إقرار كردي بالمسؤولية عن أخطاء وجرائم بحق المسيحيين
18/12/2008شبكة اخبار نركال/NNN/السليمانية/ هيوا عزيز /
في كلمة ألقيت نيابة عن طالباني في مؤتمر الأدباء السريان في السليمانية.
أكد ملا بختيار العضو العامل في المكتب السياسي والناطق الرسمي باسم حزب الاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة الرئيس العراقي جلال طالباني، أن الكرد وحدهم يتحملون القسط الاكبر من المسؤولية التاريخية عن الاخطاء والجرائم التي ارتكبت في بعض الفترات المظلمة بحق ابناء الطائفة السريانية ومعتنقي الديانة المسيحية في كردستان وفي مقدمتها مقتل «المار شمعون» على يد الثائر الكردي سمكو شكاك ومن قبلها مسلسل التعسف والاضطهاد الذي مارسه بحق المسيحيين الامير الكردي مير بدرخان ابان عهد امارته البدرخانية، على حد تعبيره.
وأضاف بختيار في كلمة ارتجالية ألقاها باسم طالباني في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الخامس للأدباء والكتاب السريان الذي انطلقت اعماله صباح أمس في مدينة السليمانية بإقليم كردستان العراق، أن مساحات التوافق والتعايش السلمي المشترك بين السريان والكلدوآشوريين من جهة وبين اخوانهم الاكراد من جهة ثانية هي اكبر من فجوات الخلاف الصغيرة التي عجزت حتى الآن عن إفساد تلك العلاقة الوطيدة التي وصفها بالتاريخية والعريقة. وقال «بالرغم من كل الجهود والمساعي التي بذلتها الانظمة السابقة التي حكمت بلادنا لإذابة الثقافات السريانية والكردية وممارسة الصهر القومي ضد أبناء هذين الشعبين، إلا انهما ظلا متمسكين بتراثيهما وثقافتيهما ولغتيهما وأدبياتهما وبقيا صامدين على أرضهما كردستان فيما اندحرت تلك الأنظمة ومعهم أعداء الشعبين اللذين ما برحا يبنيان هذا الوطن».
وأقر بختيار بأن للسريان والمسيحيين بشكل عام أفضالا ومواقف مشرفة تجاه الشعب الكردي لعل ابرزها الموقف التاريخي الذي أبداه احد المسيحيين في تركيا بمنحه جواز سفره الخاص الى زعيم الامة الكردية الشيخ عبيد الله النهري عشية انهيار ثورته اوائل القرن التاسع عشر وفراره الى اسطنبول، كي يساعده على الرحيل عن تركيا باتجاه منطقة رضائية في ايران بسلام.
واستطرد يقول «لقد كانت الكنيسة المسيحية اول مكان كشف فيه الزعيم النهري عن هويته الحقيقية حيث تولى المار شمعون حمايته لأيام، وقبل ان يغادر الى منطقة شمزينان في الجزء الشمالي من كردستان بصحبة مسلحين مسيحيين، ألقى خطابه الشهير في تلك الكنيسة، بحسب ما هو مدون في الوثائق البريطانية، اكد فيه على اهمية الاخوة الكردية ـ السريانية، وقال ان مصير هذين الشعبين مشترك وينبغي مواصلة النضال من اجل الانعتاق». وكان المؤتمر الخامس لاتحاد الادباء والكتاب الســريان قد بدأ اعماله صباح أمس تحت رعاية الرئيس جلال طالباني بمشاركة العشرات من الادباء الســريان والعرب والاكراد، ومن المقرر ان يستمر ثلاثــة ايــام. وفي ختام الجلسة الصباحية كرم المؤتمر نخبة من اوائل الكتاب والأدباء السريان بوسام الأدب السرياني ومن بينهم اقرام عيسى وشموئيل يوحنا ويوسف فوزي وبشير متي وآخرون. كما قدم ملا بختيار هدايا تذكارية الى نخبة من الادباء والكتاب السريان. ومن المقرر ان يناقش المؤتمر الذي يشارك فيه اكثر من 40 اديبا وكاتبا سريانيا وعلى مدى ثلاثة ايام، سلسلة من البحوث والدراسات والمحاضرات في مختلف المجالات المتعلقة بالثقافة السريانية من شعر وأدب ورواية وأبحاث وغيرها.
جدير ذكره، أن اتحاد الأدباء السريان كان قد تأسس عام 1973 وكان الأديب الراحل إفرام جرجيس أول من تولى رئاسة الاتحاد الذي تم دمجه سنة 1982 مع الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق وسمي بالمكتب السرياني في الاتحاد، لكن المكتب ألغي سنة 1993 ثم أصبح الاتحاد فرعا من فروع الاتحاد العام للأدباء والكتاب اعتبارا من شهر (آب) من سنة 2003.
http://asharqalawsat.com/details.asp?section=4&issueno=10975&article=498972&feature=