أُغتيلت كلمة "حقوق الإنسان" في البرلمان العراقي
بعد صلاة الجمعة 12/6/2009 أغتيلت كلمة حقوق الإنسان الحرة والشريفة، سقط الشهيد الدكتور حارث العبيدي بأيدٍ الغدر ومصاصي دماء الاحرار، بعد مغادرته مذبح المحراب – جامع الشواف/ بغداد، كان رجل من رجالات حقوق الانسان من الطراز الاول، وطني اسلامي معتدل، يؤمن بالتنوع والتعدد، قبول الاخر كان داخل فكره ووجدانه، لا يفرق بين سني وشيعي، بين مسلم ومسيحي واي دين اخر، بدليل انه دافع عن المعتقلين في السجون العراقية دون ان يفكر بإنتمائاتهم الفكرية والدينية والمذهبية، في آخر مداخلة له باعتباره نائب رئيس لجنة حقوق الانسان في البرلمان العراقي، وعند دفاعه هذا يؤكد الشهيد "العبيدي" انه لا يدافع عن المجرمين بل عن الانسان ووجوب تطبيق القوانين الخاصة بحقوق المعتقلين وخاصة بعد ان لمس من خلال زياراته الميدانية وجود خروقات وانتهاكات لحقوق هؤلاء! انها غيرة إنسان حقوقي وعادل، ووطنية حقةحارث الانسان
من هنا نجد ان محبة الشهيد تتجلى في دفاعه عن الظلم اينما وجد! اي حتى بين القتلة والمجرمين والارهابيين! لان لهم حقوقهم وقوانينهم الخاصة والانسانية، والأهم من كل هذا هو دفاعه عن هؤلاء وغيرهم دون ان يعرف انه سني أو شيعي أو من اديان اخرى! وهذا هو قبول الاخر ومهما كان من دين ولون وشكل! اليس هذا ما نصه الاعلان العالمي لحقوق الانسان 1948 الفقرة الاولى منه؟ اذن تَجَلًت محبة المرحوم في ابتعاده عن العنصرية وتطبيق القوانين الخاصة بحقوق الانسان، ووصلت الى دعوته الى اعمال الخير وتنظيم العلاقات بين المجتمع ومكوناته وبينهما وبين الخالق، مع وجوب العدالة ومحاسبة المقصرين وكان ذلك قبل لحظات من استشهاده، انه الحب حقاً الذي عبرعنه شهيدنا الانسان من خلال وقوفه على مسافة واحدة من الجميع!!!!
الشهيد وجمعية حقوق الانسان الامريكية
عرفناه من خلال الاخ بسام القيسي، نعم اتصل بنا نحن ممثلية نيفادا لحقوق الانسان، حول امور تخص حقوق الانسان وتشكيلاتها ومعاناة العراقيين الوافدين الجدد وضرورة التهيئة للعمل من اجل تثقيفهم وتعريفهم بالقوانين النافذة الامريكية وضرورة المحافظة عليهم من الانزلاق في سلبيات المجتمع الامريكي، وتشكيل لجان وممثليات لحقوق الانسان في المناطق والولايات التي تحتضن العوائل العراقية،،،، وبدورنا اتصلنا بمقر جمعيتنا في مشيغان وبشخص الاستاذ حميد مراد رئيس الجمعية العراقية لحقوق الانسان في الولايات المتحدة الامريكية، وبعد عدة اتصالات مكثفة مع الاستاذ "القيسي" تم حلحلة الامور والاتفاق على تأسيس مثل هذه اللجان والممثليات التي تدافع عن حقوق العراقيين اينما وجدوا،،،،،،، وكان من ضمن الاتفاق مع ادارة جمعيتنا انه تم دعوة شهيد الحق الدكتور حارث العبيدي لزيارة امريكا يوم 13 / 7 / 09 يحل ضيفاً عزيزاً على جمعيتنا في ديترويت/مشيغان، مع برنامج مكثف يلتقي خلاله مع المسؤولين في الاحزاب والمنظمات العراقية المتواجدة والعاملة في امريكا، مع منظمات المجتمع المدني وحقوق الانسان! وتم الاتفاق مع "شهيد الحق" ان يتوج ذلك من خلال مؤتمر عام ينعقد في 1/8/09،،،، ولكن
شهيد الحق لا يتمكن من الحضور
تلقينا نبأ استشهاد الدكتور حارث ببالغ الحزن والاسى والاسف وبدموع ساخنة، نعم كنا ننتظر قدومه الينا لنشبع من كلماته الحلوة الرزينة، ولكن كان للقدر رأي آخر، لا بل نقول كان للحقد والكراهية والحسد والنميمة آراء اخرى تتجلى في اسكات صوت الحق اينما وجد، لانهم ضد الحقوق اولاً وثانياً لا يريدون لشعبنا ووطنا التقدم خطوة الى الامام، كلما خطى خطوة الى الامام فكروا وخططوا ونفذوا كيف يرجعوننا خطوتين او اربعة الى الوراء، لا يهمهم الدم لانهم لا يعيشون الا بمص دماء الابرياء، وهكذا صدمنا ولم تدم فرحتنا في لقاء الدكتور العبيدي، ولا يتمكن من حضور مؤتمرنا! لان يد الغدر طالته وبهذا اسكتوا صوت الحق العالي في البرلمان العراقي
shabasamir@yahoo.com