إغتيال تدريسي يفجر غضباً بين طلبة كلية الإعلام
زمان:بدت ملامح الحزن والغضب واضحة علي وجوه اساتذة وطلبة كلية الاعلام، الذين وصفوا حادث اغتيال استاذ الاعلام الدولي عبد الرزاق النعاس علي ايدي مجهولين اول امس بـ(المأساوي وخسارة جديدة تضاف الي سجل الخسارات العلمية التي تلتهم مستقبل العراق)، منتقدين في الوقت نفسه استمرار صمت وتجاهل قادة الاحزاب السياسية ورجال الدين وممثلي منظمات المجتمع المدني (لمسؤولياتهم الوطنية في ادانة مثل تلك التصرفات والضغط باتجاه فتح تحقيقات عاجلة وتقديم الجناة الي القضاء كي ينالوا عقابهم العادل ازاء ما اقترفوه من افعال اقل ما يقال عنها بانها اجرامية)، مشددين علي أهمية (اتخاذ اي اجراء من شأنه ان يحفظ للاستاذ الجامعي مكانته وهيبته بعيدا عن دائرة الاقصاء والتهميش علي اساس خلفياتهم السياسية والطائفية والقومية). ضرورة تأمين الحماية وأكد الطلبة والتدريسيون الذين طلبوا عدم الكشف عن اسمائهم لـ(الزمان) ضرورة (تأمين الحماية اللازمة للكفاءات والعقول العراقية بوصفها ثروة وطنية وفرض عقوبات صارمة علي كل من يحاول انتهاك المعايير الاخلاقية والقانونية، فضلا علي افراغ الجامعات من مظاهر التحزب والنأي بها عن التناحرات السياسية). وقال الطالب ع.ع. ان مما لاشك فيه ان (أي اعتداء علي استاذ جامعي هو بمثابة محاولة لاستهداف حاضر العراق ومستقبله الذي نأمل ان يكون بلدا تتبادل فيه الاراء ووجهات النظر من دون أي خوف لاننا عانينا كثيرا من الكبت والقهر في حقبة الدكتاتورية)، مضيفا (نحن ندين هذه الاعتداءات وعمليات التصفية القسرية التي لا تخلف سوي الدمار والخراب فخسارة اساتذة الجامعات تعني حرمان اجيال كاملة من حقوقها في التعلم)، داعيا الي ضرورة (خلق مناخات آمنة للكفاءات العلمية بعيدا عن الاجواء المشحونة المليئة بالقلق والحذر). وشدد أ.ب علي أهمية (تفعيل التعليمات والضوابط الجامعية لمنع وقوع مثل تلك الانتهاكات والاعتداءات غير المسوغة واجراء تحقيقات سريعة وملموسة بشأنها فضلا علي توفير الحماية الكافية للاستاذ الجامعي من خلال تهيئة حراس شخصيين لان الظروف الامنية التي يمر بها العراق تقتضي فعل كل شيء من اجل الحفاظ علي ثرواته)، مؤكدا ضرورة (تغيير الحرس الجامعي الذي لم يحرك ساكنا ازاء هذه الاعتداءات، اذ سبق وان تعرض استاذ جامعي الي اعتداء بالضرب من قبل مجهولين داخل الحرم الجامعي واليوم يتكرر هذا الاعتداء بالتصفية الجسدية لاستاذ الاعلام الدولي عبد الرزاق النعاس من دون ان يكون لهذا الحرس اي دور مشرف). دور الاستاذ الجامعي وقال اساتذة وتدريسيون في كلية الاعلام ان (الاستاذ الجامعي يقوم بدور حيوي وفعال في انشاء مجتمع واع ومثقف يساعد الجميع في تحقيق طموحاتهم وللاساتذة رأي كبير ومؤثر في صنع القرارات والنهوض بالبلاد من النواحي الاقتصادية والأمنية وهذا ما نلاحظه في دول العالم التي تولي اهتمامات خاصة للتدريسيين فأي تظاهرة يقوم بها الاساتذة تجاه قضية ما تحرج الحكومات القائمة ومن شأنها أن تحشد الرأي العام والجماهير لاتخاذ مواقف معينة تجاه القضية ومن الناحية الاكاديمية يكون رأي الاستاذ محترما ومستقلا غير خاضع للانتماءات الحزبية والطائفية التي قد لا تعجب بعض الجهات فتعمد الي تهويل وتضخيم هذه التصريحات واستغلال العاطفة والمعتقدات الدينية للاعتداء علي الاساتذة وهذا ما يتعارض مع القيم الاخلاقية والديمقراطية واحترام الرأي والرأي الاخر الذي نادت به بعض الجهات من دون تطبيق علي ارض الواقع في المجتمع العراقي) موضحين ان (انقلاب الاوضاع الامنية القي بظلاله الثقيلة علي المؤسسات المستقلة البعيدة عن الاجواء السياسية وجاءت الاعتداءات كجزء من مشكلة الامن وصعوبة