Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

إذا كان هنالك من يشتريني بفلس واحد فأنا معروض للبيع منذ الأن .

هل انت من ضحايا الهجرة والنزوح . أو هل تعرف أحد هؤلاء . هل دخلت يوما إلى هذا النفق المظلم وأستنشقت رائحته العفنة . هل ستعدني بأن أخطاء الكثيرين من التي ستسمع عنها الأن وفيما بعد ستكون عبرة لك لكي لا تقع في نفس الخطأ . تعال معي إلى حيث القذارة بكل انواعها , إلى المرارة , إلى سوء الطالع , إلى المجهول الذي أدخلتنا فيه الهجرة والحالة الأقتصادية السيئة للكثير من العراقيين . تعال معي وقيم الثمن الذي دفعه الآلاف من أبناء جلدتي . هل كان ما اشتريناه يستحق كل ذلك السعر الباهض ؟

أنا واثق بأنني الأن أتكلم عنك أو عن أحد أفراد أسرتك , عني وعن الكثير من أفراد أسرتي أيضا . عن أبي الذي قضى طوال عمره في بناء منزلين كبيرين للأسف لم يتنعم بالعيش في أحدهما والأسباب كثيرة . عن أبوك عن أخوك عن تلك العوائل والشبان الذين أختفوا في البحر بين تركيا واليونان أو كوبا وأمريكا أو اندونيسيا وأستراليا . عن الحالة الأقتصادية التي أوصلنا اليها صدام وحروبه مع أمريكا وغيرها وجعلتنا نبحث عن طريق أو فسحة للهرب من واقعنا المؤلم ومأسينا الكارثية. نحن مسيحي العراق المعروفون بحبنا للحياة الأجتماعية وللمناسبات التي كان أجدادنا يقضونها مع بعض أحيانا لعدة أيام وليس مجرد ساعات . من الذي اوصل الأباء إلى قرارات صعبة تجعلهم يوجهون أبنائهم في أحيان كثيرة نحو الهلاك. ومن الذي قسم مجتمعاتنا إلى مقيمين لا حول لهم ولا قوة يعملون ليل نهار في سبيل رغيف اليوم وأخرين يأتون من هولندا وكاليفورنا والسويد وسدني وأكثرهم لا يستحق أن نسميه رقما في معادلة التقييم الأنسانية . بل في الكثير من الحالات تجد هؤلاء يحملون أفكارا وعقدا هستيرية وجنونية أو مظاهر سطحية وروحا أنانية تجعل منه مجرد حيوان وليس أنسان . هو كذلك كل من تسول نفسه له أن يذهب للعراق ويتفاخر بحياته وطرازه الغربي وينطق ببضع كلمات حتى لو كان ينطقها بشكل خاطيء .كنت في السابق للأسف أظن انه يثبت لنا نجاحه ولكنه كان يغطي الفشل ولم أعرف ذلك ألا باختبار تلك الحياة بنفسي ولا أجروء لكي أقول لأحدهم لا تقترب من النار لأن الجميع متلهفون ويقولون كما كنت أقول في السابق . يحق لنا أيضا أن نختبر ونجرب وبعدها سنحكم . هنا في بواطن المجتمع وحيث يعث السوس خرابا . هنا في سدني وأمريكا وغيرها ليست أفضل منها, ضحايا الهجرة بالآلاف واكثرهم للأسف نساء وأطفال . هنا وهناك فتيات بعمر الزهور ملائكة لم يملكن خيار الرفض أمام طارق الباب حتى لو كان مجرد حثالة ولا يحمل في رأسه سوى سلة مهملات وليس عقلا . قلن نعم وأخترن من أجسادهن ذبائح يومية تقدم قربانا لعوائلهن في العراق . لا يعرفن معنى الأبتسامة وفي كل يوم يدفعن الثمن دموعا وتضحيات ولا سيما الكثير منهن أصبحن أمهات أو مطلقات أو متروكات او مهجورات أو يعشن مع أزواجهن فقط من أجل المحافظة على ما تبقى من الصورة التقليدية للحياة الأجتماعية . عواصم وحواضر الغرب يزدحمن بالكثير من أبنائنا وبناتنا المتفاجئون بالحياة التي توقعوها وأكثرهم يقول لا تستحق حياتي التي أعيشها اليوم ما دفعت من ثمن باهض . وللأسف ما زال مجتمعنا الشرقي كما هو لا يرحم المرأة ولا يتوانى عن أهانتها بمناسبة أو بدون فقط لأنها لم تستطيع أن تتحمل بعد أن عاشت مع أحدهم لسنوات دون أن يكون أختيارها . أو لأنها أستيقظت بعد أن أستجلبها أحد الأنانيين وأستغلها في العمل ليل نهار كبقرة حلوب تعمل وتأتي له بالمال وتقوم بكامل واجباته المنزلية لأنه هو أصلا قرر أن يتزوج لكي يرتاح قليلا وليس من أجل التفكير في أمر الزوجة وما لها من حقوق . فقبل أن يتزوج كان منفتحا على الملذات مغتنما لكل الفرص ولديه بدل العشيقة ثلاث وأربع , ففي الغرب ليست سوى مكالمة هاتفية كفيلة بجر الخطوط بين الغرائز ومد السكك بين الضفتين حتى لو كان لبضعة ثوان . هنا في هذه الدول وللأسف يوجد الكثير والكثير من شباننا السطحيين , المتخلفين , المتزمتين , والمتعصبين . رغم كونهم يعيشون في مجتمعات سليمة وطبيعية جدا . هؤلاء المرضى النفسيون ومختلوا العقل ومسلوبوا الأرادة يذهبون للعراق ويختارون البنات تماما كما قال لي احدهم كشراء البطيخة فتراه لا يستحق سنتا واحدا وياخذ مني ومن أمثالي ما كان أسشتحقاقي وبجدارة وتلحق به الضحية فرحة جدا بالمصوغات الذهبية التي أشتراها دون أن تلاحظ أسنانه التي من الممكن جدا ان تكون مركبة وليست طبيعية وتقبله بشغف فهو من سيخلصها من جحيم العراق وينقلها تماما كسندريلا إلى عالم ما وراء البحار المليء بالملذات . لتصدم بعد أن تصل هناك بانها أختارت . أما مجرد فاشل ماديا وعليها البدء من الصفر أو الفاشل عقليا وأنسانيا وهنا الخطورة الأكبر لأن الكثير من الفتيات ليس لديهن أية خبرة في التعامل مع مجانين في دول العباقرة . فتراها مسجونة في بيت وعوائد اجتماعية مع بضعة اطفال قدموا خطأ , تقدم جسدها في كل يوم ضحية لوحش يغتصبها . أو قد لا يابه لوجودها أصلا في البيت . لا بل يعاملها تماما كالأريكة أو أي قطعة أثاث اخرى في البيت . لأن تلك العراقية البائسة ليست سوى خادمة أستقدمها لكي يرتاح أو عبدة , عليها أن تصغي وتطيع فقط فهو لا يستطيع أن يفعل ذلك بواحدة نشات في نفس دولته .

