Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

أين تقف كنيستنا من المسألة القومية للامة الكلدانية ؟

habeebtomi@yahoo.no
الأمة الكلدانية أمة عريقة في بلاد ما بين النهرين وفي العال ، وأول دولة قامت في العالم بعد الطوفان وتبلبل الألسنة كانت كلدانيــــــــــــــــة ، وقال المؤرخ بيروس الكلداني أنها قامت بستة وثلاثين ملكاً .. ( انظر ادي شير تاريخ كلدو وآثور ص21 ) . اما قاضي صاعد الأندلسي في تعريفه بطبقات الأمم فيقول ص 123 والأمة الثانية هم الكلدانيون ، وهم السريانيون والبابليون وكانوا شعوباً منهم الكربانيون ، والآثوريون ، والأرمنيون والجرامقة ، وهم أهل الموصل ، والنبط وهم اهل سواد العراق ، وكانت بلادهم وسط المعمورة ايضاً وهي العراق والجزيرة التي بين دجلة والفرات ...

اعتماداً على هذا التاريخ الأثيل ،فبعد ان نبذت شريحة كبيرة من كنيسة المشرق النسطورية كمذهب وعادت الى حضن الكنيسة الرومانية سنة 1444 طلبوا الى البابا اوجين الرابع ان يأمر ألا يعود احد يسميهم نساطرة بل كلــداناً .واصبح هذا التقليد يشمل البطاركة والأساقفة التي كانت اختامهم تشير الى بطريرك او اسقف الكلدان الى حوالي 1930 م .

إن استعادة الأسم التاريخي الكلداني كان من قبل رجال الكنيسة وهم النخبة المتبحرة بالثقافة والعلوم الدينية والتاريخ ، فكان ذلك الرجوع الى امجاد شعبنا الكلداني في هذه الأصقاع ، كما ان الكلدانيـــة طفقت اسماً قومياً لشعبنا منذ ذلك التاريخ لكي يميز شعبنا الكلداني عن الشعوب الكاثوليكية الأخرى .

وقد عكف التقليد على القول : شعبنا الكلداني وأمتنا الكلدانية ولغتنا الكلدانية وطقسنا الكلداني .. الخ واستمر هذا الأعتزاز القومي بالأسم والتاريخ واللغة ففي اعقاب الحرب العالمية الأولى وتحديداً في التحضير لمعاهدة سيفر التي ابرمت في 10 اغسطس 1920 في باريس حيث حضر وفد كلداني بزعامة سعيد نامق ورستم نجيب وهو وفد مستقل عن الوفد او الوفود الآشورية التي حضرت للمطالبة بحقوقها ايضاً ، فكانت نتائج ايجابية بالنسبة للاقليات ولاسيما لشعبنا الكلداني وقد اشارت المادة 62 من هذه المعاهدة بشكل صريح على قوميتنا الكلدانية كما هو مدون بالدستور العراقي حالياً والتي يسعى بعض الغلاة من الأخوة لآشوريين لالغاء قوميتنا الكلدانية من الدستور العراقي كما فعلوا في مسودة دستور اقليم كوردستان . وادناه نص المادة مع اختصار بعض الفقرات :

المادة 62 : تتولى هيئة ، تتخذ مقرها في اسطنبول مكونة من ثلاثة أعضاء تعينهم حكومات كل من بريطانيا وفرنسا وايطاليا ... وفي حالة عدم توافر إجماع في الآراء بصدد أي قضية ، يحيل أعضاء الهيئة المذكورة كل إلى حكومته ينبغي أن توفر الخطة ضمانة كاملة لحقوق الآشوريين والكلدانيين والجماعات العرقية أو الدينية الأخرى في المنطقة ، ولهذا الغرض ستزور المنطقة هيئة مكونة من ممثلي بريطانيا وفرنسا وايطاليا وبلاد فارس والأكراد لكي تتولى تحديد أي تعديل.. .

