Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

أكيتو، راس السنة الكلدانية العراقية 7310

تحتفل كل دول العالم برأس السنة الميلادية و تتعامل مع التقويم الميلادي يومياً ، و بذلك أصبحت رأس السنة الميلادية عيداً عالمياً . بالإضافة الى ذلك ، ما زالت الأمم و الشعوب تحتفظ بتقويمها الخاص و تحتفل به و تعتبره عيدها القومي و الوطني ، مفتخرة في ذلك بتاريخها و حضارتها.
وقد ترتبط و تستند أعيادها القومية تلك على اساطيرها القديمة أو حوادث تاريخية مهمة ، كتولي أحد الملوك للعرش ، او عمل قام به ، أو بداية لتقويم قديم ، او بناء مدينة ما او الاستقلال و التحرر من الظلم و غيرها.
فمثلاً يحتفل الكورد و الفرس و الأفغان بعيد نوروز، ويعتبرهذا العيد عند الشعب الكردي بداية السنة الجديدة 2710 وفق التقويم الكوردي و الموافق لـ 2010 ميلادية ، وتبدأ السنة في 21 أذار من كل عام، و يحتفلون به كيوم التحرر من الظلم و الإستبداد حسب اسطورة (كاوة الحداد) ، كما هي بداية لربيع جديد ايضاً.
أما الفرس فيعتبرون نوروز رأس السنة الفارسية و التي تبدأ ايضاً في 21 آذارمن كل عام ، و يقال ان سبب الإحتفال به هو ان جمشيد(ملك فارسي سمي اول يوم من السنة بنوروز) وفّر ماء الحياة للناس و وعدهم بحياة ابدية، كما يعتبره البعض منهم يوم بداية الخليقة. و السنة الفارسية 2569 تقابل السنة الميلادية 2010.
الصينيون ايضاً يحتفلون برأس السنة الصينية و التي تعرف أيضاً بإسم عيد الربيع، و يقيمون الإحتفالات و المهرجانات الكبيرة ، و يعتبرونه بدء لحياة جديدة و موسم الحرث و البذر و تقابل السنة الحالية السنة الصينية 4708.
و يحتفل اليهود برأس السنة العبرية الجديدة ( روش هوشانا) ، و ستوافق في يوم 19 سبتمبر2010 القادم مع بداية السنة العبرية 5771.
و يحتفل المصريون بالسنة الفرعونية او المصرية في 11 سبتبمبر من كل عام و التي ستصادف هذا العام السنة 6252 فرعونية ، مستندين بذلك على أول شهر توت بحسب التقويم الفرعوني الذي أبتكروه عام 4241 ق.م.

والشعب الكلداني ، هذا الشعب الرافديني الأصيل، كباقي الشعوب الأخرى يحتفل بعيد رأس السنة القومية الخاصة به ، و يطلق عليه (أكيتو) ، و الذي يصادف في الأول من نيسان ، و السنة الكلدانية 7310 تقابلها السنة الميلادية 2010 .
وكانت الإحتفالات بهذا العيد سابقاً تبدءاً بالأول من نيسان و لغاية 12 منه ، ويكون الملك و ألآلهة و رجال المعابد لهم الأدوار الرئيسية في مراسيم وطقوس هذا الإحتفال.

كان فكر الإنسان الكلداني و تصوره للحياة في بلاد النهرين يتمحور حول ثلاثة عناصر أساسية وهي : الطبيعة و الآلهة و الإنسان ، و هذا يبدوا واضحاُ من خلال اسطورتي اينوما ايلش و كلكامش ، مع ايمانهم بوجود قوتين رئيسيتين تسّير الكون ، وهما قوى الخير و قوى الشر.لذا نجد ان احتفالات رأس السنة البابلية الكلدانية عبارة عن شعائر و طقوس احتفالية بالطبيعة و الآلهة و الإنسان معاً ، و تتخذ جدلية الموت و الإنبعاث عندهم اشكالاً انسانية واقعية و خاصة في علاقات الحب و الزواج عند الآلهة و من خلال تأليه الملوك و هبوط الآلهة الى العالم السفلي حيث يعيش الإنسان.

