ألنواب يتمتعون بالعطلة تاركين العراقيين غارقين في الأزمات ــ شكاوي من ضعف دور البرلمان
03/08/2006بغداد- علي خليل - مثني عيدان : استغرب مواطنون اقدام مجلس النواب علي التمتع بالاجازة لمدة شهر مع مرور البلد بمرحلة خطيرة يندرج الأخفاق الامني في قمة هرمها ليتلوه الاقتصاد المترنح فالوضع السياسي المحتقن بالطائفية.
وتباينت آراء نواب في المجلس بين منتقد للعطلة في ظرف حرج مطالبين بالغائها والتزام الاعضاء بأستكمال النصاب عند عقد الجلسات لعدم تعطيل اتخاذ القرارات وبين مؤيد للتمتع بالاجازة للتفرغ لعمل اللجان المشكلة في المجلس واتاحة الفرصة للاعضاء للتثقيف بالقوانين ومفاصل الدستور والاطلاع علي التجارب البرلمانية لدول العالم.وقال المواطن عزيز حمد عبد الله ان تمتع مجلس النواب باجازة لمدة شهر قرار غريب بالنسبة لمجلس انتخبه الشعب لتلبية احتياجاته وضحي بالكثير من الصبر والجهد وعندما نقوم عمل الأعضاء نستنتج بأنه لايقدم ويؤخر ولايغير شيئاً في البلد سوي انهم يتجادلون في قضايا لاتمس حياة المواطن ويبقي جدالهم قائم جلسة بعد اخري وعليهم رفض الأجازة والبقاء مع الشعب لوقف نزيف الدم اليومي. وأضاف امجد عبدالله حسين ساخراً نعم عليهم التمتع بالاجازة لانهم وفروا للشعب الوقود وفرص العمل والكهرباء والنوم في المنزل بأمان والتنقل في الشوارع دون اي قلق قائلاً لم نلمس اي شيء من المجلس وعلي رؤساء الكتل التوحد في داخله لوقف الموت اليومي وانحدار مستوي الخدمات. واوضح عامر حسين نحن نعيش في حالة حرب والبلد بكل مفاصله تزداد فيه فجوة تردي الامن والاقتصاد وعلي النواب الذين ادعوا انهم اصحاب تضحيات وتاريخ نظالي ان يقفوا مع الشعب في محنته وعدم تركه للأهوال المحيطة به من كل جانب. وأكد عضو في المجلس رفض كشف اسمه حتي لايتهم (بالمزايدة) لو كان الامر بيدي لرفضت منح العطلة والاستمرار في عقد الجلسات مضيفاً (نحن الاعضاء لدينا تباين في وجهات النظر حسب الأتجاهات والميول ونعيش في وضع مربك وبالغ التعقيد متسائلاً (ما جدوي الأستمرار بالجلسات اذا كان قسم من النواب لايحضرون والنصاب لايكتمل في اغلب الجلسات وبذلك يتأخر اتخاذ اي قرار).
ودافع نائب رئيس مجلس النواب خالد العطية عن العطلة التي منحت لاعضاء المجلس كونها مكفولة دستورياً. قائلاً ان العطلة البرلمانية تعني توقف العملية التشريعية بشكل مؤقت لكن النشاطات الاخري مستمرة والنواب يلتقــــــون ضمن عمل 24 لجنة ومتابعة شؤون الوزارات وانها فرصة للقاء بالمواطنين والاطلاع علي مشاكلهم عن قرب. واوضح النائب حميد مجيد موسي (القائمة العراقية) ان العطلة من ضمنها التحضير لجدول اعمال الدورة المقبلة للمجلس التي نتوقع مناقشتها لملفات ساخنة ولاتجب محاكمة المجلس كونه سلطة تشريعية وليس تنفيذية وانجز الشيء الكثير في المرحلـــــة السابقة مثلاً اقراره لقانون الطــــــوارئ مناشدا زملاءه الاعضاء الالتزام بالحضور في الدورة المقبلة.
وقال النائب حنين قدو(الائتلاف) ان العطلة عرف متداول في جميع المجالس النيابية العالمية وبالتالي فأن المجلس دوره رقابي علي الحكومة وليس لديه سلطة تنفيذية علي الوضع الأمني او غيره من الأمور. واضافت النائبة صفية السهيل (القائمة الوطنية العراقية) (لدينا نواب من بقية المحافظات وعلي هولاء ان يلتقوا بالاهالي ويتعرفوا علي همومهم ومشاكلهم ويتابعوا اداء العمل في دوائر المحافظات واذا استمروا في حضور الجلسات فانهم لن يطلعوا علي واقع الحياة في مناطقهم ).
وطرح الخبير القانوني ثامرالجبوري امكانية لجوء الشعب الي حكومة انقاذ وطني وتشكيل مجلس نيابي جديد عندما لايري اي تقدم ملموس من قبل الحكومة والبرلمان الحاليين موضحاً ان للنائب الحق بالتمتع بأجازة كون الدستور كفلها لكن ليس في الظروف الحالية.