Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

أين وطنية الحزب وأين أشوريته يا سيدة شموئيل ؟ أم إنّه الإنتحار من أجل الإنتقام؟

قبل فتره ليست بالوجيزه, كنت قد كتبت مقالا بعنوان(لتفقأ كلتا عيناي كي تفقأ عينه الواحدة ) والمقضود به هو الإنتحار المتعمّد كوسيلة للإنتقام.
أمّا السبب الذي دفعني إلى كتابة هذا المقال ,فهو تذكير القاريئ العزيز بأن الذي لم أكن يومها أتمنى حصوله , مع الأسف نراه اليوم حاصلا, وها أنذا الأن أرى نفسي أمام مشهدا مليئ من مفردات تلك المحذورات التي سبق وأن نوّهنا وحذرّنا منها في مقالنا السابق الأنف الذكر.

في رابط ألكتروني أرسله لي أحد الأصدقاء, يحوي مقابلة أجراها السيد كلدوأوغنا/على موقع عنكاوه مع السيدّه (المحاميه) ماري شموئيل , العضوة في(المكتب السياسي) للحزب الوطني الأشوري.
بداية, أنا شخصيا أؤمن بأن عدالة الحكم على الأشياء تتجسّد حين تعتمد الحقائق في إصدار أحكامها, و ألسِنة أصحابها هي خير دليل لكشف الحقيقه , كما أنني لم يسبق لي معرفة هذه السيده المحاميه ولم يسبق لي أن سمعت بإسمها او قرأت لها في أي مكان, لكن يبقى إحترامي لها واجبا , والذي سأدلي به الأن هو مجرد تعقيب على بعض ما قرأته في نص مقابلتها من ضمن ما ورد في أسطر تصريحاتها كناطق ومسؤل قيادي في حزب قومي أحترمه (الحزب الوطني الأشوري) علاوة على أنها محامية كما هو مذكور. لذلك أتمنى سعة الصدر في قبول مداخلاتي.
في السؤال رقم واحد الذي وجهه المحاور لضيفته حول موقف الحزب الوطني الاشوري وتأييده وترحيبه ( بمسودة الدستورالكردستاني) أجابت قائلة:

(فالدستور كونه الوثيقه المرجعيه للدول والأقاليم بما يتضمنه من مواد ونصوص قانونية وحقوق وحريات هو ضمانه لا تعلوها ضمانة,وهو مرجع لا يعلوه مرجع ,,,, ألخ) من جانبي أنا لم أستطع أن أفهم عن أي دستور كانت تتكلم في معرض إجابتها, و كونها سياسية ومحاميه في نفس الوقت أسالها , هل قصدت فعلا في كلامها مسودة الدستور الكردستاني الذي أكد عليه السائل؟ أم كان كلامها بشكل عام , لذلك سوف أترك التعليق للقاريئ و لها إن تكرّمت وأوضحت ذلك.
وفي معرض إجابتها على سؤال ثان حول التسمية الثلاثية (كلداني سرياني اشوري) وإستخدام الحزب لكلمة الأِشوري فقط,,تقول,,(,بأن لا يحق لجهة سياسية أن تفرض تسمية معينه,,,,ثم تضيف بأن مع الاجيال المستقبليه ومن خلال الممارسه اليوميه لوحدة الهويه ستتفق أجيالنا على تسمية موحده,,,الخ) .
أفهم من كلام السيده بأنها تؤمن كوننا قومية واحدة بعدة أسماء,وليس لي إي إعتراض على مضمون وأبعاد ذلك , لكن بالإشارة إلى ما قبل ثلاث سنوات , يبدولي __ وهو موضع تساؤلي __ بأنه لم تكن لدى الحزب في حينها الجرأة الكافيه والنابعة عن الحرص العالي على مصالح ووحدة القومية الأشوريه بمختلف أسمائها كي يوافق او يتفاعل مع التسمية المركبه والجامعة ألتي أحبها الغالبية كخيار سياسي من أجل توحيد الجهود و ليكن مرحلي , وحين باركها المئات من مثقفينا وقياداتنا الدينيه في مؤتمرهم في بغداد , وأصوات عشرات الألوف لقائمة تلك التسمية الموحِده(الكلدواشوريةالسريانية) التي كانت دليل صحتها ووسطيتها ,ألم يكن ذلك خيارا معتدلا نسبياو متقدماّ زمنيا , مع تضمين التأكيد على فكرة فسح المجال للأجيال كي تتدارس الأمر ثقافيا وأكاديميا لتقرر الأصلح إن وجد .
بينما تعود الأخت بنا الأن إلى قبول تسمية من ثلاث كلمات, تارة منفصله بالواوات وتارة أخرى بدون واوات ,.سؤالي هنا هو عن السبب الحقيقي الذي كان وراء رفض التسمية الكلدواشوريه السريانية , هل بسبب كونها من بنات أفكار مثقفينا وبدعم زوعا ورجال ديننا مقابل تخوف البعض الأخر من توحيدولم شملنا ؟ أم أننا بصدد أن نشهد ربما تغيير قادم ومحتمل لأسم الحزب من(( الوطني الأشوري )) إلى(( الحزب الكردستاني الاشوري)) مثلا؟ وعذرا أنا لا أقصد هنا الإستخفاف بأية جهة , لكن مبالغة السيدة في إضفاء صفة كردستانية الأرضيه على فعالياتها السياسية القومية والوطنية (الاشوريه) قد زادت حدود المعقول, وهي كما يبدو لي تحصر جل إهتماماتها وأمالها في مشروع كيفية تثبيت وتوسيع رقعة أقليم كردستان مقابل تهميش متعمّد لقضية ومستقبل وطن بكامله إسمه العراق , كما تصر و من باب حرصها الشديد على أقليم كردستان , على ضرورة تصحيح أخطاء موروثه إرتكبتها أحزاب أِشورية أخرى(دون أن تذكر أسم تلك الأحزاب) والتي(بحسب قولها) لم تعمل او لم تروّج لفكرة توسيع هذا الأقليم (كردستان)و في طرح ضرورة ضم المدن والقرى المستعربه اليه وبتبريرات ينطبق عليها المثل (بأعذار أقبح من الصوج ), بينما لا أدري لماذا تعود الأخت ماري شموئيل ثانية لتكتفي فقط بإلقاء اللوم على الأخر في موضوعة الإعتراض على طريقة ذكر أسماء سمكو شكاكاي و بدرخان في المناهج الدراسية حين يصفونهم بالأبطال القوميين ولا تطالب في تصحيح هذا الخطأ( الموروث) كما تصفه , ربما أنا اتفق معها في تشخيص الخطأ لكنني أختلف معها حين يقتصر تصحيح الأخطاء فقط في إنتقائية مطالبتها ضم قرى سهل نينوى الى كردستنان وإزالة التعريب عن مناطق كردية كما تدّعي, بينما لا تطالب بتصحيح الأمور الأخرى كمراعاة مشاعر أهلنا في إحترام قدسية دماء ضحايانا و إعادة تطبيع المدن والقرى الأشورية التي تم تكرديها وتعريبها في نفس الوقت. .

