إعدام في ساحة التحرير
أنها لحظة تاريخية تتطلب إجراءات حاسمة ومواقف جريئة وشجاعة ، لقد تنازل الطالباني عن صلاحياته وتراجع عن اتخاذ قرار تاريخي بتوقيعه لائحة إعدام المجرمين القتلة المدانين بجريمة إبادة جماعية وعملية قذرة عنوانها الكبير مجزرة عرس الدجيل والتي لا تقل بشاعتها عن مذابح التاريخ الكبرى التي ارتكبتها العصابات الصهيونية والنازية والفاشية .إن رئيس الجمهورية جلال الطالباني الذي تراجع عن توقيع الإعدام بحق الطاغية صدام حسين لا يستغرب منه إن يمتنع هذه المرة وفاءا لتعهداته للمنظمة الاشتراكية الدولية التي كان مخلصا لها ولم يكن وفيا لدم الشهداء في الأنفال وحلبجة وكل الدماء الطاهرة التي سقطت على ارض العراق بفعل جرائم النظام المقبور وأخيرا ولست آخرا واقعة عرس الدجيل .
ولعل القدر هو الذي سيمنح خضير الخزاعي نائب رئيس الجمهورية المختلف على منصبه إن يلعب دورا تاريخيا مشرقا حين سيجرأ ويضع توقيعه على حكم إعدام هذه الزمرة الجبانة من الذئاب البشرية التي دنست بجريمتها النكراء ارض العراق بل تاريخ البشرية جمعاء ، ويكفي للخزاعي هذا العمل موقفا مشرفا مثل ما يكفي للمالكي توقيعه على إعدام صدام .
ولذا فان الجماهير التي خرجت إلى ساحة التحرير في جمعة القصاص تنادي الخزاعي وتقول له وقع ولا تتراجع فان هذا التوقيع سيكون سيفا بوجه الإرهاب وتتويجا لك لهذا الموقع الجديد لاسيما إن الرئيس لا يريد إن يمارس صلاحياته حتى لو كانت لردع الإرهاب والثار للمجازر والاقتصاص من المجرمين .
ولا يكفينا التوقيع على إعدام هذه الزمرة المجرمة ولولا التزامنا بمبادئ الديمقراطية والنهج السلمي والمدني لكان مطلبنا الثاني وهو مطلب جماهيري إن تعلق جثث هذه الذئاب في ساحة التحرير لكننا نمتنع عن ذلك لأنه ليس من شيم الأحرار التمثيل بجثث الجبناء القتلة ونكتفي بالقصاص العادل .
ولكننا أيضا نطالب البرلمان بتكريم كل أولئك الشجعان الذين توصلوا لكشف الحقيقة والقبض على الجناة وقبل هذا وذاك يجب إن يعاد الاعتبار وتعوض الدولة بطريقة مجزية اسر الضحايا وتعدهم من شهداء الحرية ويخصص البرلمان جلسة لردع الإرهاب وتكريم الضحايا مثل ما يخصص جلساته لقضايا اقل أهمية مثل جلسته الأخيرة عن منع التدخين في الأماكن العامة فهل الإرهاب اقل خطورة من التدخين .
firashamdani@yahoo.com