Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

أضواء على أمسية تكريم أديبين عراقيين في السويد

28/02/2009

شبكة اخبار نركال/NNN/
واصل اتحاد الكتاب العراقيين نشاطاته وضمن برنامجه الثقافي لعام 2009 ، حيث نظم يوم السبت الموافق 21 شباط 2009 وعلى قاعة تينستا في العاصمة السويدية ستوكهولم ، امسية تكريمية للأديب والشاعر ميخائيل ممو والقاص والروائي علي عبدالعال ، حيث افتتحت الأمسية عضو الهيئة الإدارية للإتحاد الشاعرة ثناء السام مرحبة بالحضور وبالزميلين ميخائيل ممو وعلي عبدالعال .
تفضل بعد ذلك الدكتور داود كوركيس داود شاكراً الإتحاد على المهمة التي أنيطت له ليقدم دراسة مركزة عن النتاج الشعري والقصصي للأديبين المُحتفى بهما ، مبتدئاً حديثه بتقدمة عن أهمية الأدب في خدمة الجماهير ومفهوم الإبداع ، لينطلق فيما بعد قائلاً:
( نحن امام اديبين صنعتهما الإبداع، ادواتهما اليراع مغموسا في الحبر، حيث الحبر يتحول الى نتاج ابداعي، غاية نتاجهما الإبداعي هو الإنسان والإنسان العراقي بالدرجة الأساسية بكل تلاوينه الإثنية والتاريخية والأجتماعية والفكرية ، وبكل ارهاصاته ونجاحاته واخفاقاته ، ترحاله الأبدي الذي ابتدأ منذ كلكامش الذي بحث عن الخلود ولم ينته بعد هذا الترحال ولا ندري الى اية شواطئ سترسو سفينة الترحال هذه).
وفيما بعد واصل حديثه ليقيم نتاجات الأديبين قائلاً: ( الأديب والشاعر ميخائيل ممو يجمع في نتاجه ونشاطه مجالات متعددة، وهي الشعر بالدرجة الأساسية والكتابة بشكل عام . هو لغوي ضليع في مجال اللغة الآشورية، مترجم للعديد من الأعمال الشعرية والدراسات، وهو في ذات الوقت شخصية اجتماعية جابت اصقاع العالم من مشرقها الى مغربها ومن شمالها الى جنوبها حاملا معه اليراع ومادة البحث ليتواصل هناك حيث يحل مع اقرانه وابناء قومه وبلده من الأدباء والناس البسطاء ..... ان ما نلمسه في قصائد ميخائيل ممو ، ضمن سياقاتها الزمنية، هو ذلك المذاق بين نكهة الوطن العذبة ومذاق الغربة المر).
ثم أضاف الدكتور داود كوركيس في تقييمه وتحليله لما انتجته قريحة القاص والروائي علي عبد العال قائلاً: ( في نتاجه الإبداعي ، القصصي منه والروائي، يتناول علي عبدالعال مواضيع عديدة وحيوية في تقديري، وضمن السياق الزمني لأحداث هذه المواضيع تتحرك شخوصه لتبين هي الأخرى مساراتها في كل الجوانب الحياتية، الشخصية ، العائلية، الأجتماعية، الفكرية، السياسية وغيرها . موضوعاته الأساسية يمكن تحديدها بالتالية: اغتراب الإنسان العراقي جغرافيا وإجتماعيا . الأصطدام بواقع جديد وتأثير هذا الواقع وافرازاته عليه. العلاقات الإجتماعية ضمن هذا الواقع وما يطرأ عليها في السلب والإيجاب . العلاقة مع المرأة) .