أليس الأفضل برأيي إذن يا سيدة شموئيل هو أن نترك شأن إقامة الدولة الكردية لأصحابه من الإخوة الأكراد وما يستطيعوا فعله مع الحكومة المركزيه ليتحمل كل حزب مع شعبه ومناصريه تبعات ونتائج ما ينادي به؟وذلك لا يمنع من أن نقول كلمتنا الواضحة والجريئه حول طرح مطالبنا و حقوقنا القومية التاريخية الحقيقية في وطننا وأراضينا؟ أم أن الحزب الوطني الأشوري يرى مصلحته وتحقيق أهدافه_ بالنحو الذي أفهمه من كلام السيده شموئيل _ في التضامن برفع شعار معاداة كل ماهو غير كردي ثم المطالبة بالإسراع في تشكيل أقليم كردستان او دولة كردية على أراضي نينوى ونوهدرا ومن ثم يكون تحقيق حلم الحزب في إقامة الدولة الأشورية !!! ؟

مبالغة السيدة شموئيل في هذه النقطه جعلتني أستغرب لأتساءل عن ماهية ومفهوم هوية الوطنية التي يتمتع بها هذا الحزب في حركته و تطلعاته, وأتمنى أن أكون مخطئا في فهمي أو في توقعاتي التي أستنتجها من هكذا تصريحات وما يتضمنها من تصويبات مبتوره في إنتقائيتها (ضم نينوى مثلا), في أننا مقبلون على ضرورة إحكاميه محتملة في مسعى إسقاط صفة مواطنة الأِشوري عن عراقة عراقيته وتنسيبها فقط إلى مشروع ينادي به الساسة الأكراد ألذي يبقى هو شأنهم وخيارهم ويخضع الى ما تمليه عليهم رؤاهم ومصالحهم هم حتى في إقامة دولة كرديه لهم؟؟ لكن السيده شموئيل تزيد من إستغرابي حين تقول مؤكدة في مكان أخر وهي تجيب على السؤال الرابع حول ضم قرى سهل نينوى إلى أقليم كردستان ,تقول((فقدر تعلق الامر بشعبنا فان حوالي 150 قرية وقصبة ومدينة له هي في اقليم كوردستان (محافظتي دهوك واربيل) خارج سهل نينوى. فبديهي ومنطقي ان ندعو الى ضم سهل نينوى الى الاقليم من اجل الاتصال والتواصل بين ابناء شعبنا.)) عن أي بديهية ومنطقيه تحكين يا سيدتنا الأشوريه ؟ ومتى أصبحت مهمّة السياسي الأشوري إقتطاع قلب الوطن التاريخي(نينوى) من كيانه الكبير و إلحاقه بجسد لا زلنا نجهل معالمه و نواياه ؟ وسؤالي الأخر لكم حول تبريركم لوجوب (ضم قرى سهل نينوى ) هو متى كان أبناء شعبنا معزول بعضهم عن البعض حين كان هنالك حكم ذاتي في السبعينات أو ماقبل ذلك بحيث تتكهنين اليوم عن إحتمالية العزل في حال قيام الفيدرالية التي نسميها (الإتحاديه), وهل أنتم فعلا متأكدون بأن الفيدرالية التي تنشدونها ستعزل أبناء شعبنا بعضهم عن الأخر في وطنهم الكبير العراق ؟ إن كان إدعاءكم هذا صحيحا , ما الذي يجعلكم متلهفون لهذا المشروع إذن , وما دواعي تأييدنا لما سيفصل أبناء شعبنا عن بعضهم او عن عموم العراق ؟ أم أنك لم تعلني ما في الجعبة بصراحة بسبب عدم تمكنك من إختيار الصيغه المناسبة والأكثر جرأة للتعبير عن فكرة تأكيد مطلبك في إقامة دولة كردية منفصله عن بقية العراق؟ سبحان مغيّر الأحوال!! يبدو أن لديكم إعتقاد بأنكم في مطلب تحقيق الدولة الكردية تكونون قد حققتم نقلة نوعية ستشهد لها أجيال أشورية ( هذا في حال لو بقي من سيحمل هذا الأسم) , يا سيدتي أود أن أوضح لكم حقيقة مفادها بانه فقط في حال مطالبتكم بإقامة الدولة الكردية سيكون شعبنا قد تم القضاء عليه بتقطيع أوصاله مابين دولة الشمال و الوسط والجنوب.

