Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

أيها الشعب العراقي المنكوب خذ الزمام واصنع القدرَ!

20/9/2010
سبعة أشهر مرت على إجراء الانتخابات البرلمانية وما زال هذا البرلمان العتيد! عاجزاً عن عقد الجلسة الأولى لانتخاب رئيس له، وانتخاب رئيس الجمهورية، ورئيس الوزراء، وتشكيل الحكومة، ومازالت البلاد دون حكومة شرعية، ورئيس شرعي، وما زال قادة الكتل الذين انتخبتهم أنت بمحض إرادتك، ودون أن تأخذ العبرة من الانتخابات السابقة التي لم تجنِ منها سوى الدماء والدموع، وسوى ضياع ثروات البلاد التي جاوزت 300 مليار دولار على أيدي الفاسدين دون وازع من ضمير!!
أنك تدفع يومياً فاتورة كبرى لهذا التجاهل لمصالحك ومصالح الوطن من قبل المتصارعين على السلطة والثروة، تتمثل في إزهاق أرواح المئات من أبنائك الأبرياء، ومئات الجرحى والمعاقين كل يوم، وتدمير الممتلكات العامة والخاصة على أيدي هؤلاء القتلة المجرمين الذين يمثلون أدوات هذا الصراع الإجرامي المجنون، فلا قيمة عندهم لأرواح أبنائك، ما داموا يعيشون في أمان في المنطقة الخضراء التي تتمتع بحماية شديدة، وليذهب أبناؤك البررة إلى الجحيم.
المثل الشعبي المعروف يقول: {المرء لا يلدغ من جحر مرتين}، ولقد لدغت أيها الشعب العراقي المنكوب بحكامك، وبمن انتخبتهم ليمثلوك في البرلمان ثلاث مرات مع الأسف الشديد، دون أن يحققوا لك أبسط طموحاتك في العيش بسلام وأمان ، والحصول على الخدمات الضرورية التي لا يمكن الاستغناء عنها، وبودي أن أسألك يا شعبنا المغدور:
* ماذا تحقق لك على أيدي هؤلاء الذين انتخبتهم لثلاث مرات متتالية من حقوق وخدمات ضرورية؟

* هل حققوا لك ولأبنائك العيش بسلام وأمان، والتي تمثل أبسط حقوق الإنسان التي أقرتها الشرعة الدولية لحقوق الإنسان؟

* هل حققوا لك ولأبنائك العيش الكريم وأنت تعيش في بلد من أغنى بلدان لعالم، وهل سألتهم أين ذهبت المليارات الثلاثمائة ؟

* هل تمتعت أنت وأبنائك بطاقة كهربائية تقيكم قيض الصيف اللاهب ، وبرد
الشتاء القاسي.

* هل تشرب أنت وأبناك ماءاً صافياً خالياً من البكتريا والجراثيم، فلا تنال منكم الأمراض والأوبئة القاتلة؟

* هل تتلقى أنت وأبنائك العلاج الشافي والخدمات الجيدة في المستشفيات الرسمية، فلا تضطرون إلى اللجوء للمستشفيات الأهلية التي تستنزف كل مدخراتكم، وعلى حساب مستوى معيشتكم الأخذ بالتدهور يوماً بعد يوم؟

* هل حققوا لك ولأبنائك حلاً لمشكلة البطالة المستعصية، من خلال إعادة بناء البنية التحية الصناعية والزراعية القادرة على استيعاب جيش العاطلين، ومكافحة البطالة المقنعة التي أتخموا فيها أجهزة الدولة من الأحباب والمقربين؟

* هل أعادوا ترميم مشاريع الصرف الصحي، حيث باتت مياه الصرف الصحي التي تغطي الشوارع والطرقات في الأحياء السكنية مرتعاً خصباً للحشرات والمكروبات التي تسبب الأمراض والأوبئة لأبنائك؟

* هل تم إعادة ملايين المهجرين ضحايا الحرب الأهلية التي أشعلوها عامي 2006، و2007، تاركين مساكنهم وأعمالهم ووظائفهم بغية النجاة بأرواحهم
من طغيان أحزاب الإسلام السياسي بشقيه الشيعي والسني؟

*هل تحقق للوطن العزيز الاستقلال الحقيقي والسيادة الوطنية؟

* هل هذه هي الديمقراطية التي وعدنا بها المحتلون الأمريكان وسيدهم بوش؟

إلى متى أيها الشعب العراقي المهضوم الحقوق يستمر بك الحال؟ لقد طال صبرك ، وليس هناك شعاع نور في هذا النفق المظلم، ولا أمل يرتجى من هذا البرلمان الذي انتخبته ليمثلك، ولا بهذه الزعامات المتصارعة على السلطة والثروة، لتحقيق طموحاتك في الحرية والديمقراطية والحياة الكريمة التي تليق بالإنسان.
أنت أيها الشعب العراقي من صنعهم نواباً وزعامات ، وأنت من يستطيع سحب الثقة عنهم، بنضالك وكفاحك الذي عرفت به عبر التاريخ، فلتتوحد الجهود، وللتتشابك الأيادي لسائر مكونات شعبنا بكل قومياتهم وأديانهم وطوائفهم، ولتطلق صرختك المدوية بسحب الثقة بهم ، و حل هذا البرلمان، وتشكيل حكومة مستقلة عن سائر الكتل السياسية المتصارعة تأخذ على عاتقها إجراء انتخابات برلمانية جديدة، بعد تعديل قانون الانتخابات الجائر الذي جرى تفصيله على مقاسهم
الأمر بيد أبنائك أيها الشعب ، فأنت من صنع هذه الزعامات ، وأنت وحدك من يسحب الثقة بهم، والإتيان ببديل عنهم، ممن تجد فيهم الوطنية الصادقة والنزاهة، ويمتلك المؤهلات التي تؤهلهم لإنقاذ العراق وشعبه من هذا المأزق الحرج، فخذ أيها الشعب الزمامً، واصنع القدرَ.
Opinions