Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

أين البرلمان العربي .. و ما هو دوره اليوم ؟

في مخاض عسير يعيشه العرب اليوم ، وفي غمرة التردّي ، يتساءل الناس : اين هو البرلمان العربي ؟ اين هو من قضايانا ومشاكلنا ومقاتلنا وصراعاتنا ؟ اين هو من اوضاعنا السياسية في كل من العراق ولبنان وفلسطين والسودان .. ؟ اين هو من كل ما قيل عنه من مزايا وما سيلعبه من ادوار ؟ اين موقعه في صنع ستراتيجيات عربية من نوع جديد ؟ اين هو من تقديم اي مشروع قومي او المشاركة في اي برنامج دولي للتنمية ؟ اين هو من التأثير الدولي خصوصا ونحن نعلم كم المقارنة صعبة ومستحيلة بين البرلمانين الاوروبي والعربي ؟

كنت قد انتقدت منذ سنتين تأسيس هكذا " برلمان عربي " ، وذلك بتاريخ 28 كانون الثاني / يناير 2005 ، وقلت بأن لا فائدة من هكذا مؤسسات وستزيد من عبء التاريخ واثقاله، فاجابني الاخ مستشار الامين العام للجامعة العربية بمقال يرّد ويوضح ضرورة البرلمان العربي ودوره التاريخي .. وها قد مضى على تأسيس البرلمان العربي زمنا ليس بالقصير ابدا .. فعلينا ان نسأل : ما دور هذه " المؤسسة " التي مقّرها دمشق وهي لا تؤدي اي دور حقيقي في حياتنا العربية ؟ وما الذي قدّمته حتى اليوم؟ لقد اضفنا كيانا جديدا وهو راكد لا يقدم اي حراك ولا يشارك باي فعل ولا يصنع اي ارادة .. انه وهم كاذب صنعناه من دون اي نتائج مثمرة منذ تأسيسه حتى اليوم .. خصوصا ونحن نشهد انقسامات سياسية مريعة ، بل وصراعات بين فصائل وطنية واقتتال بين الاخوة .. ونحن نرى انتقال الفوضى الغادرة من مكان لآخر .. ونحن نشهد اشتداد قوى الارهاب والتفجير في منطقتنا .. ونحن نشهد انضواء ادوار دول معينة كان لها رصيدها وتأثيرها على الساحة العربية .. ونحن نتأسى على فقدان الارادة السياسية لصالح قوى واحزاب وميليشيات واوليغاريات خارجة عن القانون تمارس دور الدولة داخل الدولة من دون اي رادع لقد قلت في معرض انتقادي لمشروع البرلمان العربي قبل اكثر من سنتين( النهار البيروتية ، 28 كانون الثاني 2005 ): " فهل يمكننا ان نستفيد من تجارب غيرنا ولو قليلا ؟ الا يكفينا من (مؤسسات ) عربية هشة وضعيفة ومحتضرة ، لن تستطيع ابدا اتخاذ مواقف جماعية ولا قرارات موحدة؟ الا يكفينا ( مؤسسات شكلية ) يصرف عليها الملايين ، وهي لن تقوى على مجابهة متغيرات الحياة المعاصرة ، كما وانها لا تقوى أيضا على مجابهة التحولات العربية الجديدة التي ستمس مصالح الاجيال الثلاثة الجديدة في القرن الواحد والعشرين ؟

الا تعتقدون بأن مؤسسات عربية جديدة بحاجة الى ظروف ملائمة وتوافقيات حضارية وشراكات اقتصادية والاهم من كل هذا وذاك انها بأمس الحاجة الى عقليات جديدة بمقدورها استيعابها والتعامل معها من اجل ان يكسب العرب ولو جولة واحدة لصالحهم ؟ ان المؤسسات الاتحادية او الكتلوية او البرلمانية في عالم اليوم قد انطلقت من قناعات تامة بما وصل اليه العالم المعاصر اليوم والتوافق مع حركته وتحولات عناصره وآليات تفكيره واستمراريته .. فهل يؤمن العرب كلهم بما هو عليه عالم اليوم وبما وصل اليه عالم اليوم وبما يمكن ان يلزم به العرب انفسهم في التعامل مع الاخر من اجل بناء مصالحهم العليا ومستقبل اجيالهم ؟ انني اعتقد ان العرب ما زالوا يختلفون في ما بينهم على مثل هذه (الاسس والاعتبارات الاساسية والركائز الكبرى) ، فكيف بهم يتقبلون حالات التعايش والاندماج والشراكة والانفتاح والتوافقية ؟؟ انهم ما زالوا يعتبرونها ( تبعية ) وخصوصا في الحالات الاقتصادية ؟

