ألغاء الكوتة للأقليات النتيجةالطبيعية لأوضاعنا
لم نكن نتوقع وضعا أحسن مما وصلنا إليه، خاصة بعدما أحدث أبناء شعبنا الزوابع أحدهم على الآخر وبدأنا ننهش بلحمنا نحن ونقوم بإطلاق الألقاب على هذا وذاك دون وازع أو تفكير، فبأبسط صورة نقول أن ذلك خائن أو عميل ويعمل لمصلحته الشخصية، ووجدنا من يحاول تدمير فكرة الحكم الذاتي وجعل العمل باتجاهها جعجعة أو معمعة أو ما إلى ذلك من ألفاظ ربما لا تستطيع أرقى القواميس في اللغة العربية من أعطاء تفسير للمعنى، كما وجدنا من ينبش بالأوراق القديمة وحتى المزورة منها لكي يثبت على الملأ أن فلانا عميل سابق وهو النزيه المحصن الذي لا شائبة عليه وأصبحت مواقع شعبنا الليكترونية ملأى بمثل هذه المقالات ومن أشخاص معروفين مع الأسف بحيث لم نعد نتحسس وجود أمل بالخروج من مثل هكذا أحاديث وجميعها تسير بخط السحب إلى الخلف وأضعاف الهمة وتقليل المعنويات والطعن بالرموز والقيادات السياسية أو الدينية بحيث وخلال السنة المنصرمة اختلط الحابل بالنابل ولم نعد نثق بأي شيء.أليست هذه مأساة قدنا شعبنا إليها ووضعناه بحالة يرثى لها امام جميع الأطراف الأخرى ونحن جعلنا هذه الأطراف لا تحترمنا أبدا ولا تستمع لمطالبنا لأننا بدون شك أصبحنا نعيش حالة مرضية خطيرة وعملنا نحو هدم فرصة الأمل لدى أبناء شعبنا، الأمر الذي جعل العديدين منهم يحزمون أمرهم ويتخذون القرار بلا أمل والركض وراء سراب الهجرة القاتل الذي سيفرغ بلداتنا من أهلها وستكون أطلالا بعد حين!!!
وأثبتنا للعالم أجمع أننا لن ولم نتعلم الدرس أبدا ولم نستفد من تجاربنا السابقة في الانتخابات والتجاذبات التي حدثت، وهذه هي النتيجة، لا كوتا لكم وادخلوا حالكم حال الآخرين في الانتخابات واثبتوا وجودكم إن كنتم موجودين على الأرض، فلماذا الخوف؟ من يخاف من ضياع فرصة الكوتا لابد أنه يعلم أن شعبنا مشتت الاتجاهات ولايمكنه الاتحاد في هذه الانتخابات وستضيع أصوات ناخبيه بين هذه القائمة وتلك ونخرج أيضا من المولد بلا حمص!!!
أليس ما حصل فرصة لكي نعيد حساباتنا وننزل بقوة لكي نثبت للجميع أننا شعب متحضر ويمكننا المحاربة بالديمقراطية نفسها ويذهب وفد من جميع مكونات شعبنا وأقول (جميع) وليس فرادى ويلف القرى والبلدات ويحشد شعبنا وأصواتهم لكي يجد أبناء أمتنا أن جميع من يراهم على التلفزيون أمامه ومجتمعين بقلب وقالب واحد وفكر وإرادة واحد هدفها الأمة ولا شيء من المصالح الضيقة، وبذلك ربما سنحصل على رقم في مجالس المحافظات أكبر مما حددته الكوتا؟ عندها سيجد نفسه من وقف بالضد منا أنه قد أخزيَّ وخسر رهانه بجعله واقفا بالضد من إرادة أمتنا، فإلى متى نبقى خانعين خائفين ومعتمدين على من يحمينا أو يقدم لنا العون لكي ننتصر؟ لماذا لا نضع استراتيجية جديدة للانتصار ونبدأ صفحة جديدة من الفكر والقول والعمل، سياسيا وكنسيا وقوميا ؟ إنها دعوة إلى لملمة الجراح والأوراق والأفكار لوضع استراتيجية صائبة لمستقبل أفضل، إن كانت نياتنا صافية علينا البدء من الآن وإلا فقد ضاع الأمل نهائيا.
عبدالله النوفلي
27 أيلول 2008