Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

إن كانت حناجر شعبنا بالوحدة تزمجرُ عـَلامَ بعشق الواوات أو بهـَجرِها نــُزمـِـّر ؟

أزاء ما يجري بحق شعبنا في العراق , أجازَ البعض لحرف الواو بـَــسطـ َ سقمه على منطق العقل وسيل القلم دون إكتراثهم بأن الســُخريه ستكون محصول الكلمة وصداها , أما لو كانت مشاكل شعبنا قد حــُلت ولم يبقى سوى حسم موضوع استخدام حرف الواو ,فالمسألة فيها وجهة نظر أخرى , ولكن من خلال متابعة كتابات مَن لا مشروع له عدا التشبث بذيل الواو أو هجرانها ,فلا مجال للسكوت على من يضاجع هذا الحرف قياما وقعودا على سرير أشلاء شعبنا أو يتغزل بفتنته وهجائه وكأنه عصا موسى التي تتبدد بسحرها مصائب شعبنا الكلدواشوري السرياني .

ان الجهد الذي يتناسى مآسي شعبنا ويختزل حلها في إبقاء الواوات التي لا أزعم اننا بدونها سنجتمع ونتوحد , ففي كلتا الحالتين , لن يكون هذا الجهد أرحم من البكتيريا التي تقتات على خلايا جسد أشبه بجسد هذه الأمه المسكينه, فقد أصبحت هذه الواو(المعجزه) عقدة عصية الشفاء عند بعض مثقفينا أضيفت الى فوبيا (زوعا) التي ما إنفكت طيلة هذه السنين تتلقى طعنات خناجرهم بمناسبة وبدونها , دون تحقيق اي هدف سوى إرباك هذه الأمه وإحباط أبنائها الرابضين على ارض ٍيلتهمها سعير نار تكفي لحرق أمم وشعوب عن بكرة أبيها,وحين التنويه عن عواقب فعلتهم يصرّون على صب الزيت على نار داخليه أضرمتها خطابات أقرانهم المتطرفين التي نبذها أهلنا ورفضوا دعاتها بكل قوه حين قالوا بعلو صوتهم نعم للموحـِدين, إذن لــِمَ كل هذا التباكي على الواو أو حذفها ؟ وهل فيها ما يسعف الغريق في محنته ليسلم على جلده ويبقى على أرضه؟

الحقيقه المؤلمه هي أن هذا الصنف من الأقلام قد يبدع لكن إبداعه في تسويق الشاذ من الافكار قد فاق حدود المعقول لدرجة قد توصلهم أو أوصلتهم فعلا الى تخوم التنديد بكل مفيد وبنــّاء لصالح شعبنا , إذن لا غرابة إن بلغ الأمر بهم حد التشكيك بمقررات مؤتمر بغداد أوكتوبرعام 2003 ومقترح التسمية السياسية (الكلدواشوريه) التي أجمعت عليها نخبنا أنذاك , فكيف الإستغراب إن طال عبثهم حدود التنكيل حتى برؤى كوادرشعبنا الشيوعيين و تحوير نصوص و مضامين مقررات الحزب الشيوعي العراقي ومؤتمراته الوطنيه التي أجمعت على إقرارالتسميه السياسية التي تعيننا على تجاوز أزماتنا الداخليه المتجدده.

بعد هذه المقدمه , أعود لأعرب عن خيبتي من رد (السيد) ناصر عجمايا الذي تلقيته حول موضوعه يفترض انها أهم وأسمى من أن يتم تسويفها في جمل وعبارات لا تنسجم والحوار المتمدن , مما أوحى لي وللقارئ ايضا, بأن ضعف تجاوبه مع المعلومة ونقص درايته لأصول الحوار قد سحبه الى دهليز الإستخفاف بالأخر ثم الخروج عن جوهر الموضوع , إذ يقول من ضمن ما قاله موجها كلامه لي: ( من قال لك ولأمثالك ,,,,؟) و(أين الخلل يا توسا؟) دون أن يكلف الاخ نفسه الإقتراب من الأسلوب المهذب الذي خاطبت به طروحاته وليس شخصه.

