إلى الأستاذ محمود عثمان:العراقيون أصيبوا بخيبة أمل حيال سياسة حكومتنا وأحزابها,لأنّ للأمريكان أجندتهم
في لقاء مع الاستاذ محمود عثمان على أحدى القنوات الإذاعيه صرّح قائلا بأن العراقيون أصيبوا بخيبة أمل حيال سياسة الأمريكان, وعجبي يا أستاذ عثمان يزداد حين تعتبر نفسك من الساسه الذين بنوا أمال شعبهم على المحتل, لذا أرجو ان يتسّع صدركم لي كي أدلو بما لدي تجاهكم وتجاه تصريحاتكم ألتي يسودها الكثير من التناقضات ومن عدم المصداقيه في طريقة طرحها.ينتابني شعور من اليأس , وأنا أتابع ما يدور منذ أن أقدم الأميركان على إحتلال العراق بحجةالإطاحة بنظام صدام حسين, شعوري هذا ليست فقط بسبب إحتلال بلدي الذي أعتبره إهانة لي ولشعبي, لكن مساعي سياسييّنا ومحاولاتهم الدعائيه المبكرّه شكلّت السبب الأساسي في حال يأسي , لقد غرقوا في توهيمنا بأنهم وهم في كامل وعيهم يدركون مقالب المحتل وألاعيبه ألتي لابّد من التعامل معها على أساس كونها واقع او شر لابد منه , ومن تعبير كلمة (التعامل) وتفسيرها سياسيا, نستنتج بأن الحزب او الكتله البرلمانيه الكبيره ألتي ينتمي إليها الأستاذ محمود عثمان كانت ومن معها من الكتل السياسيه الكبيره الأخرى ألتي تعاونت مع قوات التحالف من أجل الإطاحه بصدام قد دخلت منذ الأيام الأولى بتسابق وصراع فيما بينها من أجل تحقيق الغنيمه الدسمه و تتوسّم من ذلك إحلال نفسها محل القوي المتسلّط على شعبه عبر إرضاء المحتل وقنص كل ما تستطيع أن تقتنصه كمربح و مكسب حزبي و طائفي .
كما يعلم القاصي والداني بأنّ ألذي أنجز خطوة الإطاحة بالنظام عسكريا هم الأميركان وقوات دوليه متحالفه معهم, و كتل المعارضة السياسيه العراقيه كانت الزاحفة وراء أرتال القطعات العسكريه الأمريكيه , وهذا ليس نيلا أو إنتقاصا من شأن الأحزاب والكتل المعارضه لصدام إلاّ حينما سعت مُجهِزةً في إستباحة نهب وسلب بنى تحتيه عديده وتهريبها أو حين إستحوذت لا شرعيا على العمارات والقصور لجعلها مقرّات سياسية ومكاتب عسكريه لنشرها في المدن والأقضيه والنواحي كخطوه لفرض سياستها ورفع أعلامها الطائفية دون الإهتمام أو التفكير في ضرورة التخطيط الجماعي من أجل معالجة حقيقية لواقع سياسي مستجد يستوجب الإنتباه إليه والحذر من تعقيداته ألتي ستعود بالكوارث على الشعب العراقي بكامله.
السؤال الذي أستهل تعليقي به لأوجهه للأٍستاذ محمود عثمان هو بالتكرّم في الإجابه وهو السياسي القديم المعروف ليدلّنا على مكامن مصداقية حزبه او كتلته, والسؤال نفسه موجه إلى الكتله الشيعيه بأحزابها الرئيسيه, وعن مكامن تمحور دورهم السياسي الإيجابي في تمكين العراقيين من تجاوز المرحلة المشار إليها أثناء وما بعد سقوط الصنم!! لأضيف متساءلا ً: ألم يكن أول عمل إيجابي قمتم به( بحسب منظوركم ) هو التورّط في نشر الميليشيات المسلّحه بمختلف هوياتها حيثما كان الطريق سالكا للإسراع في رفع أعلام أحزابكم القوميه والمذهبيه في مدن وقرى لا يتواجد فيها نفر كردي و احد وهكذا أعلام شيعيه وحوزويه غطّت معالم المدن وشوارعها !هل كنتم فعلا تجهلون سبب صمت الأمريكان حينها ؟ أم كنتم تعلمون لكنّكم تصرّون على نهجكم ؟
بالمناسبه كنت في أحد مقالاتي من المبكرّين ألذين أشاروا إلى تبعات هذه الممارسه الإستفزازيه ألتي من شأنها أن تثير نقمة الكثيرين علاوة على مردوداتها السلبية اللاحقه وطنيا ودوليا وحتى في سلبية تأثيرها على سمعة البيشمركه والمجاميع المسلحة الأخرى كميليشيات بدر وجيش المهدي و القدس و ميليشيات احمد الجلبي ,,,,,والخ !!
على الأستاذ محمود عثمان لو تكرّم علينا توضيح هذا الأمر لنا ليشرح بصراحة فيما إذا كان الذنب هوفعلا ذنب سياسة الأمريكان الذين تقول عنهم أليوم مستغربا بأنهم أي الأمريكان قد خيبوا العراقيون في سياستهم الملتويه , هل الأمريكان هم الذين فرضوا عليكم واقع إجتياح مدن وقرى ورفع اعلامكم القوميه والدينيه والمذهبيه؟ ؟ أم كان جزء هام من همّ أحزابكم وشغلها الشاغل هو إستغلال الفوضى الذي ورّطكم فعلا عبر ميلشياتكم في مهمّة شفط كل ما يصادفها من غنائم و إستحكامات متناسين بأن عيون الشعب(وحتى الأمريكان) موجهة إليكم تراقبكم وتترقب منكم الأمان والإخلاص وشعبكم يعاني من وضع مرتبك وخطير وكأنها فرصتكم الوحيده التي سوف لن تتكرر!!
