أنتم من أفقد عذريتها!!!
كانت البرائة ترتسم على ملامحها، بعدما أن أبرزت مفاتنها والتي فتن بها غالبية المتلهفين باللقاء بها والتمعن في ملاكها ، والاستماع الى كلماتها التي تعزف ألحان المشغوفين بحبها ، وبين الفينة والأخرى يترقبها الملتهبون في اطلالة او نظرة منها او حتى الفيء بضلها.من جانب آخر راح مبغضيها يتربصون بها العداوة ويحاولون الاعتداء على عذريتها حسداً منهم اليها وبغضاً بمحبيها والمشتغلون بحبها ، حتى أضحى أعداءها الاستعانة ببعض الصاقطات لخروجها عن طريقها ، وبعضهم حاول قذفها والطعن في شرفها وفضحها أمام أهلها ولكنها بقيت صامدة ضد كل تلك الاعتداءات والطعون الى أن تمكن مبغضيها من السيطرة على أبيها وأمها واخضاعهم لرغباتهم الدنيئة فأدخلوهم عليها.
لقد أنتزعوا شرفها وحصونها وبدلوا حتى أسمها التي أطلق عليها (( هيئة اجتثاث البعث)) الى " هيئة المساءلة والعدالة" فبعدما كان البعثيين يختبئون كالفئران في جحورها ، وصلوا الى مجلس النواب ، ثم دخلوا الى الحكومة العراقية ، فالوزارات والهيئات الرسمية حتى ملئت دوائر الدولة بالبعثيين.
فمن لم يحترم نفسه لا يتوقع من الآخرين أن يحترمونه مطلقاً وأبداً ، هكذا كانت هيئة اجتثاث البعث ترهب حقراء البعث ونواقيصهم ، فعندما سمحنا لهم بالتدخل بتبديل اسم اجتثاث البعث لامور منها شخصية ومصالح سلطوية ونسيان اجرام البعث حتى أوهموا الشعب العراقي بنظرية البعثي ... والبعثي الصدامي وكأن البعثي ليس مجرماً فكلهم "سفلة مجرمين".
جاءت هيئة المساءلة والعدالة تمشي على استحياء قد غطت وجهها بغطاء تتربص وتتحين الفرصة بان تثبت بعملها مشابه لاجتثاث البعث ولكنها هيهات ان تملك القوة والانطلاقة فهي بالاساس منكسرة مستورة ، ورغم ذلك أنطلقت من غشائها وسترها واعلنت ابعاد بعض من الكيانات السياسية والذين شملهم القانون العراقي بالاجتثاث وعدم مشاركتهم بالعملية السياسية ، حيث أن الدستور العراقي كفل لها في موادة بعدم عودة البعث الى العملية السياسية.
كانت بالفعل قرارات رجولية ومسؤولة لاخراج البعثيين من ترشيحهم من انتخابات 2010 لمجلس نواب جديد يحمل صفة بعثية ، ولكن العجز والمصالح الشخصية وترهل البرلمان العراقي الذي شكل " هيئة تمييزية" تراجع قرارات هيئة المساءلة والعدالة وتطعن في شرعيتها ، وبالفعل أثبتت الهيئة التمييزية ولاءها المطلق للبعثيين واعادتهم واعادة ترشيحاتهم الى المفوضية.
بالحقيقة نحن نعتصر ألماً لما نسمعه ونراه من حكومتنا الرشيدة والهيئات المسؤولة الجديدة على هذا الخنوع والتقهقر امام البعث الحقير متناسين قطع الرؤوس أمام عامة الناس ، ضاع عنهم مشهد الزيتوني والمسدس تجري في الاسواق العامة ، غضوا النظر عن الذين كتبت أناملهم النجسة تلك التقارير التي أدت الى أعدام المناضلين والمجاهدين ، قد أسدل الستار عن مشهد تعبئة الجماهير بالجيش الشعبي بالاكراه وسوقهم كالخراف الى جبهات القتال ، نسوا تلك التجمعات التي تسمى بالندوات الحزبية وثرثرة الرفاق الحزبيين بأحاديث تافهة لا يستطيع أحد أن يتفوه بكلمة "صم بكم عم" هل نسيتم ياحكومتنا الرشيدة احتكار سيارات الابرياء واخضاعهم بما يسمى بالصخرة ؟ هل نسيتم تجريد النساء من الحلي بحجة المجهود الحربي؟ واسئلة كثيرة ومحيرة لما يجري في بلدنا الذي ملئت جراحاته بايدينا .. فأنتم من أفقد عذريتها!!!!!!.