على أية حال , طالما الهدف (بالنسبة لي على الاقل) هو محاولة الوصول الى الحقيقه التي منها نستنبط المفيد , فالتشكي والعتاب لا يغني ولن يسمن ولا يستحق ملئ الاسطر وحشو الكلام , لذا أكتفي بترك الباقي لحلم القارئ .

ألمهم يا سيد ناصر,إن الفرق بيني وبينك ,هو انني حين وجدت في مقالكم ما يستوجب الإشاده به أو نقد فحواه الفكري بعيدا عن الشخصنه , خاطبتكم بكل هدوء وإحترام كما لاحظتم وهكذا القارئ , ولم أتعنى في كلمتي الطعن أو إسداء النصائح لكم ولم أطالبكم بالإعتذار لأي طرف لان ذلك شأنك وانت مسؤول عنه , كان جل ّ هدفي مناقشة مصداقية علاقة قضيتنا القوميه وآفاق الدفاع عنها في أدبيات الحزب الشيوعي ووثائقه المتعلقة بمصيرنا ,لذا فإن الدخول المقبول الى مناقشات حواريه مفيده لن يتحقق بالتشنج والارتباك, ولا يمكن ان تحسمه تسويقات التهم و بطلان الإدعاءات كقولكم باني قد ألغيت هويتي القومية ويتوجب عليّ الإعتذار وما إلى ذلك , وكأني أنا القائل وليس الأخ أبو باز, أو كأني أنا الذي صاغ التسمية(كلدواشوري) وليس قرارالحزب الشيوعي العراقي في مؤتمراته , ألا ترى يا سيد عجمايا أن في أسلوبك الكثير من التجني وهو تهرب واضح من اهمية مناقشة ما تم نقله عن أكثر من مصدر وليس عن ما قلته انا لتخرج علي بالنصائح والتهم التي لا تعنيني لا من قريب ولا من بعيد لأني لست بحاجة أليها في موضوعه هي أرفع واسمى في نظري ونظر القارئ.

عوده الى ما حواه ردكم من تناقضات سادت معظم أسطره , فتارة تزعم المطالبة بالوحدةوذلك شئ جميل , لكنك تارة أخرى تريد حلا للمشكلة التي لا يمكن فضها بمطالبة الإعتذار لمحبي التسمية الكلدانية ولا لعشاق التسمية الأشورية او السريانية, ولانك شيوعيا كما أفهم من كلامك, لم أكن اتمنى أن تأخذك حمية التعصب الى درجة التأرجح في حججك ما بين التشكيك لحد التنكيل بالشيوعي الذي أوصى بأستخدام التسمية السياسية(كلدواشور) التي تجمعنا والذي أوشكتم في عنوان مقال ردكم على إتهامه وأتهام حزبه هو الآخر بأشورة بلاد الرافدين ثم تختمها بإسداء النصائح لي ولغيري بالإعتذار, هل من أي منطق في هذا الطرح؟ .

أما خلطكم الأكثر جلاء ً, فهو بين ما ورد في النظام الداخلي للحزب الشيوعي العراقي الذي مر على صياغته أكثر من سبعة عقود , وبين ما تم إتخاذه في مؤتمراته اللاحقه من مقررات وتوصيات تصحيحية تصب لصالح مستقبل شعبنا, كمقترح التسمية الذي تنعته بالتسمية الهجينية القطاريه للاشوريين والمتأشورين , هذا الخلط قد جعلك تناقض نفسك بنفسك وفيه أرجعت حالك الى المربع الطائفي (الذي لا يرى في الدنيا وألوانها الا العتمة) , ألا تحس وكأنك قد نصبت نفسك قاض متحزب(متحازب دينيا) لتدين النضال المشترك الذي يخوضه أبناء قومك المتكاتفين بغض النظر عن المسمى الذين يعملون تحته( متجاوزين أمراض الماضي التي اصابت هذه الأمه, متقدمين نحو المستقبل بفكر ونشاط عالي) من أجل مواصلة العيش والبقاء على أرض الآباء والأجداد,( علما أن هذه النزعه النضاليه الفتيه و المتميزه هي طبيعيه وإنسانيه وهي وحدها المؤهله لفهم الفعل المادي لتطور المجتمع.....), وفي نفس الوقت تغض الطرف عن أن الشيوعييون في مؤتمراتهم المتتاليه هم من تبنى هذه التسميه السياسيه التوحيديه عن فهم ووعي عميقين إنطلاقا من أنها ضرورة ملحه لمعالجة تركات العهود التي فرضت علينا وما زالت تعبث في شخصيتنا القومية وتمحيها من الوجود .