ألم يفترض بكم يا ساستنا المناضلون وحضرتكم أحدهم يا أستاذنا الفاضل دكتور محمود عثمان , أنتم الذين يطيبكم تسمية أنفسكم طائفيا ب (عربا وأكراد وبس)( سنة وشيعه وبس) أن تتصرفوا في حينها سياسيا وعسكريا , دينيا وأخلاقيا بأكثر حكمه ومسؤوليه و بنفس أكثر إنساني و بحس أكثر وطني مع أخذ مسألة قوات الإحتلال وسياستها التوريطيه بالحسبان ؟ ألم تكن طفراتكم الماراثونيه هذه دلاله أو إشاره سلبيهمن مجموع إشارات عديده أخرى سجلّت ضدكم من قبل الشعب والقوات الأجنبيه وهي التي من شأنها أن تبعث ألخيبه فينا نحن العراقيون منذ الساعات الأولىوليس المحتل الذي أعلن عن نفسه بأنه محتل منذ الساعات الأولى! ؟ أيّ أمل في بسط الأمن والإستقرار زرعتم يا أستاذ كي تعفوا أنفسكم من خيبة شعبنا اليوم وبعد أربع سنوات في كل ما فعلتموه ؟ وبأي حق تصرحون اليوم بأنّ العراقيون خائبون من سياسة المحتل ؟ ومن منّا كان يتأمل الخير في جعب المحتل سواكم ؟نعم كنّا نعيش أملنا فيكم و في أمانتكم بعد سقوط النظام, لكنكم لم تحفظوا الأمانه وسوف لم يغفركم الشعب .
إنها ممارساتكم وكتلكم الطائفيه هي بمثابة الغيمه ألتي ستنزل الحالوب والحجر في عز الصيف؟ نعم حين كنتم ولا زلتم في مخططاتكم السياسية تعوّلون على التراخي مع مشاريع المحتل وعلى حساب الناس المساكين و هضم حقوق الاقليات العرقية والدينيه وفي تهميشها حيث حللتم وحيثما ألقيتم بخطاباتكم الرنانه وفي نفس الوقت كنتم تتهافتون نحو عتبات قصور المحتل من أجل تحقيق ما في مخيلّتكم من أحلام كان الكثيرون من العراقيين يحذورن من مغبّة إنجرافكم فيها وفي سياسة التوريط التي يخططها وينفذها الأميركان في نفخ القِرَب والكروش ألتي سرعان ما سيثقبها أصبع الأمريكي بنفسه حالما تحين الساعه لتلقي بعموم شعبنا ومقدراته بأيدي الأمريكان, وها نحن اليوم ومن دون أن نشمت بكم , فأنتم دمنا ولحمنا , ولكننّا ها نحن اليوم فعلا قد ضيعّنا لحانا بين حانا ومانا .
في ضمن تصريحاتكم المتعدده ألتي يغلب عليها تناقض الطرح والتصورات يا أستاذ محمود عثمان و هكذا رفاقكم الأخرين في الكتل الأخرى وانا أسمعها وأتابعها, لم أسمع فيها يوما ما أيّ مدلول أو إشارة لأي إهتمام جاد في وضع مصلحة المواطنه العراقيه وكيفية بناء الأسس الصحيحه للعلاقات الداخليه ما بين أبناء الشعب العراقي لكي تكون من ضمن أولويات برامجكم كي تواجهون بها الأمريكان حين الوقوع في أي مأزق , فتارة أصبحتم تنتقدون الكتلة الكرديه التي أنتم منها وتطالبونها بالإنسحاب من حكومة المالكي كي يتبعها على الفور تصريح من أحد الأحزاب الكرديه المتكتلّه يفنّد فيه ما تطالبونه و معتبرا تصريحك أمر شخصي يتعلق بك لا أكثر, وفي مكان أخر تقيم الدنيا و تشعلها نارا في دفاعك عن الحزب الكردي التركي( پكك) ثم تحث وتطالب الحكومة العراقيه لتورطها في الرد على تدخلات الأتراك في أراضي الأقليم فيما تتجاهل مصير شعبنا العراقي في محنته اليوميه و مصير الأكراد المساكين بشكل خاص أمام تغطيتكم على تواجد عناصر الحزب العمالي الكردي التركي ألذي تدركون جيدا بأنه مدروج من ضمن قائمة المنظمات الإرهابيه حسب العرف الامريكي.
نعم يا أٍستاذ عثمان , تصريحات كروكر ستزعجكم بالتأكيد , ولكنني أنا أتألم أيضا لكم حين تكونون وضعتم أنفسكم في هذه الزاويه الضيقه, وما بالكم في اللاحق من التصريحات والتقارير التي ستصدر رسميا في سيبتيمبر؟ ستكون كالصاعق عليكم وعلى الكثيرين من دون أي شك , ولو طلبتم مني قول شيئ بالمناسبة فسأقولها لكن دون شماتة والله, بأنكم وسياسيينا الأغلبيه قد إبتلعتم الطعم (((you swallowed the hook ))كما يقول المثل الإنكليزي, ولا خيار لكم إلا الإعتذار والجلوس جانبا فيما لو سمح لكم الشعب بذلك.