Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

أنت تؤمن أن الله واحد ، حسنا تفعل ، والشياطين أيضا يؤمنون ويرتعدون

الأختباء تحت عباءة التوحيد والجهاد باتت موضة قديمة لاتجدي نفعا بأخفاء نويا قوى الشر والظلام ، فقد تهرأت تلك العباءة الكيمياوية وأنكشف ماتحتها من سموم خطرة وسهام قذرة تحمل الحقد والخبث لكل ماهو رائع وجميل على وجه الأرض
كمْ دم أريق بأسم الجهاد وكمْ عائلة هـُجرتْ بأسم التوحيد وكم رقبة طفل وطفلة نـُحرتْ تحت صيحات الله أكبر لاإله إلا الله وكم إمرأة وفتاة هـُتك سترها ومـُزّق جسدها تحت تهديد السلاح بأسم الدين وتحت عنوان الحرب على الكفر والكافرين ؟؟
!! أيّ جهادٍ هذا الذي تـُنتهك الأعراض وتـُسفك الدماء البريئة فيه وتـُهدر حرماتها المقدسة ؟؟
أيّ دعوةٍ للتوحيد تلك التي تـُـنـتزع بالقوة والأكراه من الناس حتى لو أفترضنا جدلا أنّ المدعويين مشركين أو ليسوا موحدين ؟؟
وهل الله محتاج لأن تؤمن بهِ مخلوقاتهِ طوعا أو كراهية ؟؟
الله هو المنزّه المتعالي عن حاجتهِ أو أحتياجهِ للعباد ولو شاء جلــّت قدرتهُ لجعل الخلق أجمعهم مؤمنين بهِ على مذهب ودين واحد ، لكنهُ ترك لنا حرية الأختيار حكمة وبصيرة منهُ ، إذ رسم لنا الطريق ووضع لنا الحدود تاركا لنا حق الأختيار وأوصانا أن لايعتدي أحدنا على الآخر وأن لايتعدى كلّ منـّا حدودهُ ، فليس من المنطق أو المعقول أن نريق دما أو نجبر أحدا للأنتماء الى دعوتنا أو حركتنا بحجة أننا غيورين على الله داعين الى الأيمان بهِ من خلال مانعتقد نحنُ
إنْ كان الأيمان بالله دون العمل بمدلولاتهِ لايـُغني المرء ولاينفعهُ شيئا ، فما قيمة أن يـُقتاد إليه الأنسان بالقسر والتهديد ؟؟
بالتأكيد أن معظم البشر على مختلف عقائدهم ودياناتهم يؤمنون أن الله واحدٌ أحدٌ وهو موجود أزلي وحدهُ لهُ حق العبودية والتأليه ؛ ولكن هل هذا الأقرار اللفظي أو حتى الأيمان القلبي بهِ يمنحنا الحق والتفويض بقتل الآخرين وأضطهادهم لأنهم لايتبعون ملتنا أولأن فلسفتهم اللاهوتية تختلف عنــّا في كيفية فهم الدين ومعنى الأيمان والتوحيد ؟؟
وهل كلّ منْ قال أن الله واحد تعتبر لهُ مندوحة وتذكرة جوازعبور الى الجنة ؟؟
أليس هذا النوع من المتشدقين بوحدانية الرب هم الذين خاطبهم المسيح عليهِ السلام بقولهِ ؟؟
(( أنت تؤمن إنّ الله واحد حسنا تفعل ، والشياطين أيضا يؤمنون ويرتعدون ))
من الواضح أن السيد المسيح أراد أن يعطي درسا بليغا لكل منْ يفخر أو يدّعي متبجحا بأنهُ مؤمن بوحدانية الله ، ليقول لهُ إنّ أيمانك كأيمان الشياطين الذين يعرفون الله ويرتعدون منهُ أيضا لكنهم مبتعدين كل البعد عن الناموس والشريعة
مافائدة هذا الأيمان أذن ؟؟
قطعا الأيمان بهذا الشكل وبهذا المفهوم لايعدو كونهُ زيفا وضربا من الوهم لأن ثمارهُ فاسدة وعديمة الجدوى فهو لصاحبهِ خبثٌ ونفاق ولمجتمعهِ بلوى وشقاق
هؤلاء ممن يعتقدون أنفسهم مؤمنين إنما يوهمون أنفسهم وغيرهم من الساذجين فقط ، فأكاذيبهم لاتنطلي على رب الجلالة والكون حيث رد عليهم مقالتهم وكذب دعواهم بصريح قرآنهِ الكريم واصفهم بحقيقة أيمانهم المزعوم
(( قالت الأعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولمّـا يدخل الإيمان في قلوبكم ))
الأيمان الذي يجرّد الأنسان من أنسانيتهِ وينزع الرحمة من القلب فليس بأيمان أنما هو عين الكفر والضلالة والأستهتار بحقوق البشر وماتلك الخزعبلات التي يتفيهق بها المتفيهقون إلا من صنع دعاتها وما أنزل الله بها من سلطانٍ قط
الله ملك الرأفة والرحمة والصفح والسكينة ورحمتهُ وسعت كلّ شيء لم يستثني أحدا من عبادهِ ومنْ تتقاطع مفاهيمهُ وأفكارهُ مع تلك السمات والصفات التي نسبها الخالق لنفسه فلاشك هو أفــّاكٌ مبين
ثم واعجبي كل العجب من عقول خرفة تتوفر لديها الرغبة بأن يدور العالم بأسرهِ في فلكهم المظلم بأستخدام القوة والبطش في حين أنّ الله نفسهُ لم يرغم أبليس على الأنصياع لأمرهِ بالقوة ؟؟
