Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

إلى أنظار السيـد محافظ نينوى المحترم

الساده رئيس وأعضاء مجلس محافظة نينوى المحترمون

في السابع من آذاريــُــقبــِلُ العراقيون على إستثمار إحدى إستحقاقات الديمقراطية التي تمهد لهم إنتخاب ممثليهم البرلمانيين لأربعة سنوات مقبلة والأمل يحذوهم الى تحقيق ما أخفق فيه الذين سبقوهم , , والكلام عن محافظة نينوى ذي شجون , حيث شهدت هذه المدينة ما شهدته هي وتوابعها من فوضى في غياب سلطة القانون , مما تسبب في تهجير ونزوح عشرات الألوف من مختلف مكونات المدينة , الألاف منهم تركوا كل شئ وراءهم وعبروا الحدود بإتجاه سوريا وتركيا وألوف أخرى ما زالت في النواحي والقرى المتاخمة تعاني كضم إبعادها عن اماكن سكناها وصعوبة تمشية أمورها المعاشية , سواء بسبب السكن و غياب فرص مواصلةتعليم أولادهم وفقدان وظائفهم , لهذا نتمنى ونقول يفترض ان تكون إحدى أولويات أجندتكم يا سيادة المحافظ ومجلس المحافظة هي تركيزكم على تشجيع هؤلاء النازحين للعودة وتأمين الرعاية لكل عائد دون تمييز , يحتاج ذلك الى برمجة طريقة عادلة تضمن الرجوع الآمن لهؤلاء الضحايا الهاربين من القتل والتهديد يوم لجأوا الى ضواحي المدينة في اقضية ونواحي وقرى المنطقة .

الحديث عن الإنتخابات كمحطة شروع برحلة تكميلية يراد منها التطوير والتحسين , يتطلب إنجاحها توفير أجواء ملائمة لمشاركة كافة أبناء الموصل في عموم جغرافية المحافظة , وهو شأن يجرنا إلى موضوعة دور إدارة المحافظة و قدرات سلطاتها المحلية على بسط ظروف أمنيه تطمئن المواطنين وتحفزهم على الذهاب إلى صناديق الإقتراع .

إنكم يا سيادة المحافظ ويا مجلس المحافظة أعرف من غيركم بما خلــّفته تجاذبات التحزبات الإثنية والمذهبية من تأثير سلبي على علاقات المجتمع الموصللي والمدن التابعة للمحافظة , وهي مشكلة يتطلب معالجتها جهدا حثيثا في السعي النزيه الى نشر ثقافة نبذ التخندقات الدينية والعرقية, يتم ذلك من خلال تبــّني النهج الوطني الصريح في تعاملكم مع جميع ابناء المحافظة بغض النظر عن هوية المواطن القومية والدينية, يكفينا ماجرى من قتل وإختطاف وتهجير على الهوية , لقد أدرك الناس اليوم بأنه لم يعد فرض عروبية او كردوية او تركمانية او اشورية المدينة خيارا ً يصلح لضمان حق كافة ابناء المدينة في العيش الكريم الهادئ , فكمايفترض ببغداد كمدينة عراقية يعيش فيها كل الطيف العراقي تحت ظل قانون وطني يشمل الجميع, نأمل ان يكون الحال هكذا ايضا في الموصل التي يعيش في كنفها من جميع الأعراق والأديان .

عن طموحنا في سير الأنتخابات نقول: ما أجمل أن تنزل الملصقات الدعائية الإنتخابية وهي تتنافس ليس على إعتبارات قومية ولا دينية لتحصر الآخرفي خانة الخصم أو المتصارع معه على الهوية , بل ستكون جميلة حين تنزل تحت مظلة تنافسية وطنية تضع الجميع أمام مسؤولية إعادة عفاف لحمة المجتمع وتحقيق العيش الكريم لكل من يعيش على تلك الأرض دون تفريق او تمييز.

نتمنى منكم بكل صدق ومحبة وطنية أن تضعوا خدمة المواطن في حدقات العيون وأن تحثوا الجميع على نبذ كل ما يسئ للعلاقات الإجتماعية,كما نتمنى ان تنحصر مهام الشرطي الذي يرتدي البزة الموحدة فقط في كيفية حماية المشاركين في الإنتخابات وليس في التحريض ضد قائمة دون أخرى, لأن المواطن بحاجة الى ان يشعر بأن صوته محترم و مهم حين يتمتع بحق إختيارالذي يرى فيه الممثل والخادم المخلص في تحقيق أمنياته وليس تحقيق مكسب لهذا الحزب على حساب ذاك .

إن أقضية ونواحي وقرى المحافظة عانت من الإهمال عقودا طويلة بسبب الحواجز التي كانت تفرضها فلسفة الأحزاب القومية والدينية على مهام وواجبات مسؤولي الإدارة المحلية للمحافظة,فمن ناحية العمران و توفيرالخدمات وبناء المستشفيات والمدارس والجامعات ورياض الأطفال والنوادي الرياضية والإجتماعية , لم يكن لهذه القرى والنواحي والاقضية أية تخصيصات من خطط وميزانيات الدولة إلا الندر القليل ,العراقيون عموما يتطلعون اليوم ومن ضمنهم أهالي محافظة نينوى إلى إزاحة تلك العوازل و فك تلك الحصارات التي فرضتها السلطات المسـيـّسه على فرص تطوير هذه الوحدات الإدارية وخدمة أهاليها المحرومين , في ذلك فقط يمكن أن تتحقق مصداقية المسؤول وشعاراته التي يطرحها أثناء ترشيحه أو ما بعد إنتخابه .
لتكن الأعوام الاربعة المقبلة بعد إجراء الإنتخابات , أعوام العمل الدؤوب وتقديم الخدمات من خلال إشراك كافة الطاقات عبر تحقيق الشراكة الوطنية الحقيقية التي تبنى عليها آمال المواطن حيثما يعيش ومن أي طائفة كان او دين .

الوطن والشعب من وراء القصد



Opinions