Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

أنتم من ذبحها خمسون مرّة / عَلام َ دموع التماسيح

إن إلغاء المادة (50) من قانون إنتخاب مجالس المحافظات المتضمنة حق الكوتة للمكونات الأصيلة في العراق يعتبر إعتداء ً صارخاً على حقوق ابناء العراق وفي ظل حكومة تصف نفسها بحكومة الوحدة الوطنية , صوّ تت عليه الكتلتان الديمقراطيتان الكبيرتان ب(نعم) بإعتباره نصرا للديمقراطية فهنيئا لكم هذا الإنجاز يا أشاوس.

كما هو معلوم لدى الجميع , أن تمرير قرارإلغاءالمادة (50) قد تم علانية ً وليس بالتصويت السري وبتصويت الاغلبية البرلمانية ,وحين نقول الأغلبية البرلمانية معنى ذلك أن الكتلتين الكبيرتين ( الشيعية والكردية ) هما اللتان مررّ تا هذا القرار المشؤوم , عليه وكي لا يعتبرنا أحدهم بأننا كالطرشان بالزفه لابد لنا من قول ما يجيش في الصدور .

نقول للسيد مام جلال و الاستاذ المالكي و للسيد برهم صالح وللأستاذ محمود عثمان ولكل سياسي محسوب على القائمتين الكبيرتين من الذين صدرت أو ستصدر عنهم تصريحات إستنكارهم للقرار الذي صدر وتم التصويت عليه من قبل كتلتيهما الكبيرتين , نقول لكم أيها السادة بأن تصريحاتكم في الإعلام لا تتعدى كونها "دموع التماسيح" و ما إعتراضاتكم على قرار تهميش الكلدواشوريين السريان والشبك واليزيديين والصابئة عدا دعوات نحترمها لكن بتحفظ لأنها جاءت جدا مخجلة كونها تخفي في ثناياها كما يبدو الكثير من اللغط والنفاق , إنكم يا سادة تعلمون جيدا أن كتلتي الشيعة والأكراد هما اللتان منحتا شرعية إلغاء هذه المادة المسكينة حين رفعت الايادي معلنة فتوة ذبح هؤلاء العراقيين على قبلتكم , وها أنتم تسيرون بدم بارد في جنازة الذبيحة !, لذا فإن إعتراضكم او مطالبة البرلمان بإعادة النظر لن يشفعكم قيد أنملة لأنكم قبلتموها وبرغبتكم تحت قبة البرلمان , إن كنتم صادقون أيها السادة , فأنتم مطالبون إذن بإتخاذ موقف أشد رجولة في قول الحقيقة ومواجهتها بشجاعة , نناشدكم بمواجهة كتلكم( الكبيرة) و مطالبتها بشكل مباشر للكف عن سياسة التدخل في شؤوننا كي لا نتهمكم بقتل القتيل والسير في جنازته, وجدير بنا هنا التذكير بأن ملامح التهميش المتعمّد وبداياته كما يعرفها القاصي والداني قد بانت منذ أستبيحت صناديق الإقتراع في سهل نينوى بشهادة المشرف الامريكي ويثرو في تقريره المفصل حول دور الميليشيات , وتأكد الموقف المزدوج أكثر حين غظيّتم الطرف عما خرج علينا به القيادي الكردي الملا بختيار حين أعلن بعظمة لسانه عدم أحقيتنا في متر مربع من أرض أيائنا وأجداداناوأعتبرنا ضيوفا كما فعلها مكتب رئيس الوزراء حين وصفنا بالجالية المسيحية , هذا غيض من فيض عمائلكم بحقنا , كيف تريدوننا ان نصدٌّقكم يا سادة؟ .

نحن ككلدواشرييين سريان نرفض وصفكم لنا بالاقلية , لأنها وصفة رقمية باهتة ومجحفة بحقنا, كما أننا نرفض حصر تسميتنا بالمسيحيين التي نعتز بها كديانة وعقيدة , إننا كمكوّن كلدواشوري سرياني قومي وعراقي أصيل لاحاجة لنا في شرح وتوصيف هويتنا القومية الوطنية و تاريخها المليئ بالمآسي وكيف تم تقليص أعدادنا في العراق, فالواح التاريخ ومتاحفه تنطق بما لا يقبل الشك , وأحجار الجوامع الحديثة قبل الكنائس العتيقة تحكي كل الحقيقة , أمّا صخور جبال عراقنا الشمّاء فهي تقص لكم وتقول بما يكفي لإغراق باحة برلماناتكم بالشواهد والمستندات ألتي تؤكد ما لايسر البعض , لكننا نعود و نقول لكم ولكل صاحب ضمير حي أن عليكم كشف الحقيقة كاملة دون خجل او وجل كما هي وأن يشار بكل شفافية ألى لغز هذه الجعجعة ألتي أصبح أبن العراق البار ضحيتها, وحتى لا ينخدع البسطاء من أهلنا نقول:

سيداتي سادتي:

إن تصعيد الصراع الكتلوي البرلماني المقيت حول عائدية كركوك والمناطق المسّماة بالمتنازع عليها هي أحد الأسباب ألتي جرّت بالعراق إلى هذا الوضع السياسي والأمني المتدهور ,هذا الصراع العبثي هو الذي خلق لنا الكيانات الميلشياوية الغير النظامية ألتي ارهبت أهلنا أولا , و صنع لنا من الهيئات الإدارية العشائرية المزدوجة في داخل مؤسسات العراق الجديد حيث منها تشظت الصراعات الإجتماعية ألتي لم نكن نعهدها حتى تحت مطرقة الطاغية صدام وسندانة حزبه العروبي, بات برلماننا بكتله "الكبيره" غير آبها لأي أم عراقية تبكي أولادها ولا لأيّ مريض أو معاق يتلوى من ألمه أما مصير المشردين في الدول المجاورة فحدث ولا حرج !! فكيف نطالب هكذا برلمانا بحفظ حقوق أهل العراق من ابناء القوميات الغير العربية /الكردية؟ وكيف لنا ان نطالب كتل دعاة الإسلامية المسيّسة بحفظ حقوق الشرائح الغير المسلمة , لقد أصبح قدرنا ومصيرنا بأيادي وعقول لا يهمها سوى أحزابها وكيفية ضمان مكاسبها في الإستحواذ على المناصب والأموال.

