أيها المنظرون .. تقاعدوا
اجتمع كل من أعضاء الجسم يوما لتحديد من المسؤول عن الجسم ، فقال الدماغ : يجب أن أكون أنا مسؤولا لأني أفكر واعطي الايعازات لكل الجسم ، فاعترض القلب وقال أنا من هو المسؤول لاني أضخ الدم لكل الأعضاء ، وهنا زمجرت المعدة وقالت أنا من يجب أن أكون المسؤول لاني أجهز الدماغ والقلب معا !تذكرت هذا الحوار وأنا اقرأ واسمع عن الاحتفالات التي أقيمت بمناسبة ( 1نيسان ) في مدن الاغتراب التي يقيم فيها أبناء " الكلدان الآشوريين السريان " ، حيث علمنا بان احتفالات كبرى أقيمت " للكلدان " احتفالا بالسنة "7306 البابلية " كما أقيمت احتفالات أخرى " للآشوريين " احتفالا بالسنة " 6756 الآشورية " واحتفالات أخرى " للكلدان الآشوريين السريان " ولكن لم يحدد رقم السنة ! وربما هنالك احتفالات أخرى للسريان لم اسمع بها ربما أقيمت هنا وهناك وبأرقام أخرى !!
ومن خلال مشاهداتنا المتواضعة توصلنا كما توصل أليها الآلاف من أبناء " الكلدان الآشوريين السريان " إلى الحقيقة المرة التي لا يختلف حولها سوى" قصار النظر" بان هذا التمزق سببه " البعض " من جميع التسميات بدون استثناء و التي تنطوي تحتها جمعيات ومنتديات ونوادي والتي لا يتجاوز عدد كل " تسمية " عن عدد أصابع اليد الواحدة أو اكثر بقليل " طفيف " والذين يعتقدون بأنهم يمثلون هذه " التسميات ".
أن هؤلاء الذين استطاعوا أن يلغوا أي حوار وأي نقد واغلقوا كل النوافذ من اجل مقعد هزيل يتربعون عليه ! وغاب في ذهنهم انهم السبب في هذا التشرذم والتمزق قبل الاحتفالات وفي الاحتفالات وبعد الاحتفالات والتي يتأسف لها كل من يطمح بالوحدة ، أن هؤلاء اللاهثون خلف " الكراسي " و" حب الظهور" مازالوا متمسكون بإدارة هذه " الأكشاك " ومازالت " الإدارة " تنتقل من واحد إلى أخر بالتناوب ومصممون على ترويج أفكارهم لحساباتهم حتى لو كانت على حساب شعبهم و بدون السماح لأي " غريب " أن يدخل معهم ويعكر مزاجهم ويكشف المستور !
لا نريد أن نكرر هنا ما كتبه الكثيرين في المواقع الإلكترونية والصحافة عن السقوط الجماعي لكافة الذين اعتبروا أنفسهم " قيادي" الشعب ومنظريهم وخبراء ومنقبين في كافة أنواع التاريخ والجغرافية والمنطق والفلسفة من داخل أو خارج هذه " الأكشاك " و لا نريد أن نكرر كيف اسقط الشعب " قيادي " الفلتان الثقافي والتاريخي في زمن الغربة الرديء ، ولا نريد أن نكرر ونكرر ، لان " شعبنا " قد سئم مناظر اللعبة وتحريك الكراسي بين واحد واخر ، وقد ظهر للعيان فشلهم لأشهر فكيف إذا بقوا سنوات !! شعبنا يريد الاستفادة من تجارب المرحلة السابقة والخروج من النفق المظلم الذي أوجدوه أصحاب تلك " الأكشاك " المتحركة .
الكل يريد تصحيح مفهوم الوحدة ، والكل يطمح بالوحدة ، والكل يرغب بضخ دماء جديدة وابعاد العناصر التي لم تتمكن من توظيف دماء وحدوية قادرة على العمل والعطاء والتضحية لتكون قيادة المستقبل المخلصة .
حان ألان الوقت ليتقاعدوا هؤلاء " المنظرين " ويتفرغوا لمشاريعهم الخاصة وليمنحوا الفرصة للدماء الشابة الجديدة التي لا تعرف ولا تعترف " بنظام القرية " و " عمك وخالك " الذي يسيطر على اغلب" الأكشاك " التي يقال إنها " تعمل " ولكن بالاتجاه المعاكس .
إن حال أبناء ( الكلدان والآشوريين و السريان ) هو حال ( الدماغ والقلب والمعدة ) في حكايتنا أعلاه ، ونسال هل يستطيع أحد منهم أن يعمل بدون الثاني ! وكذلك في الجسم الواحد ( الكلدان الاشورين السريان ) ونتمعن باحتفالات الاول من نيسان ! ومن المسؤول عنها ! كل واحد يتهم الأخر ! ولكن الكل متهمون !
أن وطننا الجريح مازال جريحا بفعل الطائفية المقيتة ومازال ينزف دما بفعل الطائفية والمذهبية ويعيش صباحاته ومساءاته بجرائم التعصب فهل يرغب أصحاب " الأكشاك " أن نعيش تلك المساءات والصباحات في الغربة كما يعيشها شعبنا العراقي في الوطن .
اتركوا ضجيج الطائفية واتركوا الناس تختار لغة الحوار الهادئ ، اتركوا الناس بدون التوصيات وحان الوقت أيها المنظرون .... للتقاعد .