نعود الى الوقت الحاضر بعد ان طفح المشهد العراقي بالأصطفافات الدينية والقومية بعد 2003 وكأن الأمر كان جديداً لكنيستنا التي كانت تربط مصير الكلدان بمصير ما هو سائد في العراق ، وكما كان دير السيدة كلما أطيح برئيس أزاحوا صورته من مجلسهم ووضعوا بدله الرئيس الجديد ، هكذا كان شأن الكنيسة الكلدانيـــة وهي باعتبارها مؤسسة دينية لا يحق لها التدخل في السياسة الا في الشؤون الكبيرة كما حدث يوم انقذت القوش واللاجئين اليها من الأخوة الأثوريين سنة 1933 وكذلك تدخلها يوم أُريد فرض دراسة القرآن الكريم على اطفالنا .

نعود الى المسألة القومية لشعبنا الكلداني وموقف الكنيسة من منها .

بعد 2003 كانت الأصطفافات الدينية والقومية على قدم وساق ، لكن يبدو ان كنيستنا لم تعطي للمسألة القومية حجمها الطبيعي وما هو مطلوب منها باعتبارها وفق الأصطفافات الطائفية والعرقية والدينية ومبدأ المحاصصة الذي خيم على الساحة السياسية العراقية ، اصبحت مؤسسة الكنيسة في واجهة المسؤولية لشعبنا الكلداني ، وبات مطلوب منها التحرك اكبر وخارج اطارها الديني والكنسي ، فها هو الشعب الكلداني يقتل ابناءه وتفجر كنائسه ويشرد شعبه ، وها هو يغمط حقه القومي في الدولة العراقية الأتحادية وفي اقليم كوردستان ، وسوف لا أقول ان الكنيسة وقفت مكتوفة الأيدي إزاء هذا التهميش لكن موقفها في معظم الأحوال كان موقفاً طارئاً يميل الى رد الفعل فحسب .

لم يوظف او يعتمد له ثقافة قومية رصينة ،ولم تكرس لارساء بنية ثقافية في المسألة القومية كما هي في الكنيسة الآشورية . فالتسمية الكلدانية لكنيستنا عمرها مايقارب ستة قرون من الزمن، في حين ان التسمية الآشورية حديثة يعود تاريخها في احسن الأحوال الى ما بعد الحرب العالمية الأولى .

وللمقارنة بين الزعيمين إن ـ صح التعبير ـ نقرأ بعض الفقرات من رسالتيهما بمناسبة عيدي الميلاد ورأس السنة . ونقرأ في رسالة غبطة الكاردينال البطريرك مار عمانوئيل دلي الثالث يقول :

(( .. ننتهز فرصة عيد الميلاد المجيد ورأس السنة الجديدة ونتوجه بكلمتنا هذه الى المسيحيين في العالم كله وبنوع خاص الى ابنائنا الكلدان المنتشرين في العالم سائلاً للجميع اعياداً مباركة وسنة جيدة ملؤها الخير والسعادة ومكللة بالسلام والهدوء والاستقرار والأمن )) .

اما قداسة البطريرك مار دنخا الرابع فقد ورد في التهنئة التي ارسلها بمناسبة العام الجديد يقول :

((..وهذا يأتي بالعمل مع الكهنة والأساقفة والمطارنة الذين يسهرون دوماً لخدمتكم ووصيتي لكم أينما كنتم هو ان لاتخافوا او تخجلوا من انكم مسيحيين أو انكم اشوريين فهذا فخر لكم بانكم مسيحيين وابناء أمة واحدة اشورية حفظتم ايمانكم ألاف السنين وجاهدتم من اجل امتكم الاشورية قبل المسيح والى يومنا وهذا يأتي من محبتكم .. )) .

هذا هو الفارق بين كنيستنا التي تحمل الأسم القومي الكلداني منذ مئات السنين والكنيسة الآشورية التي تحمل الأسم الآشوري منذ بضع عقود من السنين فحسب .

و لكي اكون منصفاً لابد من الأشارة الى محاولات من قبل البطريرك في وقتها من اجل تثبيت تسميتنا القومية في الدستور ، كما كانت المذكرة من سنودس الأساقفة في نيسان 2009 الى قيادة اقليم كوردستان من اجل تثبيت قوميتنا الكلدانية في دستور اقليم كوردستان وكما هو مدون في الدستور الأتحادي العراقي .