صرخة أطلقها وأعبر بها عن كل الرسائل التي وصلتني طالبة مني أن أكتب عن هذا الموضوع وعن الكثير من الحالات التي عايشتها بأم عيني ولا زلت شاهدا عليها . عن فتيات قدمن عقود من حياتهن في أنتظار الأقتران من حيوان بشري أو أخريات كن ضحايا عنف من يذهب ليسكر ويعربد ويخسر أمواله في البوكر والملاهي . كلام أطلقه عن لسان أمهات قلن لي ليت الله يقبل أن نعيد الأطفال مرة أخرى لكنا فعلنا .عن الكثيرات اللواتي لم يستطعن اللعب بنفس الطريقة القذرة التي لعب بها أزواجهن. ولم يستسهلن العيش مع صديق يلبي رغباتهن الجنسية تماما كما يفعل أزواجهن .

وأذا لم تصدق وتقتنع بعد فابحث جيدا في زوايا بيتك وعائلتك الكبيرة فانا واثق بانك ستجد واحدة . وسؤال واحد أطرحه على كل من أختار العيش في دول تكفل حقوق الأنسان وتحترمه . وذهب بعيدا عن أسلوب تلك الدول وأختار أن يستقدم اخرين إلى مخدعه ويلوث حياتهم أيضا .

ولا زالت الكثير من تلك الحالات تجد صعوبات فائقة في البقاء في مجتمعاتنا المجرمة التي لا ترحم المراة وتقذفها دائما الى ضفة الممنوع والشبهات واذا كان هناك من صوت يعلو في أتجاه الحد من مأسي أخواننا الصغار واخواتنا أينما كانوا . حتى لو كانت بكلمة حق تقولها لتوقف قتل الفقراء في بلدي وجلبهم إلى مجزرة الجنة الموعودة فلا تبخل بها وقلها علنا وحاول نشرها لأن الفقر لللأسف بخس من أسعارنا ورخص من قيمتنا ليأتي من لا قيمة له ويشترينا . وإذا كان ذلك بسلطة أو قلم او , منبر أو جماعة , حشد أو مظاهرة , أي شيء تستطيع فعله لوقف تلك المجازر فأنا منذ اليوم معروض للبيع دعما لكل فكرة ولكل مجهود تحاول ان تبذله في هذا الأتجاه.



عصام سليمان – تلكيف .

Assyrian_publisher@yahoo.com

Sydney – Australia

Opinions