Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

أكاديمية : عدم اهتمام جامعاتنا بالجوانب التطبيقية أدى إلى خلل في الحياة العملية بعد التخرج

26/10/2009

شبكة اخبار نركال/NNN/الموصل/باسل طاقة/
تحتل الجامعة مكان الصدارة بين مؤسسات التعليم العالي في المجتمع الذي توجد فيه، فهي تهدف إلى تنمية المجتمع اقتصاديا وعلميا وتقنياً من خلال وظائفها الأساسية التي تؤديها (التعليم والبحث العلمي وخدمة المجتمع)، لذا تبدو الحاجة ملحة اليوم في ضوء المعطيات الجديدة التي تسود العالم، ان تتحمل الجامعة مسؤولية توضيح معالم الطريق الصحيح أمام طلبتها لكونها مؤسسة تعليمية / تعلمية تعتمد المنهجية العلمية في التخطيط والتحليل العلمي والمنطقي للأحداث والتعامل بعقلانية مع التغيرات والتطورات العالمية.

فإذا كانت هذه المتطلبات ضرورية للجامعات في العالم فما حال الجامعات في العراق الذي يعاني أوضاعاً ثقافية واقتصادية وأمنية لا مثيل لها في العالم، تقول الدكتورة مآرب المولى من كلية التربية بجامعة الموصل عن ذلك : يعاني المجتمع الآن ضعف التوازن بين حاجات المجتمع وسوق العمل من جهة وبين الاختصاصات الجامعية وإعداد الكوادر من جهة ثانية، لذا يمكن إجمال بعض الخصائص التي تتسم بها الجامعات العراقية بما يأتي : تقتصر اغلب الأهداف الأكثر تحققا في التعليم الجامعي على الجوانب النظرية والأكاديمية ولا تهتم بدرجة مشابهة بالجوانب التطبيقية والعملية مما يسبب خللا في الحياة العملية بعد التخرج، يقل الاهتمام بالجوانب البحثية واقتصارها على التدريسيين لأغراض الترقية وطلبة الصفوف المنتهية لكنها لضعف الامكانات التقنية غالبا ما تكون تقليدية وغير جادة، يتبع اغلب التدريسيين طريقة المحاضرة التي تعتمد على التلقين لإعطاء كمية كبيرة من الموضوعات بينما توجد العديد من الطرائق والأساليب الحديثة يمكن اعتمادها في التدريس الجامعي وهذا ينعكس على اهتمام التدريسيين بالجانب المعرفي أكثر من اهتمامهم بالجوانب الوجدانية والمهارية، يكون استخدام التقنيات محدودا كما ونوعا في التدريس الجامعي وغالبا ما يكون الاعتماد على الاستيراد لجميع الأجهزة التقنية مما يضيع فرصة تكوين البنى التحتية والاعتماد على الذات في إعدادها، تركز الجامعات العراقية على الإنسان ( الحكيم ) أو الفقيه أكثر بكثير من إعدادها الإنسان الفاعل العملي، قلة الإنفاق الحكومي على التعليم العالي أدى إلى انخفاض مستوى التعليم لدى المخرجات وضعف قدراتهم على الإبداع والابتكار، ضعف القدرة على استيعاب المتخصصين في التعليم العالي ومؤسسات العمل أدى إلى هجرة نسبة كبيرة من أصحاب الكفاءات العلمية.
وبخصوص التحديات التي تواجه التعليم الجامعي في البلاد توضح المولى: يواجه التعليم الجامعي تحديات كثيرة أفرزتها طبيعة العصر والمرحلة الراهنة التي يمر بها المجتمع العراقي ومن أكثرها خطورة : العولمة الاقتصادية، إذ ان التغيرات العالمية المتسارعة التي أحدثتها العولمة في مجالات الاقتصاد والسياسة والاتصال والتقنية أدت الى تغيرات جذرية على الساحة الدولية وأفرزت كثيرا من القيم والرؤى التي أصبحت تسيطر على الذهنية العالمية في ظل تيارات جارفة تهدف الى عولمة المجتمعات وتوحيد أنماطها وتقاليدها وان هذه التغيرات تكاد تلامس كل شيء في حياتنا، لذا يتطلب الأمر من مؤسسات التعليم العالي ان توفر برامجيات للتوجيه والإرشاد الوظيفي وبرامج للتدريب المستمر وإعادة التأهيل والتشغيل وبرامج متخصصة لاكتساب العاملين مهارات الحاسوب واللغات الاجنبية وفنون الادارة، أما التحدي الآخر فهو المعلومات التقنية ويقصد بها الجمع بين الكلمة مكتوبة ومنطوقة والصورة ساكنة ومتحركة وبين الاتصالات سلكية ولاسلكية وأرضية أو فضائية، وذلك في جمع المعلومات وتخزينها وتحليل مضامينها وتوفرها أو توفيرها بالشكل المرغوب في الوقت والسرعة اللازمة، وعن الأساليب المطلوبة لتطوير التعليم العالي والجامعي العراق أشارت المولى، تطلب تطوير التعليم العالي والجامعي في العراق الأخذ بالأساليب التالية على اقل تقدير : ان تتحول مؤسسات التعليم العالي إلى مؤسسات تعليم مستمر والأخذ بمبدأ ( التربية المستمرة ) بحيث يفتح أبوابه لجميع الأعمار والراغبين في إكمال تعليمهم، أن تساهم جميع الجهات المعنية في تطوير وتجديد وتمويل التعليم العالي لتحقيق مبدأ الشراكة فيه بين الدولة وسائر المؤسسات الاجتماعية المعنية، أن يعاد النظر بالتعليم الثانوي وفي منافذ التعليم الأخرى بحيث يصبح مقدمة لتوفير المعلومات العلمية اللازمة لتحقيق متطلبات التعليم العالي المتجددة والاستجابة لحاجات سوق العمل المتغيرة من جانب آخر، أن تتوفر الامكانات اللازمة لإجراء الدراسات والبحوث العلمية المتطورة، أن تجعل الجامعة من مؤسسات ودوائر الدولة والمجتمع مسرحا للبحوث العلمية وتشخيص ما هو غير ملائم مع تطورات العصر، ان تحرر الجامعة نفوس الطلبة من الخوف والتقليد الأعمى وتوفر لهم الفرص للعمل والإبداع نظريا وتطبيقيا، ان تسعى الجامعة دوما الى تحسين مستوى التعليم كما ونوعا لجعله أكثر ملاءمة لحاجات المجتمع والمتعلم.

Opinions