أمريكا تسجل انتهاكات خطيرة لحقوق الانسان في العراق
09/03/2006واشنطن (رويترز) - بعد ثلاثة أعوام من غزو القوات الامريكية للعراق بهدف تحقيق عدة أمور من بينها وقف انتهاكات حقوق الانسان قال تقرير امريكي يوم الاربعاء ان العراق شهد الكثير من الانتهاكات تراوحت بين القتل التعسفي والاعتقالات والتعذيب.
وفي تقرير سنوي مفصل لحالة حقوق الانسان في العالم قالت وزارة الخارجية الامريكية انه في عام 2005 زادت التقارير التي تتحدث عن وقوع اعمال قتل من جانب الحكومة العراقية او عملائها واعضاء الميليشيات الطائفية التي تهيمن على كثير من وحدات الشرطة.
ولم يعدد التقرير اي انتهاكات ارتكبت من جانب الولايات المتحدة التي تعرضت لانتقادات دولية قوية بسبب طريقة معاملتها للسجناء في العراق وافغانستان وفي قاعدة جوانتانامو في كوبا. واضاف التقرير ان هناك "مناخا مستمرا من العنف الشديد الذي قتل فيه اناس لأسباب سياسية وغيرها.. وبين الانتهاكات التي ارتكبتها الشرطة الترهيب والضرب والتعليق من الذراعين او الساقين واستخدام المثقاب الكهربائي والاسلاك المعدنية واستخدام الصعق الكهربائي." وعثر في العراق يوم الاربعاء على جثث 18 رجلا مقيدة ومعصوبة الاعين ومخنوقة في حي سني ببغداد. ويبدو انهم ضحايا لاعمال العنف الطائفي في البلاد. وذكر التقرير الدولي انتهاكات رصدها عند كل من الدول الحليفة لواشنطن والاخرى التي لا تتمتع بعلاقات طيبة معها من مصر والسعودية الى ايران وسوريا وزيمبابوي. وكثيرا ما تشير الحكومات التي يستهدفها التقرير الى الانتهاكات التي ترتكبها الولايات المتحدة وتنتقد التقرير بوصفه به كاذب وهي الانتقادات التي لا تلقي لها واشنطن بالا. وقال مسؤول في الخارجية الامريكية طلب عدم الافصاح عن اسمه "اننا لا نقول اننا مثاليون. فحينما نجد شيئا خطأ في سجلنا الخاص بحقوق الانسان.. نحاول اصلاحه. ولكن عادة فان من يتهموننا بالنفاق يحاولون وضع ستار من الدخان ويحاولون تجاهل الحقائق التي وردت في التقرير." وساق الرئيس الامريكي جورج بوش الانتهاكات التي ارتكبت في عهد الرئيس المخلوع صدام حسين والرغبة في اقامة الديمقراطية لتبرير الغزو الذي وقع عام 2003. وفي الوقت الذي يقر فيه مسؤولون بإدارة بوش بحدوث انتهاكات في العراق الا انهم يقولون ان الحكومة الجديدة تحاول تحسين الاوضاع وأن الولايات المتحدة تنفق أموالا على مساعدتها. وقال مسؤول كبير "لا توجد مقارنة مع العراق في ظل حكم صدام حسين.. الدكتاتور الذي لا يرحم والذي ارتكب مجازر جماعية وقتل الاف الاشخاص بالغازات السامة." غير أن جماعات حقوق الانسان قالت ان الشرعية الامريكية تضررت بسبب ما يحدث في العراق حيث يعتقل الاف الاشخاص بشكل تعسفي دون حماية قضائية. وقال اريك أولسون عضو منظمة العفو الدولية "اذا لم يتم ضمان تلك الاشياء فمن الصعب عندئذ القول بأن العراق يحرز تقدما كبيرا." وتتعرض حملة واشنطن لنشر الديمقراطية هي الاخرى لانتقادات. وقال توم مالينوسكي عضو منظمة مراقبة حقوق الانسان (هيومان رايتس وتش) "ذلك يجعل الامر أكثر سهولة بالنسبة للحكام المستبدين الاشرار لتحدي الجهود الامريكية لدعم الحرية." وفي العراق حيث هناك اكثر من 130 ألف جندي امريكي يحاولون تهدئة اعمال العنف الطائفي قال التقرير ان اسوأ الانتهاكات ترتكبها الشرطة ولكن الجيش يرتكب انتهاكات هو الاخر. وفي 12 يوليو تموز العام الماضي اختنق تسعة رجال سنيين بعدما حبستهم الشرطة لعدة ساعات في سيارة دون تهوية. ولم يعاقب احد على هذا الحادث ونفى المسؤولون وجود تعمد في ارتكاب هذه المخالفة. وقال بعض المحتجزين لدى الجيش العراقي انهم تعرضوا لانتهاكات بينها تعليق السجناء في وضع مقلوب الى ان يفقدوا الوعي والضرب بعصي خشبية وبلاستيكية وبالاسلحة وبالاسلاك الكهربائية واستخدام الصعق الكهربائي ومسدس الصدمة. وقال التقرير ان كوريا الشمالية وميانمار بين أكبر منتهكي حقوق الانسان بشكل "نظامي". وتابع التقرير ان كوريا الشمالية وميانمار بين أكبر منتهكي حقوق الانسان واشار الى ان التعهدات باجراء اصلاح ديمقراطي لم تكن الا "واجهة للوحشية والاضطهاد". واتهم التقرير ايران بارتكاب انتهاكات خطيرة مثل الاعدامات التعسفية والتعذيب. وفي افريقيا واصلت زيمبابوي "الاعتداء المستمر على الكرامة الانسانية" والحريات الاساسية. وأضافت ان الحكومة هناك شردت او دمرت حياة أكثر من 700 ألف شخص في العام الماضي. وتابع التقرير ان سجل حقوق الانسان الصيني كان سيئا هو الاخر حيث كان كل من يتحدى الحكومة علنا يواجه المضايفة أو الاعتقال او السجن.