كي لا ابتعد عن مفردة المصداقيه التي حاولتم أن تجاروها بإستعانتكم بمصطلحات وأدبيات الأحزاب الشيوعية العالميه والعراقيه, أراكم مرة أخرى ومن شدة إنفعالكم تناقضون طرحكم بشكل أحزنني ولا اقول أضحكني, فتارة بعد الأتفاق على ان ما يطرا من متغيرات في نظرة وأدبيات مؤتمرات الحزب الشيوعي العراقي هو في محصلته يشكل حاجه تتطلبها حركة التاريخ والتي أتفق فيها مائة بالمائه , نراكم في مكان آخر تفندون وتنتقدون إقدام الحزب وكوادره الكلدواشوريه بسبب تبنيهم التسمية التوحيديه على اساس انها وبحسب رأيكم لا تشكل مطلبا شعبيا ثم تسألني ( أين الخلل يا توسا؟؟) , وأنا أسألكم ( لكن اخلاقي تحتم علي إستخدام كلمة سيد في مخاطبة اي إنسان مهما كان وضعه) , أسألكم يا سيد عجمايا, كيف يكون الخلط ؟ إن خلطكم في التقييم قد اضاع عليكم المشيتين خاصة وأنتم تشيدون هنا بفكر الوحدة وفي مكان آخر تمتدحون بالمثل ورود الواو في تسميتنا في نظام الحزب الداخلي الذي مر عليه عقود, ثم في النهاية تعودون وتنتقدون الحزب ومنتسبيه لمجرد إقدامهم في مؤتمراتهم الوطنيه على إجراء تصحيحات أيديولوجيه / لغويه على تسميتنا , على ماذا إعتمدتم في نقدكم ومديحكم للحزب إذن؟ أليس على معيارية رفع الواو وإبقائها ؟ في حين تقولون في مكان آخر في معرض ردكم على مقالي, تقولون بأنكم تؤمنون بأن الأمور تتحرك وتتغير حسب متطلبات شعبنا مستندا على النظرية الماركسية الحية والمتجدده كما تصفونها من اجل معالجة الأمور, أذن اين يكمن الخلل؟ هل في النظرية الماركيسيه نفسها أم في وعي روادها الأوائل من ابناء شعبنا ؟ أم في طرائق تفكير المدعين بالماركسيه .

خلاصة كلامي, أنا شخصيا يؤسفني القول بأني لا أعتقد أنكم قد أفدتمونا بشيئ ولا حتى إستطعتم في عنائكم أن تسعفوا حالكم في الدفاع عن مسالة أنا أصلا لم أعد أفهمها من شدة الخلط ولم أعد أفهم اي صالح تنشدون لابناء شعبنا في العراق, لذا عند هذا النوع من المحطات, أرى الأفضل بعد طلب المعذرة من القارئ , مغادرتي لهذه المحطه بكل تواضع مكتفيا بما قلته , وأعدكم كما أعد القارئ بأني سادرس موضوع إعتذاري لكن ليس قبل أن أحدد لمن سيكون هذا الإعتذار ولماذا , لاني على يقين بانك في مطالبتك إياي بالأعتذار لم تصب من الحقيقة شيئ سوى حقك في قول ما تريده لكنك أخفقت فيما يتوجب قوله,والحكم متروك للقارئ .

الوطن والشعب وراء القصد


Opinions