ولو كان هذا الداعية أو ذاك مقتنعا بأطروحتهِ واثقا من نفسهِ فلماذا لاينزل بها الى طاولة النقاش ... لماذا لم يلج بها ساحة الصراع الفكري الهاديء ؟؟
لماذا يترك منهج الحوار الحضاري الديمقراطي فيلجأ الى أستخدام السيف والحزام الناسف؟؟
أليس هذا لضمور العقل وعجز الفكر ؟؟؟
وهل بهذا المستوى الضحل والسلوك الحيواني المبتذل الذي يعتمدهُ دعاة الجهاد بأنهم سيغيرون العالم وينقلونهُ الى صفوفهم ؟؟
ثم أليس من المخزي والتعدي على عظمة الجليل أن يدعي أحدا أنه بممارسة تلك الفضائح أنه يدافع عن الله ؟؟
ومتى كان الله محتاجا لأحد ومنْ ذا الذي يستطيع أن يسلبهُ حقهُ ، وكيف يحتاج سواعد القتلة والزناة ليستردوا له ماسُلب منه ؟؟
أليس من حق الأستاذ سمير أسطيفو شبلا وغيرهِ أن ينكر معرفتهُ لهذا الأله المتهم بالضعف ؟؟
ثم يعرّج الأستاذ سمير في مقالهِ (( المسيحي لايؤمن بالجهاد )) المنشور في موقع بوابة نركال من أن الله قويا قادرا متمكنا وهو رب كلّ مسيحي أيـّا كان مذهبهُ
ونحنُ معهُ في الرأي لانعرف إلا إلها واحدا قهارا جبارا شديد البأس والقوى لاسلطان فوق سلطانهُ فهو ربنا ورب الناس أجمعين ، هو رب آدم وعيسى وموسى ومحمد
أما لو قال قائلٌ أنّ الجهاد في سبيل الله لايعني مفهومهُ دفاعا عن الله بل هو جهاد في طريق الله وأن كلمة السبيل مشترك لفظي لها معنيان مختلفان ، فالحكمة والمنطق والعقل تقول أن القتل العشوائي بالعجلات المفخخة وأغتصاب النساء المسيحيات والمسلمات وقتل الناس الغير مسلمين لاتنسجم وطبيعة الخالق المتمثلة بالمحبة والعدل والسلام
كذلك لم يطلب الله من أنبياءه أو رسلهِ أن يجمعوا إليه العالم تحت تأثير السلاح والسيوف وقطع الرؤوس ليتلذذ بعبادتهم لهُ ، فالله غنيّ عن ذلك وحاشا لهُ أن يوصف بهكذا لون من السلوك المج
إنّ لمثل هذا الفكر الرائع الذي يحملهُ أستاذنا العزيز سمير أسطيفو شبلا في رفضهِ العنف والتعدي ودعوتهُ للمحبة والتعايش بسلام مع الآخر حقا متمثلة بأدب الوحي وخلق الأنبياء ولكن أيضا نوجّه عتبنا إليهِ لأننا نعتقد أنهُ ظلم الأستاذ أحمد الياسري مدير تحرير صحيفة العراقية لأنهُ أيضا كان منتقدا لأسلوب وسلوك تلك الجماعات التي تفرض رأيها بالقوة والتهديد ولانعتقد أنهُ أراد أن يحصي عددا أكبر من القراء بنشرهِ مقال (( مواطن مسيحي ينتمي لحركة الجهاد )) لذلك أود أن أحيطهُ علما بأن الأستاذ الناقد والشاعر أحمد الياسري مطارد ومطلوب من قبل الأرهابيين وهو من خيرة الكتـّاب والأدباء الرافضين للتعصب الهمجي والتطرف الديني
للأستاذ سمير أسطيفو والأديب أحمد الياسري ولكلّ العقليات النيـّرة نتمنى لهم مزيدا من العطاءات والجهود العظيمة لنبذ التفرقة والوحشية والفتنة الطائفية آملين أن يسود العالم المحبة والسلام
ياس خضير محمد الشمخاوي
الأمين العام رئيس منظمة حوار الديانات
yas_alshamkhawi@yahoo.com Opinions
الأرشيف اقرأ المزيد
الرئيس طالباني في فرنسا لتعزيز العلاقات الستراتيجية وعقد الاتفاقيات والمطالبة بإخراج العراق من البند السابع شبكة اخبار نركال/NNN/ بحفاوة بالغة استقبلت العاصمة الفرنسية باريس فخامة رئيس الجمهورية جلال طالباني، يوم مسؤولون عراقيون في وزارتي الداخلية والدفاع لـ (الزمان): الأجهزة الأمنية منقسمة حزبياً وطائفياً زمان/
حذّر مسؤولون رفيعو المستوي في وزارتي الداخلية والدفاع من أن التردد في معالجة ملف المليشيات، والتباطؤ في حسمه، لا يعرقل بناء قوات مسلحة وطنية
اثناء استقبال فخامته للمطران دلي الثالث وعدد كبير من رؤساء الطوائف المسيحية في العراق.. رئيس الجمهورية يعلن عن تشكيل مكتب في رئاسة الجمهورية لشؤون المسيحيين شبكة أخبار نركال/NNN/ استقبل فخامة رئيس الجمهورية جلال طالباني في قصر السلام ببغداد، ظهر يوم نزوح 754 ألف عراقي من منازلهم منذ العام 2003 سوا/
أعلنت مفوضية الأمم المتحدة العليا للاجئين أن نحو 754 ألف عراقي اضطروا إلى النزوح من أماكن سكنهم قبل الحرب في البلاد
Side Adv1 Side Adv2