أن قرار إلغاء الماده (50) يا سادتي, جاء ليفضح الخطاب المزدوج واللاوطني الذي تتبناه هاتين الكتلتين الكبيرتين( الشيعيه والكردية) بإستثناء الندر القليل من منتسبيها ,فالسياسي البرلماني الشيعي يريد من الشبكي أن يكون شيعيا فقط كي تضمن كتلته صوته في الإنتخابات , و السياسي البرلماني الكردي ما إنفك يطالب بالشبكي ان يكون كرديا فقط من أجل توسيع مساحة إقليمه , والحالة هذه وفي نفس نطاق التسابق القومي والمذهبي الذي تمارسه الكتلتين راح الساسة الأكراد نحو تكريد اليزيدي عنوة كما بعض البرلمانييون الشيعة يسعون أيضا الى إعتبار الكردي الفيلي هو مجرد رقما شيعيا كي تسمن قائمتهم , أما الكلدواشوري السرياني وهو عنوان العراق و تاريخه, فهو المحسوب على الذمة و مايزال يذوق مرارة الظلم ما بين إستعرابه بالأمس ومحاولة تكريده أليوم وهكذا دواليكم يا أعزائي القرّاء أصبحنا مثل النعاج تتاجر بنا ديمقراطية إمبراطوريات المشايخ و المرجعيات إلى حين ترسوا السمسرة على سعر يتم بعدها الترّحم علينا في تحليل ذبحنا على قبلة إحدى هاتين الكتلتين.

نعم نحن ككلدواشوريينسريان, لسنا عربا ولا كردا ولا سنة ولا شيعة بل إحترامنا لكم وتوقنا للعيش والتآخي في عراق يتسع للجميع , أصبح في نظر البعض موقفنا المسالم هذا وحبنا الكبير للعراق الموحد يشكل عائقا أمام مشاريعهم ومخططاتهم , نعم تلكم هي مصيبتنا الحقيقية اليوم , أننا نتكلم كابناء لهذا الوطن الجريح الذي جرى بحقنا فيه شتى اصناف القتل والتهجير والسلب والنهب والتهميش , تمّ كل ذلك تحت يافطات سياسية إسلاموية زائفة تدعي الإيمانية زورا تارة , واخرى قومجية تدعو الى بناء كيانات لأنفسها على حساب أرض الوطن وأبناءه الأصلاء.

نعم بسبب تسابق هاتين الكتلتين أللتين تتحالف تارة وتتجافى تارة أخرى لا لسبب سوى من أجل مصالحها الذاتية , وللأسباب التي ذكرتها أعلاه, أصبح حرماننا لا بل ذبحنا "برلمانيا" هو مشروع روحي بالنسبة للمعمم الداعي إلى نصرة السماء زيفا و كذبا,ومشروع دائم ومباح أمام الساسة القومجية من عروبيين و كردوييين ,لايهمهم حق الإنسان الأخر بأي شكل بقدر ما يهمهم حلمهم الإنطوائي الضيق, ولكي تتقاسم بينها وتشرعن المكاسب برلمانيا أسرع الاشاوس إلى التصويت على قرار إلغاء الكوته وهو قرار يضمن للكتلتين تعويض خسائرهم في تنازلاتهم فيما بينهم حول إعتبار الشبكي شيعي او كردي /ثم تكريد اليزيدي أو تشييع الفيلي الكردي/ , كان الخيار الديمقراطي جدا جدا في حلحلة نزاعهم البغيض هو إلغاء حق هذه المكوّنات وتركها فرائس مؤجلة سوف تتسابق لاحقا إلى تقاسمها بعد كبح اصواتها وحرمانها من حقها في التمثيل كما كان يفعل الطاغية صدام وكما الأمريكان والسوفييت في حربهم البارده. أعوذ بالله من هكذا سياسة يسلكها من كان بالأمس ضحيتها!!!!

إذن من هنا أناشد كافة مثقفينا وسياسيينا ووجهائنا وأخص منهم بالذكر ساستنا الذين يعولون على هذه الكتل الكبيرة ويبنون آمالا عليها , عليهم أن ينتبهوا جيدا لما يدور ولنعلم جميعا بأننا من غير وحدتنا الداخلية سوف لن تقوم لنا قائمة , لقد أصبحنا في نظر الغير رقما هبط الى تحت الصفر, نعم لقد فعلوها وتمكنوا منا حين زرعوا بذور الشغب والفرقة فيما بيننا كي يحصدوا ثمار فعلتهم الآن , إن مخططهم الذي حيكت بنوده وراء الكواليس قد إفتضح أمره وما علينا سوى ان ننسى الخلافات ونشرع من خط تكون نقطة بدايته خلق كيان لإئتلاف سياسي قومي ووطني تلتف حوله كل قوانا الخيرة لينال دعم القوى العراقية الوطنية والعلمانية , وليكن معلوما للجميع بأن إصرارهذا البعض على إخلاء الساحة من أهلها وكتم أصواتنا هي الخطوة التي تسبق الإنفراد بنا و بالوطن لإستباحة شرذمته دون أن يكون لأهل الأرض أي دور فاعل في إفشال مساعيهم الشريرة.


Opinions