Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

إنكشفت عوراتنا في صراحة الكونغرس

ما أطلقه الكونغرس الأمريكي اليوم ليس بأمر غريب علينا , لأنّ سياسة الأميركان في العراق طيلة أيام فترة الأربع وخمسون شهرا إلماضيه تمحورت بالتحديد حول كيفية توزيع المهام على أدواتها هذه المرّه و إحكام تحريك قطعها الشطرنجيه على لوحة ٍ مساحتها تغطّي أرض العراق العصيه ألتي تمّ فيها دحر العديد من محاولات أسلاف الأميركان .

ليت إثارة فكرة بناء عراق فيدرالي ديمقراطي كانت حقيقيه وحسنة النوايا , وهل من نظام أجمل من النظام الفيدرالي ؟ لكن الذي يسوّق لنا اليوم مشروع كهذا كأنه يريد أن يستغبينا بأن الفوضى العارمه ستولد لنا أو يفترض ان يكون حلّ أزمتها نظاما فيدراليا يحمي حقوق الجميع ,لا يا سادتي, ثقافة الذبح والتفجير والتهجيروالخطف والصراعات الطائفيه ودو المليشيات في الإستحواذ على أراضي وأملاك الغير ونهب أموال الدوله من قبل مسؤوليها ,هذه ليست شروط إقرار إقامة النظام الفيدرالي الذي يدعونه, وبالمناسبة الكونغرس طرح مشروع تقسيم وليس فيدرالي , وعلى الحكماء أن يفقهوا ما وراء هذا الطرح وفي هذه الظروف ,لأنّ ما يسود الشارع العراقي الأن لا يشكل أيّ عامل مشجع حتى للتكلّم عن مشروع لتطبيع الأوضاع , فكيف لنا بفرضها فيدرالية حته وحده؟؟؟ هل خلت الكره الأرضيه من تجارب بناء الفيدراليات وكيفية إتمام تحقيقها حتى نتخذها منموذجا يحتذى به ؟ أم أن تجاهلنا بلغ حده في تغافل ضرورة توافر أضعف ما يمكن من الأرضيه الإجتماعية المناسبه لطرح المشروع على الاقل ؟
ربّما يصيبنا العجب من أننّا لم نشهد منذ غزو الأميركان للعراق ولحد اليوم لأي 24 ساعة متواصله من أمن وإستقرار إجتماعي أو ضمان خدماتي , و عجبنا سرعان ما سيزول لو عرفنا مالذي أراده السياسي/العسكري الأمريكي وشيوخ كونغرسه من غزوهم للعراق , لقد أصبحنا جميعنا نسمع الأمريكي ونشهده الأن وهو يؤكد بنفسه علنا ً ليكشف عن ما أخفاه من نوايا لم تكن تخفى على العراقيين , ورغم كل الحجج والشعارات التي أسندها بوثائقه الباهته لتبرير غزو العراق, ها هو اليوم يكشف حقيقته دون اية رتوش ,وما يقوله بوش كردة فعل على ا لكونغرس لا يشكل تلك الأهمية ألتي يمكن التعويل عليها في رفض قرار الكونغرس أو من أجل إحداث تغيير في خطوط سياسة الأميركان العريضه , وقرار الكونغرس يعرّي بقوّه وبشكل مباشر ليس فقط بوش من أجل جعله ضحية لسياسة الكونغريس ونواياهم التاريخية , لا بل الفضيحة ستطال حتى سذاجة الذين صمّوا أذانهم وغوّشوا عيونهم ثمّ إرتضوا لأجسادهم متعة قيلولة ٍ تحت ظلال قامات المحتلين .

الكونغرس, مؤسسسه أمريكيه يشكّل العنصر اليهودي الصهيوني ثقلها الأكبر, و ما يهم هذا الكونغرس هومستقبل أميركا عبر سياستها ألتي يرسمها العقل اليهودي التوراتي وهو في صراع مع القوى الخيّره من المجتمع الأمريكي المعتدل , سياسة ًعُرِفَ عنها بانها إعتمدت فنيّا ًفي توسيع سلطانها على دعم فكرة بناء كيان أسمه إسرائيل و الحفاظ على أمن وقوة هذا الكيان في مناطق تمتاز بتاريخ حضاراتها وفي غزارة موارد طاقاتها و بكثافة المسلمين فيها. إذن الكلام عن أنّ الأميركان هم بصدد خلق المنظومات الديمقراطيه في هذه البلدان , ومنها العراق, هو كلام لايقبله حتى المواطن الأمريكي نفسه, فكيف بسياسييّنا العراقيين قبوله إللّهم إلا الذين يعتبرونه فرصة لتحقيق حلم أوهامهم .


