Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

إن كان سوادنا على الرمال يكتب , من ذا الذي سينقش على الحجر (1)

حلقه رقم1

يحكى عن شقيقين ( ضاري و ساري) أنهما خرجا يوما للصيد سوية ً في الصحراء , وبينما كانا يتحدثان خلال مشيهما حصلت مشادة كلاميه أوصلت ساري في لحظة إنفعال الى صفع شقيقه الأكبر ضاري , حزن ضاري وتألم كثيرا من تصرف أخيه ,لكنه لم يردعليه ببنت شفه, فقط إكتفى بالكتابة على الرمل: اليوم شقيقي وحبيبي الأصغر ضربني على وجهي.
واصل الشقيقان مسيرهما بصمت بحثا عن طريده يصطادونها وإذا بواحة ماء أغرت الإثنين للسباحة والإغتسال فيها, وبينما كانا يسبحان, إنغمست ساق ضاري في أطيان الغرين ,سارع ساري وأنقذه من غرقه ,و بعد ان إستعاد المسكين أنفاسه إنكب على صخرة قريبه منه ونقش عليها:
اليوم شقيقي وحبيبي الأصغر أنقذني من الغرق.
إندهش ساري مما رآه فراح يتساءل:
يا أخي الكبير يا ضاري :
أنا جدا حزين ونادم على تصرفي القاسي تجاهك حين صفعتك على وجهك ,لكنني سعيد جدا لاني أنقذتك من الغرق , ولكن أرجو منك ان تشرح لي ما معنى أنك
عندما ضربتك على وجهك كتبتَ ذلك على الرمال وواصلت المشي معي ساكتا , وعندما أنقذتك من الغرق رحت تحفر على الصخر مبتسما, لماذا فعلت ذلك؟
رد عليه ضاري: أخي وعزيزي ساري, حين تأتي الأذية من الشقيق او الصديق , علــّمتنا الحياة أن نكتبها على الرمال كي يسهل على رياح المحبة والتسامح محوها, بينما عندما يأتيك منه المعروف , فعليك نقش ذلك على الصخر كي لا تمحوه الرياح مهما عتت .
إن الذي يفتخر بمحبته لأهله وحرصه عليهم ,لا يقوى عوده بتزامطه على أهله وإهانتهم في شدتهم , بل يعلو شأنه كلما سما بأخلاقه وتسامح مع ناسه بقدر إدعائه, ورب سائل يتساءل, أليس في هذا التساهل والتسامح تثقيل على طرف دون آخر؟ بالتأكيد لا يطيق الحمل الثقيل إلا المتواضعون الذين يعنون ما يقولون ويعون ما يد ّعون, أما الذي إستعبده غروره لحد الإنكسار والإفلاس, فله في ضاري نموذجا عله يشفيه من أمراضه .
بحسب ضاري, ليس عيبا ً أن يخطأ الانسان مادام في داخله رغبة التصحيح والتقويم , لكن العيب كل العيب فيمن يخطأ ويستنكف التعلم من صحيح الآخرين, وهكذا يبقى الفشل مرافقه طالمافضل العيش مع فوضى أخطائه ومعاندا على تكرارها .
هذه كانت مقدمه متواضعه يمكن إعتبارها بمثابة حافزا للذات المرتبكه لمكاشفة عوراتها ومعالجة أخطاءها كي يسهل تواصلها مع أهلها , نقول ذلك خصيصا لبعض كتابنا (الكلدواشورين السريان) ممن يجد في إهانة أهله إشباعا لرغباته .
الوطن والشعب من وراء القصد,,,,,,,,,,,,,,,,, يتبع

Opinions