لكن هذه مواقف متفرقة لا تبني ثقافة قومية كلدانية وهي مطلوبة جداً في الظرف الراهن حيث يتعرض شعبنا لكل هذا الأرهاب والتنكيل والتهجير ، علينا ان نلتف حول اسمنا ليكون لنا هوية واضحة نتشرف بها ، الأنسان يعرف باسمه وهويته ، وكان ينبغي على كنيستنا ان تغرس عندنا الثقافة القومية لكي نلتف حولها وكما تعمل الكنيسة الآشورية فهي واضحة وصريحة مع شعبها والشعب يلتف حولها تحت ثقافة الدين والثقافة القومية .

كان ينبغي على كنيستنا ان تعمل من اجل ايجاد فضائية كلدانيـــة ، ومؤتمرات كلدانية وصحف ومجلات ومنظمات مجتمع مدني ، وكان عليها ان تطبع العلم الكلداني وترفعه في مجالسها ومضايفها لدى استقبال الضيوف ، في هذه البلاد للشركات اعلامها ترفعه في واجهاتها وفي العراق للعشائر اعلامها ، فلماذا لا تتباهى كنيستنا بعلم شعبها ؟ إن مكانة الشعب الكلداني وقوته هما زخماً وقوة لها .

ينبغي ان تجد الكنيسة طريقها مع شعبها ويكون طريقاً واضحا لا لبس ولا شك فيه ، وكما هي الحالة في الكنيسة الآشورية ، التي تتناغم مع شعبها في ميوله القومية بل والسياسية وهذه حالة صحية .

إن كنيستنا الكلدانية التي كانت صاحبة القرار في التسمية الكلدانية في القرن الخامس عشر ، عليها اليوم ان تقوم بدورها وواجبها ، ليس بالواجب الديني فحسب بل بالدور المؤسساتي والقومي حيث يتعرض شعبنا الكلداني الى الأنقراض والأفول وهو في بلده ، فإن كانت الكنيسة لا تقف مع طموحات شعبها في الظروف العصيبة هذه فمتى تقف معه ؟

إن الهوية هي العامل الفعال لتحقيق تفعيل قوي بين الكنيسة وشعبها الكلداني وليس من الحكمة ان يسير كل طرف بطريق . نحن شعب ضعيف والمخاطر تحيق بنا من كل جانب وعلينا توحيد خطابنا ليس في الأفق الديني فحسب إنما في المجال القومي والسياسي .

فلو كان لنا عدداً من المندوبين الكلدانيين في البرلمان العراقي فإن هذا التمثيل يمثل قوة للكنيسة ولشعبها فعلى الكنيسة الكاثوليكية الكلدانية في العراق ان تعاضد شعبها وتقف الى جانبه وهو يسبح وحيداً ضد تيار جارف لا يرحم المتقاعسين .

حبيب تومي / اوسلو في 05 /01 / 2010



Opinions
الأرشيف اقرأ المزيد
هوَار وشذى وجه العراق الاصيل أن تسكن بحر الحزن ويداعبك احدهم , بصفاء قلب , محاولا ان يسرق منك بسمة , ذلك سمو الحياة . أن تكون في النفق المظلم ويأتيك من بعيد صوت يُنعش في روحك امال النجاة , ذلك قد يكون مشروع الولادة من جديد . ان تسقط في الطريق , محطًما , تغتسل بدمائك , مضروبا على ال أكيتو رأس السنة الكلدانية 5300 ق.م (7311عام) يؤكد المؤرخ عامر حنا فتوحي في كتابه الموسوم " الكلدان منذ بدء الزمان " صفحة 266 بأن الاحتفال برأس السنة الرافدية في الاول من نيسان يعود الى عندما يتواضع المنتصر .... ظهرت في عالم السياسة اليوم اساليب جديدة يعتادها بعض ممتهني السياسة لاغراض لا تخرج على نطاق سياسية أيضا , فمن هذه الأساليب هو نائب رئيس الجمهورية عادل عبد المهدي يوضح موقفه من قرار هيئة التمييز فيما يخص المرشحين المشمولين بقرارات المساءلة والعدالة شبكة أخبار نركال/NNN/ اصدر المكتب الاعلامي لنائب رئيس الجمهورية عادل عبد المهدي، الاحد 7-2-2010، توضيحا حول
Side Adv1 Side Adv2