قرار الكونغريس المجحف ,و هو مجحف بحقنا كعراقيين , لكنه يحقق أمنية سياسية كبيره لصنّاع القرار الأمريكي, أمنيه لم يتمكنوا من تحقيقها في الماضي , وعدا أنّ القرار يستهدف وحدة شعب و كيان العراق, فهو في نفس الوقت سيعكس رسالة سلبيه إلى كافة شعوب المنطقه في الشرق الأوسط وحتى في أفريقيا, بأن يقبلوا بحاكميهم الديكتاتوريين ويبتعدوا عن التفكير في التحرر والديمقراطيه ألتي أصبح طريق الوصول إليها في عرف ورؤية الكونغريس الأمريكي يمر عبر تأجيج النزاعات الداخليه ثم تقسيم الدوله الواحده وجعلها كانتونات طائفيه تدوس تحت أقدامها كل ما تمتلكه الدول والشعوب من تاريخ وحضاره وثقافات من الألفه والتعايش, وما يحصل في العراق خير دليل على ذلك .

لقد أفلح الأمريكييون في أسلوبهم الميكيافيللّي وهم سائرون نحو تنفيذ مخططّهم في كشف عورات أحزابنا وكتلنا ألتي كانت تطرح نفسها كضحيه للنظام الصدامي وياما تمشقدت بشعار معارضته وجرائم أجهزته القمعيه , لنراهم اليوم يتبنون من تقسيم العراق مدخلا إلى ديمقراطيتهم المزعومه , نظام صدام حسين لم يكن يجرؤ الوقوف ساعة واحده على قدميه لولا دعم الأمريكان والكونغرس له في حروبه و فتح ابواب سجونه لتصفية معارضيه الحقيقيين, إذن أيّة قواسم أو مصالح مشتركه هي تلك ألتي جعلت ساستنا يعتمدون فيها و بناء أمال شعبنا ؟ لقد إنكشفت الحقيقه حتى أمام البسطاء ؟ وهل مشروع تقسيم العراق كان أحد مطاليب سياسييّنا ألتي حرمهم منها صدام حسين ونظامه؟ وإلافالنضال الحقيقي ضد قرار الكونغريس قد حان موعده كي نحفظ وحدة العراق ومستقبل شعبه؟

إنّ ألإشارات الضوئيه الخضراءوالشفرات الغامضه التي تطلقها بعض أحزابنا ما بين ترحيب بقرار الكونغرس في تقسيم العراق , وبين مباركات كتل تشكّل الأغلبية البرلمانيه, هو أمر يؤكد نظرية فلاح الأمريكان في فضح مواقف وردود افعال تلك الكتل والأحزاب ألتي خلت مباركتها حتى من أدنى تحفظ أو حذر تجاه إحتمال سوء نوايا الأمريكان , وهي حتما ستؤي إلى زياده تعميق الهوّه بين الشعب وتلك الأحزاب, وما على الشعب العراقي في هذه المحنه إلا التكاتف والوقوف بحزم ضد مثل هذه المشاريع المسمومه, ليبقى العراق كما كان في الماضي بأرضه وشعبه عصيّا ً على ألساعين سوءا به . Opinions
الأرشيف اقرأ المزيد
الصدريون يطالبون بـ 5 حقائب ويرفضون حل المهدي بغداد ــ الزمان ــ أ. ف. ب رفض التيار الصدري الذي يتزعمه مقتدي الصدر أمس حل جيش المهدي خلافاً لتعهد رئيس الوزراء المكلف نوري المالكي بحل جميع المليشيات، عشرات الشهداء والجرحى في تفجير تلعفر بمحافظة الموصل شبكة اخبار نركال/NNN/ وكالة خبر للانباء - الموصل/ فجر انتحاريان نفسيهما في قضاء تلعفر التابع لمحافظة الموصل ما اسفر عن استشهاد السوداني وزير التجارة ../مفردات البطاقة التموينية تخضع لعملية رقابة من قبل الاجهزة الامنية والرقابية شبكة اخبار نركال /NNN/بولس تخوما/ أعلنت وزارة التجارة تشكيل لجنة من الأجهزة الرقابية والادارية في ديوان الوزارة لمتابعة عملية توزيع مفردات البطاقة التموينية في جميع المحافظات. عاجل/ تحرير الطبيبة محاسن بشير توما بعد اختطافها في برطلة شبكة أخبار نركال/NNN/ علمت شبكة أخبار نركال من مصادر وثيقة الصلة بها ، بان الطبيبة محاسن بشير توما تم تحريرها عصر هذا اليوم ، بعد ان كانت قد اختطفت يوم امس من دارها الكائن
Side Adv1 Side Adv2