أين المرجعيات السياسية والأمنية والدينية من حملة خطف واغتصاب الشابات المسيحيات.؟
كل يوم تقريبا نتلقى بألم وغضب شديدين أنباء خطف واغتصاب شابات مسيحيات من قبل زمر مجرمة تراقب وتتربص بالفتيات في مناطق سكناهم وتخطفهم من أيدي امهاتهم وإخوانهم بقوة السلاح , ولا تنفع تذرعات ودموع الفتيات والامهات , فهؤلاء القتلة المجرمين لا قلب لهم ولا ضمير ولا دين ...كما يقف المارة مشدوهين لا حول لهم ولا قوة أمام شراسة ووقاحة وتهديد هؤلاء المجرمين , اما الشرطة (في خدمة الشعب) فهي عاجزة تماما عن حماية الناس الأبرياء بل حتى أن اعدادا كبيرة منها تشارك وتدعم وتغطي على هذه الجرائم التي يندى لها جبين الانسانية خجلا..فالذي حدث امام أنظار الشرطة في دائرة السفر والجنسية في بغداد لخمس فتيات مسيحيات يحاولن الحصول على جوازات سفر يظهر دناءة وخسة وجبن هؤلاء المجرمين, حيث تمت جرجرتهن امام سمع وأنظار الشرطة والمراجعين واقتدن باسلوب وحشي ومقزز إلى سيارة تنتظر خارج الدائرة لتذهب بهم إلى المجهول...
وقبلها بايام انتحرت إحدى الفتيات المسيحيات أيضا والتي تم خطفها واغتصبت بوحشية من قبل تسعة مجرمين, وبعد الافراج عنها بعد دفع فدية قدرها خمسة عشر الف دولار رغم أنها طلبت من أهلها عدم دفع الفدية في المكالمة الهاتفية التي دفعها المجرمون للقيام بها إلى اهلها, حيث قالت لهم بالحرف .." لقد قتلني هؤلاء مرات عديدة ..فلا تدفعوا لهم ثمن قتلي ..!!) ..ولكن أهلها المنكوبون حاولوا إنقاذ ابنتهم ليجدوها جثة هامدة في صباح اليوم التالي بعد ان تناولت كمية كبيرة من الحبوب المنومة لتنهي حياتها وآلامها..
واليوم فقط سمعنا بخطف ثلاث فتيات مسيحيات أخريات.. وإحداهن في شارع فلسطين كانت مع عائلتها تهم في ركوب سيارة اجرة حيث توقفت أمامهم سيارتان بنوافذ غامقة سوداء وخرج منها ثلاثة مجرمين ملثمين وسحبوا الفتاة من ايدي والدتها وسحلت إلى إحدى السيارتين مهددين اهلها بالسلاح وقالوا لهم " خلي البابا يخلصهه" ..والكثير من المارة شاهدوا العملية الدنيئة هذه ولم يستطع احد منهم ايقاف هؤلاء المجرمون أو التصدي لهم..كما لم تتدخل الشرطة المتواجدة بالقرب من الحادثة في إنقاذ الفتاة..
ان هذه الأمثلة القليلة تبرهن بما لا يقبل الشك, أن مرتكبي هذه الجرائم هم من سفلة القوم وينتمون الى الميليشيات المسلحة المعروفة بانتهاكاتها الكثيرة لحقوق الانسان واستغلوا موجة العداء لبابا الفاتيكان بسبب تصريحاته حول الدين الاسلامي لكي يشبعوا غرائزهم الدنيئة بحجة الدفاع عن الدين الاسلامي والذي هو براء منهم ومن جرائمهم.. وإذا أخطأ البابا بتصريحاته, فما جريرة الناس الأبرياء؟
ولكن ما يعتقده ويحلم به هؤلاء المجرمين إن القيام بهذه الحملة المسعورة سيمهد الطريق لطرد المسيحيين من بلدهم وترابهم وفرض ارادة هؤلاء المارقين على ما تبقى من مؤمني الأديان والطوائف الأخرى.. وهم بذلك يبرهنون مرة أخرى بأنهم أعداء الحرية وحقوق الانسان ويتصرفون كأي منظمة فاشية ترعى الارهاب وتفرض بقوة السلاح الرأي الواحد والعقيدة الواحدة..
فعلى الحكومة العراقية بشقيها السياسي والأمني استنكار هذه الأفعال الدنيئة وتعقب هؤلاء المجرمين بجدية وتقديمهم للعدالة لينالوا جزاءهم العادل..كما يستوجب على المرجعيات الدينية كافة إدانة هذه الأفعال الوحشية لأنها تسئ الى تلك المرجعيات التي يدعي هؤلاء انهم تابعين لها وانزال القصاص العادل بهم..
كما ينبغي على الأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني القيام بواجباتها وإدانة الخروقات الكثيرة لحقوق الانسان وخاصة فيما يتعلق بالاقليات الدينية من المسيحيين والصابئة المندائيين والأزيدية ..
إن هذه الإعتداءات الجبانة سوف تزيدنا إصرارا في التشبث بتراب الوطن وفضح المجرمين وميليشياتهم المنفلتة المسلحة وسنظل نقرع جميع الأبواب من أجل حل تلك الميليشيات وإنهاء إرهابها وتدخلاتها الفظة بخصوصيات الناس وشعائرهم الدينية..
كما نطالب من المجتمع الدولي إدانة هذه الحملة المنظمة الظالمة ومن يقف وراءها ضد الأقليات الدينية في العراق ودرج تلك المنظمات وقياداتها إلى قائمة المنظمات الارهابية وعدم التعامل معها ..إذ لا يمكن السكوت أبدا على هذه الجرائم المتكررة.. ولنا وقفة أخرى..