Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

أنشودة تودي لطاوا: هذا ما تركه لنا أجدادنا العظام وماذا فعلنا نحن؟

 

أمضيت ليلة رأس السنة الجديدة – 2013 – وأنا أتأمل في مصير شعبنا الواحد بأسمائه ومذاهبه المختلفة. وأخذتني ذاكرتي إلى برديصان – واحد من عمالقة أدبنا السرياني. وأنا أقارن وأقارب سيرة حياته ومساهمته في أعلاء شأننا كأمة ولغة وهوية قبل أكثر من 1800 سنة ومن خلال تحليل خطاب سيرته قلت في نفسي إن هذا العملاق قد يكون صاحب هذه الإنشودة السريانية الرائعة التي أدتها فرقتنا الطقسية مؤخرا:

 

http://www.youtube.com/watch?v=-UJwRK2w0dA&feature=youtu.be

 

http://www.youtube.com/watch?v=rKqC6rkzllE

 

وقد ينسبها الأخرون إلى مار أفرام – عملاق اخر من عمالقة أدبنا السرياني إلا أن ما حدث بعد وفاة بريدصان (رابط 1 و 2) يجعلنا نشك أحيانا في أقل تقدير في عائدية الكثير من الأناشيد والأشعار في أدبنا السرياني.

برديصان كان مسيحيا إلا أنه بالنسبة إلى ما أفرام وزملائه كانت هناك شوائب في مفاهيمه المسيحية (اللاهوتية) مما جعل الأخير يشن عليه هجوما عنيفا كان من نتائجه خسارة الكثير من الروائع والكنوز الأدبية والموسيقية البرديصانية.

وبرديصان قد يكون رائد الشعر الحر في عالم الأدب. والشعر الحر صنف أدبي لم يعرفه الغرب إلا في القرون المتأخرة ودخل العربية في القرن العشرين على أيدي شعراء عراقيين أمثال بدر شاكر السياب ونازك الملائكة.

وحسب بعض المؤرخين أن مار أفرام أعاد صياغة الكثير من أشعار برديصان لجعلها موائمة للفماهيم المسيحية (اللاهويتة) الشائعة في زمانه وأحتفظ بموسيقاها ولحنها ونسبها أو نُسبت إليه.

وموسيقى برديصان – حسب قراءتي لسيرة حياته – تمتاز بالخفة والحركات السريعة لهذا تلقفها الشباب في ذلك العصر وأنتشرت بينهم مثل إنتشار النار في الهشيم.

وهذا ما جعلني أنسب اللحنين الرائعين أعلاة إلى برديصان إستنادا إلى إستقراء نصوص محددة مما خلفه لنا ولكنني لا أجزم أنني على صواب مائة في المائة.

وكنت قد بحثت عن هذا العلامة وكيف كان قد ألهب الشباب في مدينة الرها – مدينة العلم والفسلفة والجامعات والمدارس السريانية – بما سطره من أشعار وألحان. ذاع صيت الرها – تعرف حاليا بإسم أورفا في تركيا – بسبب برديصان لأنه هو الذي أسس مدرستها وجامعتها وجعل السريانية لغتها الرسمية.

قصة برديصان لها علاقة مباشرة بكافة أبناء وبنات شعبنا اليوم كلدانا او أشوريين اوسريان كانوا لأن هذا العلامة الذي ولد في منتصف القرن الثاني الميلادي وتوفي في مستهل القرن الثالث يعود له الفضل في إحياء لغتنا السريانية وجعلها – من خلال أشعاره والحانه – الهوية الحقيقية لأجدادنا.

وهذان اللحنان الرائعان قد أختفيا من كل الكنائس. القصيدة لا زالت بعض الكنائس المشرقية تنشدها ولكن بأسلوب مختلف.

إذا من أين حصلت عليهما؟ اللحن الأول (سيكا) علمني أياه الأب هرمز شلال ،رحمه الله،  في منتصف الستينات عندما كان رئسا لدير المبتدئين من الرهبنة الهرمزدية الكلدانية.

واللحن الثاني (بيات) أستقيته من المطران أفرام بدي، رحمه الله، والذي كا أسقفا في كنيسة المشرق الكلدانية. يقول المطران إن هذا اللحن كان شائعا لدى أتباع الكنيسة الكلدانية في تركيا.

وأملي ان نعيد إحياء هذا التراث. كلنا بإختلاف أسمائنا ومذاهبنا نملكه سوية. لنا حق فيه لأن من خلاله نعرف من نحن وما هي هويتنا.

وأقترح على مديريات الثقافة والدراسات السريانية في العراق إدخال مادة "النشيد السرياني" في مناهج مدارسنا كافة وان يقوم أساتذة مختصون بتدريس هذه الأناشيد كي نحافظ عليها من الضياع وننشدها كلنا سوية.

وبالمناسبة وتلبية للطلبات الكثيرة التي وردتنا فإن الفرقة الطقسية ستطلق عن قريب باكورة أعمالها، البومها الأول، الذي سيتضمن 13 قصيدة سريانية مغناة من طقس كنيسة المشرق بأسمائها ومذاهبها المختلفة.

 

 

ليون برخو

جامعة يونشوبنك – السويد

 

Opinions
المقالات اقرأ المزيد
الصمت ازاء انتهاك الاعراض العراقية هل هو تشريع ام ترويع ؟ سجاد السيد/ لم يكن الاسلام يوما ما ولا في موقف ما دينا يقف موقف المتفرج ازاء محنة الانسانية ابدا بل في كل واقعة لابد من موقف وحكم يبرز ما يفعله الانسان ازاء ذلك ، ولم يقف الاسلام على  كردستان على فوهة بركان كردستان على فوهة بركان فراس الغضبان الحمداني/ تؤكد المعطيات السياسية والأمنية الأخيرة بان كردستان أصبحت على فوهة بركان ، ولأسباب موضوعية وعديدة سنحاول إن نسلط عليها منظمة الهجرة الدولية: عودة النازحين تزداد في صلاح الدين ونينوى منظمة الهجرة الدولية: عودة النازحين تزداد في صلاح الدين ونينوى منظمة الهجرة الدولية تسلط الضوء على أسباب عودة النازحين بأعداد كبيرة إلى بعض المحافظات مثل صلاح الدين فيما أكدت عدم عودتهم إلى محافظة ديالى. وزارة الصحفيين العراقيين ... أمن المعقول ياهادي جلو مرعي. محمود المفرجي/ رأيي مع رأي زميلي هادي جلو مرعي في تقييم وتصنيف الصحفيين ، وطالما تبادلنا انا وهو الاراء بشأن هذا الموضوع ، وكتبنا وصرخنا وقدمنا المشاريع والمقترحات للتخلص من
Side Adv1 Side Adv2