعلو الفضاء َ /// فهو عندي كيقينٍ في كتابْ
خذْ مثالاً تلك َ أمريكا قديماً /// والهنودُ الحمرُ قدْ بان َ النقابْ
هذه الأرضُ صديقي من زمانٍ /// من عهودٍ قبل آدم والصحابْ
والخليقةْ كُلها نظمٌ وعلمٌ /// واتزانٌ في وظائفها غِرابْ
والبحارُ الساجياتُ في هدوءٍ /// والأعاصير ُالعنيفةُ في الضبابْ
والجبالُ العالياتُ الراهبات ُ /// والسهول ُالغانيات ُ والسرابْ
إشربيني أخت َعهدي واستريحي /// فعذابي قدْ طغى كلَّ عذابْ
وتعالي أنتِ عُمري لا تضنّي /// قدْ نذرتُ الروحَ وحيّاً وارتقابْ
طالما الليلُ جفاني وكواني /// وسقاني خمرةَ ُالقهرِ المُذابْ
وسؤالي من زمانٍ هو قولي /// : كيفَ ماتَ الصبح ُفي لونِ الغيابْ؟
أينَ راحتْ تلكَ شمسٌ هذي شمسٌ؟ /// وشقاءُ الفقراء ِ والخرابْ
كيفَ ينمو القهرُ فينا ولماذا؟! // / كيفَ ينمو الفكرُ في عمر الخُضابْ؟
ولماذا قد ولدنا في العذابِ؟ /// ولماذا قدْ نشأنا من تُرابْ؟
ولماذا العينُ تعشـقْ وجمالٌ؟ /// قدْ ذوى هلاَّ يعود ُ في مآبْ؟!!
ولِمَ الحسناءُ في الغنج ِ تبارتْ /// ولِمَ الشمطاءُ في العمرِ اصطخاب؟
ولِمَ الأنهارُ تجري دون تدري /// أنَّ في الأرض اشتياقٌ للشرابْ؟
ولِمَ جديَّ مات َقبلَ عُمري /// ولِمَ الأحفادُ كالزرعِ ِ ذهابْ؟!
ولماذا لا أُحيط ُ فيما راحَ /// ولماذا لا يكونُ ما سيأتي من ثوابْ؟!
ولماذا لا أكونُ مثلُّ طيرٍ /// في شروق الشمس في الكأس المُذابْ؟
ولماذا الرحلةُ العرجا عذاباً /// ولماذا الجنس ُ في الناس مُعابْ؟
ولماذا يُخطىءُ كلُّ حفيدٍ /// إنْ هو نسغٌ لآدمْ ما الجوابْ؟!
ولماذا نجري في الأرض ِونبني /// ونعيدُّ ما تهدّمْ من هضــابْ؟!
ولماذا ماتَ أجدادي تباعاً ؟ /// وارتوى من دمهـمْ صيف ُ الشِعَابْ
ولماذا نينوى تبقى خراباً؟ /// ولماذا العاهرات ُ في الكتابْ؟
ولماذا (لوط ُ)قد صار ََ مثالاً؟ /// أَهو سـرٌّ أم جنونٌ أم ْ مُصابْ؟
ولِمَ الأحكامُ تُبنى من جحودٍ؟ /// منْ دماء ِ الشـرفاء ِ باحتجابْ
صدفة ً كُنتُ أُغني فاكتشفتُ /// أنَّ صوتي فيهِ حُزنٌ واغترابْ
عشقتني الليالي في هواها /// عندما قبلتُ ثغراً في اكتئـابْ
وشـرابي خمرةُ الدهر المعنّى /// وشبابي ضاع في بحث الصوابْ
ورأيتُ أننا طيفٌ ولقيّا /// ووجودٌ وشـقاءٌ وغيـابْ
ثمَّ ماذا بعدُ هذا يا صديقي /// الفنـاءُ والرحيلُ والعتابْ؟!
والوجودُ مثلُّ حلم ٍ سوفَ يفنى /// والحقائقْ ظلُّ سرٍّ لنْ يُجاب
ذلكَ الناقوسُ قد دقَّ ليبقى /// هو دربٌ هو عشقٌ وعبابْ
وإلهاً لا تراهُ ماذا يعني ؟ /// إنْ هو قصةْ لجدٍّ في أرتعابْ
إنما شـاءَ الإلهُ أن ينمّي /// فكرنا حتى نعيهِ لا ارتياب
في الأزلْ كان َإلهاً واجباً /// لمْ يزلْ في الكون ِ نوراً وهيابْ
ويشاءُ الإلهَ أن يكون /// بيننا حيّاً يعيش ُ في ثيابْ
في يسـوع ِالمسيح ِكان يحيّا /// ناقضاً أسطورة َ الموتِ المُنابْ
فهو قادرْ أن يكونَ ما يكون /// وهو كائن ْ ذاته ُ الحبُّ المُجابْ
قد تجسدْ كيما نحيا ياصديقي /// والإلهُ قدْ نزلْ ،كان َ الحجابْ
هو فيَّ مثلُّ قلبي، مثلُّ عقلي /// مثلُّ وهجٍ مثلُّ حبٍّ في الغياب
قد سقاني خمرةَ العهدِ الجديدِ /// قد رواني من كرومٍ ٍ بانسـكابْ
هو دربي وحياتي ومنايَّ /// دونهُ في التيهِ نجري والسرابْ
هو نورٌ في الحياة ورفيقٌ /// هو علمٌ وخلاصٌ ومـآبْ
نعمةٌ للناس ِأنتَ دون َ ريبٍ /// يا إلهي ملجأي يوم َ الحسـابْ
***
4/1/1996
ألمانيا.شتاتلون
اسحق قومي
شاعر وأديب سوري مقيم في ألمانيا
Sam11@hotmail.de