أهالي الضحايا: الشرطة العراقية متواطئة
26/03/2006زمان :اتهم أهالي مختطفين في العراق لازال مصيرهم مجهولا حتي الان الشرطة العراقية بالتقصير واللامبالاة في البحث عنهم واعادتهم الي ذويهم او معرفة مصيرهم فيما تتواصل عمليات خطف الاطفال ورجال الاعمال في بغداد من قبل عصابات اجرامية تطالب عادة بدفع فدية تصل عشرات الآلاف من الدولارات مقابل اطلاقهم. ولا تعيش الموصل بمنأي عن موجة الخطف اليومي خصوصا للاطباء ورجال الاعمال . وقال المحامي سيف عبد الرحمن العيادي مسؤول جمعية حقوق الانسان في المدينة ان حالات الخطف في الموصل بمعدل اربع حالات يومياً تشمل رجال الاعمال والاطباء واطفالهم من اجل المال . واضاف لقد عجزت الحكومة والاجهزة الأمنية عن حلها فاصدرت رخصا للاطباء ورجال الاعمال بحمل السلاح . واضاف لكن ذلك من دون جدوي واذا تحركت الشرطة العراقية والقوات الامريكية فتلك مصيبة لان الخاطفين لن يتركوك مرتاحا وانما سيخطفونك مجددا لمضاعفة المبلغ . من جهته قال الجراح جبر محمود عبد الله ان عمليات الخطف في الموصل تزداد بشكل مرعب وذلك من اجل المال . واضاف يجب وضع حد لها لأنها تؤدي الي هرب الادمغة ورؤوس الاموال بحثاً عن الأمان في الجوار . فيما قال رجل الاعمال راشد سلطان جرجس لقد تم اختطافي من أمام شركتي بعدها طالبوا عائلتي بفدية مالية كبيرة انهم سجناء سابقون دفعت لهم 50 الف دولار . وقد باتت عمليات الخطف في ارجاء العراق وليس بغداد فقط عملة رائجة للابتزاز المالي او السياسي الامر الذي يثير نقمة اهالي المخطوفين علي السلطات الامنية واتهامها بالقصور رغم ان البيانات الرسمية تعلن من وقت الي اخر "اعتقال ارهابيين" و"تحرير" مخطوفين لكنها لا تذكر شيئا عن جنسيتهم او كيفية حدوث ذلك واين. وقال رجل الاعمال العراقي صلاح محسن ان سبب اهمال قضية اختطاف العراقيين هو "الحكومة التي نطالبها الالتفات قليلا الي ارواح العراقيين، فالشرطة جهاز فاسد لايقوم بدوره لانقاذ الابرياء، بينما للاجانب حكومات تساندهم فيما نتعرض للاهانة من دولتنا ولا احترام لنا في بلدنا". ولا توجد احصاءات دقيقة عن عدد المخطوفين العراقيين لكن تقارير اعلامية تشير الي ان عددهم تجاوز آلاف عدة وان الاطفال والنساء اصبحوا الضحية الاولي لهذه العمليات. واوضح مسؤول عراقي رفض ذكر اسمه "نتبلغ العديد من عمليات الخطف التي باتت صناعة قائمة بحد ذاتها من حيث اكتمال مقوماتها عبر التنسيق بين الجهات الخاطفة، واجهزة بعضها مخترق والاخر متواطئ بسبب الخوف والتردد". واضاف ان "الدولة بحاجة الي وقت لكي تستطيع تنظيف اجهزتها الامنية المخترقة". من جهته، قال ياسر خطاب ان "سبب التقصير يكمن في انضمام اشخاص ليسوا اهلا للمهمة الي جهاز الشرطة. فقد اختطف قبل اشهر طفل من اقاربنا فاتصلنا بالشرطة وكان رقم هاتف الخاطفين معنا الا انها اكدت عجزها ونصحتنا بدفع فدية لاطلاقه". بدورها، قالت الطالبة الجامعية رؤي لؤي شقيقة احد المختطفين في بغداد ان شقيقها ابو الحسن اختفي بعدما خرج لشراء شيء من محل البقالة المجاور لتبدا "محنة استمرت 21 يوما من الخوف والترهيب والتلاعب بالاعصاب خلال الخريف الماضي". واضافت "تلقينا رسالة فيها رقمان هاتفيان وتهديد بقتل الطفل و(قد اعذر من انذر) ثم طلبوا فدية قيمتها 50 الف دولارا والا فانه سيتعرض للتعذيب، واتصلوا مجددا لابلاغنا بوجود قرص مدمج في مكان معين". وتابعت رؤي التي ارتدت الحجاب مؤخرا "لحماية نفسها" ان القرص "تضمن صورا مرعبة فهناك مسلح يوجه بندقية الي راس شقيقي الذي ظهرت علي جسده بقعا حمراء اللون قالوا انها اثار الابر المخدرة وحذورا من انه سيصبح مدمنا اذا لم نسارع بدفع المبلغ وسيقطعون اصابعه اذا تأخرنا". وقالت "دفعنا مبلغ 30 الف دولار فاطلقوا سراحه وغادرنا منزلنا الي سوريا مدة اربعة اشهر". وحول تدخل الشرطة، قالت "لم يكن لها اي موقف كنا نخاف ذلك لان هناك عناصر في الشرطة تعمل معهم اعتقد ان تدخلها كان سيعقد المسالة لان الخاطفين سيعلمون بالتحركات من بعض افرادها". وتابعت "اذا كانت الدولة لا تحترم مواطنيها فكيف تريد من العالم ان يهتم بالموضوع؟ هذا الامر مزمن في العراق وليس جديدا". لكن رجال الشرطة ينفون ذلك معللين التقصير من قبلهم ونجاح الامريكيين باطلاق سراح رهائن بريطانيين امس الاول بامتلاك الاخيرين "طائرات واقمار صناعية وتكنولوجيا" يستخدمونها في هذا المجال "في حين اننا لا نملك شيئا". وقال شرطي رفض ذكر اسمه "لدي الامريكيين قوة كبيرة من طائرات واقمار صناعية وتكنولوجيا يتحركون بها للبحث عن المخطوفين. ماذا لدينا؟ لا شيء. لديهم الوسائل واسلحتنا قليلة كما ان الاوامر التي تصدرها حكومتنا هي اصلا من الامريكيين". واوضح شرطي اخر "نتبلغ عمليات خطف لكن اين نبحث عنهم فهناك مناطق مفتوحة مثل سلمان باك او اللطيفية وابو غريب حيث لا تستطيع الدولة ان تدخل الا بقوة كبيرة ولو دخل معنا الامريكيون فسيضعوننا في المقدمة".