كما أنكم في تركيزكم فقط على مطلبكم بإزالة أثار التعريب عن الأماكن التي تعتبرينها كردية دون التطرّق ولو بشكل عابر إلى ما قد تم تكريده من قرى وأراضي كلدواشورية على مدى عقود وقرون من السنين وهي لازالت كما هي لهو أمر يثير الكثير من الشكوك و من التساؤلات المشروعه, وحل هذه المشكلة القومية في الوطن يا سديتنا لا يكون عبر مشروع يصوغه برلمان مناطقي شبه منعزل عن مركز الوطن الأم , او عبر خطاب حزب سياسي أ و لقاء صحفي على موقع ألكتروني,كما لابد لنا أن نفقه جيدا بأن مصداقية الحزب وإسمه مع هويته الإنتمائية و ما يطرحه من أراء وأفكار ستخضع الى تمحيص من أجل تثبيت صحة نواياها و لا يمكن تحقيق أي إيجابية من خلال فقط إطلاق التصريحات التي لا تشير في ملامحها الإنفعالية سوى إلى وجود مساعي مغلّفه ودفينه بقصد تثبيت وتعميق العدائية التي يستوجب الإنتقام فيها من الأخر , والدليل هو واضح جدا في ذهابكم بعيدا للحد الذي أوصلكم إلى حد تناسيكم وانتم الناشط السياسي لمباديئ حزبه (الأشوري) من خلال تسويف ونكران كل ما إدعاه حزبكم القومي من وطنية وديمقراطيه في أدبياته وجعلها في النهاية مجرد حبرا على ورق, نينوى وقراها يا أختنا العزيزه ليست (علك سهم) يعلك به المدللّ بعد كل وجبة دسمة يتناولها , أبناء شعبنا رغم كل ما حلّ بهم من كوارث كانوا على تواصل دائمي فيما بينهم ,,,وإلا كيف تمكن(( الألاف الناجين من مذابح سميل الشهيده وكوارث الحروب الأخرى)) أللجوء إلى مناطق سهل نينوى وقراها ,وأنا لا زلت أتذكر أقرباء والدتي (اولاد عمتها) من الداوديه حين كانوا يزوروننا في مدينة الموصل في الخمسينات من القرن الماضي , ما تقولونه هو كلمة حق لكن المراد منها هو أمرمختلف أخر يفوق في سطحيته ومزاجيته كل أعراف المواطنه السليمة و ثوابت الشعور القومي الصحيحه في أبعادها الأشورية .
عجبي يزداد, وأنا لست بالقومي الذي يمكن أن تصفونه بالأومتنايا ,لكن الذي أقرأه يزيد من خيبتي أكثر , بالأخص حين أسمع او أقرأ ل سياسيين أو محامين في هكذا مناصب حزبية سياسية(قوميه وطنيه ), وهم يصرّون في تعويلهم على مشروع الأخر سواء كان قومي عروبي او كردي مناطقي او مشروع ديني شيعي او سني , وأقل ما يمكن قوله بحق هذه المشاريع اليوم هو بأن الشكوك قد باتت تحوم حول مصداقية مثل هذه المشاريع ونواياها , ليس فقط من قبل العراقيين فحسب ,لكن شعوب المنطقة وحكوماتها لها نفس الموقف , لا بل حتى المحتل/المحرر وهو صاحب القرار, نسمعه اليوم و نرى كم هو متذبذب في قرارات قبول او عدم قبول الفيدرالية والأقاليم على محمل الجد وهي قد باتت جدا واضحة لأبسط الناس , ونيّات الأميركان المعلنه أصبحت واضحة وهم يلوّحون بوجوب حل البرلمان وتجميد الدستور الدائم لمده سنتين او ربما أكثر بعد تشكيل الحكومة الشبه العسكريه الجديده المزمع تشكيلها و التي سيطلق عليها حكومة إنقاذ وطني كي تكون مهامها فرض الامن وتوفير الخدمات ثم التهيئه لإنتخابات برلمان جديد وكتابة دستور جديد,,,,وأمور أخرى, وتأتي الأخت ضاربة عرض الحائط كل هذه المتغيرات المتوقعه لتفرض علينا أشورياّ ووطنيا مهمة العمل على دعم مشروع دولة كردية او إقليم كردي ولنضم قرانا في سهل نينوى اليه متحديّن في ذلك كل ما قيل و ما يقال وما يطرح من دون إعارة أي إعتبارات سياسية لما ستولده هذه التصريحات في خلق عداءات مستقبليه ما بيننا وبين بقية أطياف شعبنا العراقي عامة وبين قوميات وأديان أهل سهل نينوى!!! أليس هذا حشر الذات في أكثر الزوايا ضيقا ثم الإنتحار السياسي فيما بعده ؟ وإنّا غدا لناظره قريب.