انني أسأل اليوم : ما جدوى تأسيس هكذا برلمان عربي وحياتنا العربية تنحدر من سيئ الى أسوأ ؟ ما نفع اي مؤسسة عربية لا تجيد التعامل مع الاخر لمعرفة الرؤية الاخرى في قضايانا التي باتت تأكلنا واحدا بعد الاخر ,, وبات العرب لا يفكّرون ابدا بما يجري في العالم ، فما يجري في عالمهم لا يمكن ان يتقبله عاقل ابدا ان مشروع البرلمان العربي قد اثبت فشله الذريع ، وذلك باختفاء تطبيقاته وغيبوبة تأثيراته كونه لا يصلح والتنافر قائم والتباعد حاصل .. حتى غدا موضوع العمل العربي المشترك مجرد شعار وهمي لا يمكن العمل به ما دام هناك جامعة عربية لا صلاحيات قوية لها .. ان المخاطر والتحديات التي تواجهنا لابد من العمل على التصدي لها قبل استفحالها في عموم منطقتنا . وعليه ، ينبغي ان يكون البرلمان العربي مشروعا مؤجلا اليوم ، اذ لا يمكن ان يستمر في ظل اوضاع مزرية يعيشها العرب وهو لا يفعل شيئا .. انهم في بداية نفق طويل لابد من سحبهم منه قبل فوات الاوان . انني اعيد دعوتي من جديد للعرب كلهم وهم يعيشون ويدركون اي منحدر سياسي باتوا فيه في عدد من البلدان العربية واي فقدان للامن والنظام فيها ؟ انني ادعوهم من خلال برلمانهم العربي ان يفعلوا شيئا ذا بال اتمنى ان ينجح اي " مشروع " استراتيجي حقيقي يمكنه ان يعيش بقوة فلسفته والاجماع على دوره .. وان يسهم في فعل اي شيء من اجل مصالحنا في المنطقة والعالم . ان الضرورة باتت ماسة لكي تتشكل ارادة حقيقية من النخب السياسية والفكرية بالاعتماد على القوى الشعبية التي تمثل الشعب . ان مجتمعاتنا باتت اليوم منقسمة على نفسها .. وانها بحاجة الى انقاذ حقيقي من الهوة السحيقة التي تنتظرها . اتمنى على الاخوة في البرلمان العربي ان يساهموا بشكل حقيقي في الانقاذ او ليغلقوا ابوابهم ويقرروا الغاء مؤسستهم التي لا حول لها ولا قوة .. وهي صفر على الشمال منذ ولادتها القيصرية حتى يومنا هذا. Opinions
الأرشيف اقرأ المزيد
جلد الذات : تصحيح لمفهوم عربي خاطئ ! مائة سنة من غيبوبة النقد ليس هناك من ثقافة في هذا الوجود ، يهرب أصحابها من الاعتراف بأخطائهم كما هو حال الثقافة العربية ! ليس هناك من ثقافة في حصيلة حرب تحرير العراق المريرة سواء ثبت ان تسليم السيادة كان انجازا او على الارجح فشلا فانه يتيح الفرصة لالقاء نظرة على كشف الحساب لغاية تاريخ كتابة المقالة للحرب الانغلو امريكية في العراق التاريخ يتكلم الحلقة 36 مخيم ماردين تم ابلاغنا بالتهيء للرحيل الى معسكر آخر وهيئت لهذا الغرض الحافلات الملوثة بغبار الفحم. لسنا اصحاب الخيار فهم يقتادونا الى حيث لا ندري وبأية وسيلة, نحن نعامل معاملة الاسرى. ومنذ التاسعة صباحا شرعت كل عائلة بحزم امتعتها ومقتنياتها لتحتل مكانا في احدى الحاف قوات الامن العراقي تحتوي العنف في الحلة شبكة اخبارنركال/NNN/الحلة , العراق/ اعلنت القوات المتعددة الجنسيات بان قوة مشتركة من الشرطة العراقية والجيش العراقي اوقفت
Side Adv1 Side Adv2