أصبحت وسيلة خصوم المالكي لإضعافه
رئيس مركز القرار السياسي للدراسات
مشكلة الأمن في العراق لن تحل لأنها أصبحت وسيلة خصوم المالكي لإضعافه
بغداد / خاص
يجمع خبراء وباحثون ومعلقون سياسيون على صعوبة إيجاد حلول ناجعة لمشكلة الأمن المتردي في العراق خلال الفترة القليلة القادمة وقبيل الإنتخابات البرلمانية المزمعة في الثلث الأول من العام 2014 ،حيث تثار أسئلة كثيرة على خلفية تواصل أعمال العنف وتكرار عمليات الإستهداف المنظم لمراكز حكومية وعناصر قوى الأمن وتجمعات سكانية وكان آخرها العملية النوعية الكبيرة التي قامت بها مجموعات مسلحة لتحرير سجناء في اكبر أماكن إيواء المدانين والمتهمين بقضايا الإرهاب في العراق ومن بينهم عناصر القاعدة والتنظيمات المسلحة والتي أدت في نهاية الأمر الى هروب المئات من السجناء.
ويقول هادي جلو مرعي رئيس مركز القرار السياسي للدراسات وهي منظمة غير حكومية ، إن العنف المنظم لم يعد وسيلة لتحقيق مكاسب لمن يقومون به من تنظيمات وقوى خارجية وداخلية فحسب بل تحول الى ضرورة بالنسبة لخصوم رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي الذين يجدون صعوبة في قهره وإضعافه في إطار منافسة سياسية يدفع المواطنون العاديون ثمنها كل يوم ،وهم يلجاون الى أساليب تفتقد الى العنصر الأخلاقي في سعيهم للإطاحة به ..
مضيفا ،إن الخصوم ليسو مشاركين بالضرورة في التخطيط لتلك الهجمات ، ولكنهم سعداء بها لجهة شعورهم بإمكانية تأثيرها في سمعة رئيس الحكومة وطاقمه الأمني ولإثبات صحة إدعاءاتهم بأن المنظومة الأمنية هشه للغاية وإن الحكومة الفدرالية غير قادرة على ضبط الأوضاع ،عدا عن تحول المشكلة الأمنية الى وسيلة بأيدي الخصوم مايصعب إمكانية تدخلهم الإيجابي للمساعدة في إيجاد حلول ناجعة لها،وربما تكون تصريحات رئيس القائمة العراقية السابق إياد علاوي واضحة في هذا الصدد حين دعا رئيس الوزراء نوري المالكي الى تقديم إستقالته ،بينما لم يعد أحد مهتما بمايعانيه الناس العاديون وعذاباتهم التي تتكرر كل يوم والهدف النهائي هو إستثمار العنف المنظم والتراجع الأمني للحصول على مكاسب سياسية غير واضحة في بلد مضطرب لايعرف بالضبط الى أين يتجه خلال الفترة القادمة مع تصاعد الإحتقان الطائفي والصراعات في الإقليم المجاور.