بعد ذلك قدم الأديب والشاعر ميخائيل ممو عرضا لتجربته الأدبية الشمولية على مدى تجاوز اربعة عقود من الزمن جاء فيها ( كنا مجموعة من الشباب ، في منتصف الستينيات من ذوي الأهتمام الثقافي والأدبي عادة ما نلتقي ونتباحث في موضوعات تخص اهتماماتنا ، لنخلص بالتالي الى تأسيس حلقة أدبية تثقيفية بعنوان " رابطة العروة الأدبية" .....انيطت لي في البدء وأنا في العقد الثاني من عمري أثناء دراستي الجامعية مهمة الإشراف على الصفحة الجامعية بجريدة الجنوب البصرية ، ومن ثم مهمة سكرتير تحرير مجلة " المثقف الآثوري" بالعربية والآشورية الصادرة عن النادي الثقافي الآثوري في بغداد ....وفي بلاد الإغتراب واصلت الكتابة في مجلة حويودو أي الإتحاد لثلاثة عقود إضافة لرئاسة التحرير... صدر اول نتاج لي بهيئة كراس تحت عنوان " ماهو البحث وكيف تكتبه طبع عام 1968 عن مكتب الشرق في بغداد، ومن ثم كتاب " في رياض الشعر " عام 1976 ، والذي تم منعه بعد طبعه.... أما ما تم طبعه ونشره من كتب تجاوزت اصابع اليدين في حقول ادبية متفاوتة ، ربما يوازي عددها المخطوطة منها والراكنة على الرفوف المنسية ) . ثم قرأ الشاعر ميخائيل ممو ثلاث قصائد بالعربية والآشورية والسويدية ليقارن عملية التركيب اللغوي والتناغم الحسي والإيقاعي في عملية الإلقاء.
وفيما بعد قدم القاص والروائي علي عبدالعال عرضا مكثفا لتجربته الإبداعية جاء فيها (البشر سواسية لكنهم لا يتشابهون الا كما تتشابه بصمات الأصابع ... اصدرت كتابي الأول في بيروت عام 1987 عن دار الصداقة للطباعة والنشر، وكان عبارة عن مجموعة قصصية بعنوان " المشي في الحلم" .. وفي العام 1996 صدرت لي روايتي الأولى " مقتل علي بن ظاهر ومتاهته" عن دار المنفى في السويد، وفي العام 1998 اصدرت مجموعتي القصصية الثانية بعنوان " العنكبوت" عن دار المنفى في السويد، وفي العام 2003 صدرت الطبعة الأولى لروايتي " اقمار عراقية سوداء في السويد" ، وفي العام 2005 صدر لي كتابان عن دار النشر حوران في دمشق احدهما رزاية " ميلاد حزين " والآخر مجموعة قصص " ازمان للمنافي " ، وعام 2007 صدرت مجموعتي القصصية " عالم صغير جدا" ، وعام 2008 صدرت روايتي " جمر عراقي على ثلج سويدي ـ جيسكا " عن دار التكوين ـ دمشق).
***
هذا ما كان قد تضمنه القسم الأول من الإحتفال، ومن ثم ليستأنس الحاضرون بفترة استراحة قصيرة ترويحاً لهم من عناء الجلوس ، وليأتي دور ما ورد من كلمات وتهان ومن ثم المداخلات في القسم الثاني من البرنامج الذي شمل دراسة عن شعر وكتابات ميخائيل ممو بالآشورية والعربية بعنوان " شعاع في سماء الأدب " للشاعر نينوس نيراري المقيم في شيكاغو ، قرأها بالنيابة الزميل الفنان والكاتب نبيل تومي ، ركز فيها على ثلاث قصائد بالأشورية قائلاً :
(إخترنا هذه القصائد كنموذج لما صاغه من الشعر الكلاسيكي الموزون والمقفى وبإستعماله هنا ثلاثة بحور متفاوتة هي البحر البعيد في الأولى من أربع دعامات وكل دعامة من أربع حركات. وفي القصيدة الثانية استعمل البحر المنسرح (المدرج) الشبيه بالمثلث المتساوي الأضلاع لتساوي الدعامات الثلاث لكل بيت. وفي القصيدة الثالثة استعمل ما يمكن تسميته بالبحر السريع أو المربع المتكون من اربعة دعامات ولكل دعامة خمس حركات بتجاوزه لإسلوب الحداثة مع حفاظه على أوتار التفعيلة ، رغم استعماله لقصيدة النثر أيضاً ).
كما وأشاد بقصيدة عنوانها " عدت لا أطيق عتمة القبر" قائلاً : ( عام 1974 في كركوك ألقى قصيدته الزلزالية الموسومة (عدت لا أطيق عتمة القبر) التي أخرج فيها نافثاً ما في دواخله الحقيقية المتمردة على واقع الشعب العراقي ككل مروراً بما يعانيه أبناء جلدته من العنت والمطاردة والحرمان من استنشاق هواء الحرية. هذه القصيدة فتحت شِعاباً في نفسية المُتلقي ، فتحولت من منطقة مهجورة إلى مسكونة ، ولا زال وقع تلك القصيدة يحفر أرض ذاتي).
ولمناسبة التكريم أيضاً قرأت الزميلة ثناء السام قصيدة بعنوان " الشاعر الآشوري المهاجر الى بلاد الصقيع" نيابة عن الشاعرالسوري "اسحاق قومي" المقيم في المانيا والتي خص بها الشاعر ميخائيل ممو، وكذلك ابيات من الشعر للدكتور عبدالأله الصائغ المقيم في امريكا ، وكلمة للشاعرة ليلى كوركيس المقيمة في كندا.
ثم قدم الشاعر والأديب جاسم ولائي مداخلة اشار فيها بان الشاعر المبدع يصفه إبداعه ، وكنا نأمل أن نستمع من قصائد ميخائيل أكثر مما قيل عنه ، رغم قراءته لبعض القصائد التي أهدتنا لأوزان شعرية جديدة من البحور الآشورية بتسميات جديدة وبلغة سليمة.
وفي ختام الأمسية التكريمية قدم الزميل جاسم هداد سكرتيرالأتحاد شهادة تقديرية للزميلين ميخائيل ممو وعلي عبدالعال، وأعقبه الزميل الكاتب نهاد السليم بتقديم باقات الورود للمكرمين. كما ولا يسعنا في خاتمة المطاف إلا أن نشكر طاقم فضائية " سورويو تي في " على حضورهم وتسجيل فقرات الأمسية وبثها من خلال برامجهم ، إضافة لممثل موقع عينكاوا كوم السيد شيرزاد شير والسيدة لينا سياوش مراسلة وكالة اصوات العراق ومجلة الاسبوعية على اتصالها مع المكرمين وإجراء لقاء معهما بشأن التكريم.
اللجنة الثقافية


Opinions