أي دين تريدون ان نعتنق ايها الارهابيون
بالرغم من كل ما سمعته عن ما يحدث في الدورة وبالرغم من لقائي شخصيا بعوائل هجرت من تلك المنطقة الا ان عقلي لا يستطيع ان يستوعب ما يحدث هناك من اعمال بعيدة كل البعد عن الاخلاق والدين والقيم الانسانية، فأي رجولة هي اجبار ارملة مع اطفالها على ترك كل مقتنياتها ومنزلها والخروج فارغة اليدين لكي يترك تعب سنينها لينهبه حفنة من المجرمين الذين حذفوا معاني الرجولة وقيم الانسانية من قاموسهم، لا بل تسارعوا على نهب بيت الارملة الفقيرة ليعتبروها غنيمة تضاف الى غنائمهم التي هي بالحقيقة مسروقات ولكن تحت غطاء من شيوخ الارهاب، ونحن هنا لا نقصد رجال الدين المعتدلين الذين يدعون الى الاخوة والتسامح ولكننا نقصد اولاءك الذين ينادون في السر والعلن بأخذ الجزية من المسيحيين الذين عاشو لسنين جنب الى جنب مع اخوتهم المسلمين وشاركوهم في السراء والضراء، كما لا ينسون ان يذكروا خيار عدم دفع الجزية وهو اعتناق الاسلام، والحقيقة لا اعرف ما يقصدون بقولهم هذا واي اسلام يريدون للمسيحي ان يعتنق، هل هو الاسلام الذي يأخذ الجزية من غير المسلمين وهم صاغرون، ام هو الاسلام الذي يستبيح بيوت الناس بحجة انهم كفرة، او هو الاسلام الذي يحلل سرقة مقتنيات ارملة لا حول لها ولا قوة .هل فكرتم بما ستحدثه تصرفاتكم هذه على سمعة الاسلام وهل من صالح المسلمين ان يكون لهم هكذا خطباء وفقهاء، فالمعروف ان سمعة المقاومة قد شوهت، حتى ان قسما من الذين كانوا قد انخرطوا في عمليات المقاومة قد انسحبوا احتجاجا على ما تقوم به هذه الجماعات بحق المسيحيين، والامر لم ينتهي الى هذا الحد لان الذي يحدث سيكون له وقع كبير على مستوى العالم وليس فقط على مستوى العراق، فما لو لم يسارع رجال الدين المسلمين وخاصة من الطائفة السنية( كون هذه الاعمال معظمها تقوم بها جماعات محسوبة على الطائفة السنية) بشجب هذه الاعمال علنا والضغط على هذه الجماعات بالتوقف عن فعلها فسيكون للامر عواقب وخيمة على سمعة الاسلام والمسلمين في العالم، فهذه الاعمال تشوه صورة الدين اكثر بكثير مما تشوهه صورة كاريكاتير رسمها شخص في جريدة دينماركية، لان الذي يحدث هنا ليس رسما كاريكاتيريا بل هو واقع سوف يوثق ولن يمر مرور الكرام فهذه المرة الاولى في التاريخ العراقي الحديث والوطن العربي بشكل عام التي تعلن صراحة مثل هذه القوانين ووسط عاصمة معروفة بالتسامح الديني،فصمت رجال الدين المسلمين عن ما يحدث لهو خطأ كبير لان السكوت من الرضا.