إشتقت لصباحاتك الندية يا غزة
إشتقت لصباحات غزة ،كنت ابدأ بها نهاري كل يوم قبل ثلاث سنوات ،كنت أكتبها في موقع كلنا غزة الذي توقف العمل به لأسباب أجهلها،كنت أحتسي قهوتي ،مع صباحات غزة ،وهي صابرة صامدة،تحت وابل من نيران القنابل والطائرات الحربية التي كانت تقصف المدينة والأحياء السكنية المأهولة بالسكان ،كنت أعيش واقع غزة ،وأنا هنا في الخليج ،ومع إرتفاع حرارة الجو هنا بالإمارات ،كانت حرارة مشاعري ترتفع أكثر حبا وعشقا لغزة وأهلها الصامدين ،هذا الجزء من فلسطين النابض بالحياة بالحرية بقوة الصبر وجمال الصمود ،كنت وما زلت ارى في غزة ،إختزال الأزمنة والحضارات والثقافات ،بصورة الشيء الأقوى الأضعف ،السهل الممتنع ،المبكي المضحك ،وأقول في أعماقي ما أروعك يا غزة ،يا رمز العزة ،يا من سطرت قصص البطولة بصمود غير متكرر في هذا الزمن الصعب ،كنت حينها أشعر بالفخر بأهلي وأحبتي في غزة ،وما زلت أقول بصوت عال ،كم أحبكم أيها الشعب الصامد الصابر الأجمل والأحلى والأروع في التضحية والفداء ،بدم الشهداء ،وحزن الآرامل ،وحسرة الأمهات ،أقول لكم أحبكم ،ما زلت أعيش على صدى تلك الآجواء الماضية ،المختلطة بالمرارة ومازالت ، وأنا قابعة أترقب اليوم الذي نكسر فيه الحصار سوية بالحجارة بالكلمة بالصبر ،بالإيمان بالله العظيم بأن النصر قادم لا محالة ،ما زلت أنتظر ،ماذا سيحدث في غزة ،بعد تلك الحرب الضارية قبل ثلاث سنوات ،وبعد قمع أساطول الحرية التي تعرضت للهجوم من الصهاينة ، وبعد منعها من كسر الحصار ،وبعد الدمار وإستمار الإعمار للديار ،ما زالت غزة الرمز ،عروسا فلسطينية عذراء ،لم يدنسها اليهود ،هي مدينة الصمود الطاهرة من فلسطين الحبيبة ،مدينة حرة لم يطأها اليهود ولن يقدروا بإذن الله ،ولن يتجرؤوا ،ستبقى الجزء الحر من فلسطيننا المحتلة ،ستبقين حرة يا غزة بإذن الله ،أيتها الفلسطينية الغزية العذرية من رحم غزة الرمز والقوة،غزة النبلاء والشرفاء الأعزاء ،يا ايقونةالعشق الفلسطينية ،يا من ولدت نساؤها أنبل الرجال ،وأفرزت نوعا خاصا من جنس حواء ،بصمودهن وبمن أنجبن من الرجال الرجال ،الذين غاب أمثالهم في هذا الزمان ،عصر المادة والتقنيات العالية بعيدا عن الحب الحقيقي والإنسانية .ما أروعك يا غزة
أيتها العروس العذراء القوية
الأرض الطاهرة الطيبة
أيتها الرائعة
كم أنا تواقة لعناق يجمعني مع أمهات الشهداء
مع النساء الآرامل الباسلات
صباحك نور وضياء يا غزة
يا من أنجبت النخبة من البشر الاشداء
يا من علمت أبناءك الحب بكل الألوان
كم أعشق صباحاتك
كم أنا مشتاقة لك يا غزة
لأخبار ثوارك وحكاية أسفارك
قصص البسالة والتضحية
قصص القوة والرجولة
قصص الطفولة الخارقة
وقصص الشباب وعنفوانهم الآخاذ
صباح الخير يا غزة
يا غضة يا لقمة هنية
مع بعض مقبلات وأسماك من بحرك الطهور
صباح المش والكشك والطرشي الحار مع الزعرور
يا غزة يا رائعة المدن الفلسطينية
يا أبية يا رمز حرية
صباحك ومساؤك وكل أوقاتك خير وعزة
سحر حمزة
9يناير 2012
Sahar Hamzah
Journalist Editor
United Arab Emirates