إحالة نائب على المعاش
كل موظف مصيره الى التقاعد ،شريطة أن يكون موظفا ،وفي كل العالم لايعد النائب في البرلمان موظفا حكوميا ليشمل بقانون التقاعد الذي يستفيد منه الموظفون ، وهو في الغالب ممثل مؤقت لمجموعة من المواطنين ، وقد ينوب عن مدينته ، أو حزبه ، أو طائفته ، أو قوميته .
تشتعل صفحات الفيسبوك ومواقع تواصل أخرى وفي برامج الإذاعات والقنوات الفضائية ومواقع الأنترنت بتعليقات ومشاركات ومقالات وأحاديث ونكات ودعوات كلها تنادي بعدم منح النواب في البرلمان العراقي رواتب تقاعدية بعد إنتهاء الدورة البرلمانية التي تمتد لأربعة اعوام كاملة يتنعم فيه المواطن العراقي المحظوظ بوصوله الى هذا المنصب الرفيع بكل المزايا التي يحصل عليها أي من مرتادي منتجع تامبا في فلوريدا أو في جزر هاواي والكناري وسواها من منتجعات اعدت لصالح عباد الله الصالحين، ولعلي ان لااحسد نائبا في البرلمان على ماآتاه الله من فضله ويمكن لي توصيف حالة البرلماني العراقي بطريقة ميسرة يفهمها كل ذي لب وكل مصغ وواع بمايجري في البلاد وعلى العباد ولتقريب الصورة الى ذهن المحتجين على هذه الغمتيازات ..
النائب العراقي مواطن خدمه الحظ ، أو الصدفة ، ووصل الى مرتبة متقدمة حصل منها على أموال ورواتب ومخصصات وبايسكلات وسفرات وإمتيازات لايحصل عليها أي نباش في مزابل النهروان ، أو الباوية وحي النصر شرق بغداد ، ولاحتى من قضى نصف عمره ينبش في مزابل التاجي ،وفي توصيف أكثر سهولة ، فحين يتزوج أو يقرر شاب ما يقطن قرية بائسة في ضواحي العاصمة أن يقترن بفتاة فإنه سيفكر حتما لعيونها ولعيون والدتها وإكراما لأصحابه الفرحين ولصديقات العروس بحفل غير تقليدي ،وسيفكر في قضاء أول ليلة بأحد الفنادق الراقية التي لايقترب منها سوى المترفون والأغنياء ،وهذا يعني تدبير مبلغ لابأس فيه لتلبية متطلبات الفندق والخدمات التي يوفرها لليلة ، أو ليليتين . يسبق ذلك تحضير سيارة فارهة وماأكثر السيارات الفارهة في العراق ،ووليمة فاخرة يتوفر فيها مالذ وطاب من طعام وشراب ووووو .
السياسة جعلت لأهل الحظ وللمتملقين وللذين يقدمون خدمات طيبة لقياداتهم ،أو الذين يثبتون ولاءا لاتوفره الزوجة المخلصة لزوجها غير المخلص ،بالطبع فإن الواحد منهم سيكون مرشحا ليكون مرشحا عن هذا الحزب أو ذاك في أقرب إنتخابات تجريها المفوضية المستقلة ويكون عضوا في مجلس النواب ليحقق لوطنه مايعجز عنه السياسيون الكبار والعلماء الأعلام والمهندسين والأطباء والتقنيين وخبراء الإقتصاد !!!!!
في الواقع إن البرلماني هو كما وصفناه في البداية ممثل عن الشعب ولديه بالتأكيد وظيفة يتقاضى عنها راتبا شهريا ، وسيكون عليه التقاعد في سن قانونية ويتلقى راتبا تقاعديا ،وهذا يتطلب من مؤسسات الدولة التشريعية والتنفيذية الإلتفات إليه ليعود النائب الى وظيفته الأولى التي كان مرتبطا بها قبل أن يتم تنصيبه في البرلمان . وبس.