فرض واحترام القانون الذي يجب ان يكون حازما ويسري علي جميع مفاصل الدولة)، مشيرين الي (ضرورة لجوء جميع الاطراف والجهات الي لغة الحوار والقانون في حال وجود مخالفات او طعون مع الادلة المقنعة فالمتهم بريء حتي تثبت ادانته وعدم الخضوع او الاستماع الي الاقاويل والشائعات التي تعبث بالمجتمع العراقي ونحن في هذه الظروف الراهنة بأمس الحاجة الي لملمة الجراح والتكاتف ونبذ جميع مظاهر التخلف والعصيان). مؤكدين (خطورة الموقف الذي يهدد بأقصاء الكفاءات العلمية ويدفع الي هجرة العقول العراقية التي ستجد من يحتضنها في الخارج ويوفر لها الدعم المادي والعيش الكريم)، مضيفين أن (كرامة النفس هي اثمن شيء لدي الانسان ولاسيما التدريسي ومتي ما تعرضت كرامته الي الخدش فأنه من الصعوبة ان يمارس عمله بصورة طبيعية) منتقدين في الوقت نفسه رئاسة جامعة بغداد التي لم تتخذ أية اجراءات ملموسة باتجاه استبعاد الاحزاب ونشاطاتها من حرم الجامعة)، مشيرين الي ان استهداف الكفاءات العراقية يعد بمثابة رصاصة في قلب مستقبل العراق وحاضره). وقال الدكتور عبد المجيد حمزة الناصر رئيس قسم الاشارف والتقويم العلمي في وزارة التعليم العالي والبحث العلمي لـ(الزمان) ان (الوزارة تتابع الموقف بشكل يومي مع جامعة بغدا وننتظر من اللجنة التي شكلتها للوقوف علي ملابسات الحادث واعطائنا نتائج التحقيق) مضيفا ان (سياسة الوزارة تؤكد ضرورة احترام قدسية الحرم الجامعي ونأيها عن جميع مظاهر الانحياز لأية جهة او حزب او طائفة)، مشيرا أن من الضرورة ان تتنحي الامور السياسية والآراء الشخصية بعيدا عن الحرم الجامعي وان تصان تعليمات الوزارة التي تشدد علي الحفاظ علي المسيرة العلمية ونهضتها). اعتداء مرفوضوأكد الناصر (في حال وجود أية تجاوزات يتوجب اللجوء الي اتخاذ الاجراءات القانونية الاصولية لمحاسبة كل من تثبت اساءته) واوضح ان (الاعتداء الذي تعرض له الدكتور النعاس مرفوض بشدة وتحت أي مسوغ فيما اذا ثبت فعلا حصول تجاوز معين من قبله فهناك منافذ وقنوات رسمية يفترض اللجوء إليها).
واوضح اننا (نطلب من الاساتذة والملاكات التدريسية أن لا يتطرقوا داخل الحرم الجامعي الي الامور السياسية والافكار والآراء الشخصية وكل ما من شأنه التأثـير في انســـــيابية العملية العلمية). وكان وزير التعليم العالي والبحث العلمي د. سامي المظفر قد أكد في وقت سابق ان (الجامعات حرم آمن ينبغي للجميع احترامه والنأي به عن جميع اشكال الصراعات والخلافات القائمة وقال المظفر لدي استقباله معاوني عميد كلية الاعلام في جامعة بغداد ورؤساء الاقسام فيها أن (من مصلحة الجميع الحفاظ علي الجامعات وإبقائها بعيدة عن التجاذبات والصراعات السياسية والحزبية والعرقية والطائفية لتنصرف لأداء مهماتها التربوية والعلمية وترسيخ الانتماء الوطني والاسهام في بناء العراق) مشددا علي ضرورة (التمسك بالثوابت والقيم العلمية والاكاديمية والتربوية وارثنا الديني والحضاري التي طالما أكدت أهمية دور الاستاذ وضرورة التعامل معه بما يستحق من احترام وتقدير) مشيرا الي ان (الاعتداء علي الاستاذ الجامعي يعد امرا مرفوضا تماما وخطاً أحمر لا ينبغي تجاوزه او السكوت عنه). ورفض المظفر (تسييس الجامعات وزجها في صراعات طالما حرصت الوزارة وغالبية القوي الوطنية الشريفة علي الابتعاد عنها حفاظا علي المؤسسات التعليمية الوطنية ودورها الحيوي في بناء مجتمع متحضر وواع،ورفضت في الوقت نفسه قيام بعض التدريسيين بتناول امور لا تعنيهم ولا تدخل في صلب مناهجهم الدراسية حاثا التدريسيين علي ان يكونوا قدوة حسنة لابنائهم من الطلبة) مؤكدا ان (الوزارة جادة في التحقيق بالحادث المؤسف الذي تعرض له احد التدريسيين في كلية الاعلام).