لذا فقد كان لهذا العيد و طقوسه أهمية كبيرة لدى الشعب الكلداني و كافة الأقوام التي سكنت بلاد ما بين النهرين ، بصفته رمزاً عظيماً و تعبيراً عن الفكر الإجتماعي و السياسي و الديني في مجتمعاتهم.

و لما كان الإحتفال بعيد أكيتو، رأس السنة الكلدانية يمتد لمدة اثنا عشر يومأً ، بدءاً بالأول من شهر نيسان و الى الثاني عشر منه ، فإن الإحتفال به اليوم بنفس الطريقة السابقة يعد من الأمور المستحيلة نظراً لما طرأ على الإنسان من تغيرات فكرية واجتماعية و دينية و علمية غيرت من طريقة تصور الإنسان لحركة الطبيعة و تفسيراته لتركيبة الكون و طريقة الخلق، بالإضافة الى اختلاف اسلوب و معيشة الانسان وعلاقته الذاتية مع الخالق.
لذا فإستذكار العيد و الإحتفال به اليوم يعبر عن احترامنا و اعتزازنا بتاريخنا و حضارتنا الكلدانية البابلية العريقة و إفتخاراً بمنجزات أسلافنا العظام الذين قدموا للبشرية الكثير من العلوم و الفنون ، كما هي فرصة لبث الوعي القومي و الوطني و تقوية الأواصر الإجتماعية بين ابناء هذه الأمة.
و لما كان تأريخ العراق و بلاد الرافدين يعود الى العام 5300 ق.م حيث الكلدان الأوائل و السومريين ، فإن الإحتفال به يجب ان لا يكون مقتصراً على الكلدان فقط ، بل لكل الشعب العراقي بكافة قومياته المتآخية ، لأن هذا التاريخ يشمل كل الحضارات المتعاقبة على ارض الرافدين من الحضارة الكلدانية و السومرية و الأكدية و البابلية و الى يومنا هذا ، و هذه الحضارات هي ملك كل العراقيين و مصدر فخره و اعتزازه.

و في الختام وبمناسبة حلول عيد أكيتو ، رأس السنة الكلدانية البابلية العراقية ، 7310 أقدم لكل العراقيين و لأبناء شعبنا الكلداني خصوصاً أحر التهاني وأجمل التبريكات ، داعياً من الرب ان يعيده على الجميع بالخير و السلام.

سعد توما عليبك
saad_touma@hotmail.com

عضو الهيئة التنفيذية
الإتحاد العالمي للكتاب و الأدباء الكلدان
نيسان/7310 كلدانية – 2010 ميلادية
Opinions
الأرشيف اقرأ المزيد
~~ أولاً حتى أخيراً ~~ .......ينطقُ بالكلماتِ تباعاً دون أن يبذل أي جُهد ودون أضطرار للتفكير ..... كانت جُملهُ مُرتبة ومُعبِرة ومُنضبطة قواعدياً ونحوياً لو كانت بالفصحى وخالية من الأخطاء ...... هكذا كان حالهُ في وطنهِ ..... ما أن خطت قدماهُ حدود وطنهِ وغطتهُ سماء أخرى ودخل بلاداً لا تعرِفُ عن لُغة وطنهِ شيئاً حتى عرِف التعب الذي يُسبِبهُ الكلام والضغط النفسي الذي يُوقِعهُ على صاحبهِ حين يحاول التكلم بلغة غريبة عنهُ ..... فهل حقاً هي سماء أُخرى مأساة الآشوريين في العراق فوضى ميليشيات أم إرهاب دولة ؟؟؟ تكاثر الحديث في الآونة الأخيرة عن إضطهاد لـ"المسيحيين" في العراق، والهدف من إشاعة هذه العبارة هو تصوير المأساة على أنها ذات دافع ديني، العبرة المستخلصة من مظاهرات الجمعة: الفساد والفقر .... دراسة في الأسباب والحلول ماجستير في القانون ـ نائب رئيس هيئة النزاهة سابقاً أثارت مظاهرات يوم الجمعة التي عمت عموم العراق جملة من التساؤلات في ظل محافظ نينوى يلتقي الكاردينال عمانوئيل دلي بمدينة الموصل شبكة أخبار نركال/NNN/الموصل/ التقى محافظ نينوى اثيل النجيفي الكاردينال عما نوئيل دلي في مقر إقامته في
Side Adv1 Side Adv2