ما بال الأخت المحاميه لو كانت بادرت و سخرّت من قدراتها القانونية ممزوجة بجهدها السياسي هذا كلّه في إظهار مدى إلتزام الحزب بمبادئه وبتطلعاته الأشورية قوميا ووطنيا من خلال سعيها في تثبيت أحقية الاشوريون (الكلدان الاشوريون السريان) دستوريا و في المطالبة بإستعادة كافة أراضيهم المستكرده إذن؟ أم يسخرّ الجهد فقط في إتجاه إستعادة ما تم تعريبه او فصله من أراضي ومدن( كردية )مثل كركوك ونينوى على حد قولكم !!!!؟ لماذا لا تتطالبين يا أختنا وأنتم الناشطة القومية الأشورية والحقوقية وعضوة في الكتب السياسي للحزب الاشوري الوطني بإدراج حق أبناء شعبك في إقامة أقليم اشور على اراضيه التاريخية مثلا؟, من شمال زاخو وربطه بمنطقة سهل نينوى؟؟ أم أننا قد بتنا من شدة التشرذم والتخبط نستلذ بالإنتقام من بعضنا البعض كي نحلل للأخر ما يستحرمه علينا تفاديا من حرماننا من بعض النعم؟

إنه الإنتحار السياسي بعينه حين يكون أسلوب التعامل مع قضيتنا بهذا الشكل من الإرتجالية ومن قصر في أفق النظر.

ختاما, أوّد التذكير للسيدة العزيزه , بأن قرى ومدن سهل نينوى: ألقوش وتللسقف وبندوايه ,وهكذا قره قوش وكرمليس وبرطله وشرفيه وباطنايا وباقوفه,,ومناطق الشبك والتركمان واليزيديون , لها أهلها وتاريخها وساكنيها ومناضليها الذين ناضلوا هم أيضا كعراقيين ضد الظلم الصدامي يوم كان البعض ينعمون في نواديه و قصوره ,كما قارعوا بأرواحهم كل أشكال الإنتهازية والشوفينيه ,وأعطوا من الشهادات ما لم يعطه اي شعب . فهل يعقلها أحد وبعد طوال سنين الظلم والذبح المزدوج أن يقبلوا بمشاريع نزواتيه و تصريحات مكتب سياسيه حزبيه كي يحرقوا فيها الأخضر مع اليابس؟ كلا والف كلا,,,,نجوم السماء أقرب إلي الذي يتاجر بنا وبتاريخنا يا إخوه ويا أخوات, لا تتسرعوا , المشورة ثم المشوره لترحموا أهلنا كي لا ينبذكم الحاضر ويلومكم التاريخ .

مع التقدير والإعتذار عن طول المقال.
Opinions