إياد علاوي لـ الشرق: نتطلع إلى شراكة استراتيجية مع مجلس التعاون بعد استقرار العراق وتوازن العملية السياسية فيه
19/12/2011شبكة أخبار نركال/NNN/
فيما يلي نص المقابلة التي اجرتها صحيفة الشرق مع زعيم كتلة العراقية الدكتور اياد علاوي:
الحديث مع الدكتور اياد علاوي رئيس الوزراء العراقي الأسبق زعيم الكتلة العراقية، ذو شجون، ناهيك أنك تتحدث مع شخصية جاذبة وصاحب خبرة غنية وثرية في المشهد السياسي العراقي، فضلا عن عروبيته الضاربة في الجذور.. وبمناسبة انعقاد قمة مجلس التعاون لدول الخليج العربية، كان لـ"الشرق" السعودية نشر يوم 19 كانون الاول 2011 هذا نصه:
* كيف تتطلعون لقمة مجلس التعاون لدول الخليج العربية، التي ستعقد في الرياض خاصة فيما يتعلق بالملف العراقي؟
- العراق يمر بحالة خطيرة ودقيقة، وهو كذلك منذ سنوات عديدة لكنه الآن على مفترق طرق، ومن المسلم به أن سلامة وقوة العراق واستقراره تصب في سلامة المنطقة واستقرارها، والعكس صحيح، هناك في تقديري مسألة مهمة يتعين على قادة مجلس التعاون -الذين بالتأكيد تهمهم مصلحة العراق كما تهمهم مصالح دولة المنطقة جميعاً- مناقشتها والوصول إلى تبنيها، وهذه المسألة تنقسم إلى جزئين:
الأول: وهو المتعلق بالمرحلة الحالية، يصب في مساعدة العراق وشعبه وقوى الاعتدال فيه على النهوض بالمسؤولية بشكلها الكامل لبناء الاستقرار والأمن في العراق.
الثاني: وهو على المدى المتوسط أن يحقق مجلس التعاون الشراكة الاستراتيجية مع العراق بعد أن يستقر وتتوازن العملية السياسية فيه.
* كيف تقيِّمون الدور السعودي بقيادة خادم الحرمين الشريفين في رأب الصدع في المشهد السياسي العربي والعراقي بصفة خاصة؟
- خادم الحرمين والقيادة السعودية كانت سباقة بدعم قوى الشعب العراقي، وكان الراحل الملك فهد بن عبدالعزيز -طيب الله ثراه- هو أول من اقترح على قوى المعارضة العراقية تشكيل حكومة وطنية عراقية في كردستان العراق في أواسط التسعينات، وجلالة الملك عبدالله بن عبدالعزيز له مواقف سابقة وحالية في دعم العراق وشعبه.
ولعلي أذكر هنا، كانت المملكة بقيادته الحكيمة توافقت مع حكومة العراق عندما كنت رئيساً لها على استبدال القوات متعددة الجنسيات بقوات إسلامية خاصة للأمم المتحدة وبقيادة إسلامية لكي تكون هذه القوات مدركة للتقاليد والقيم والأعراف السائدة في بلاد الرافدين، فضلاً عن ذلك فإن حب العراق هو في قلوب الأشقاء في المملكة، وكان هناك تعاون كامل وتفاهم كامل حول وحدة الموقف في مكافحة الإرهاب والوصول إلى استقرار العراق وبالتالي المنطقة.
* العبثية والفوضى الخلاقة التي تدفع بها إيران للمنطقة كيف ترونها؟
- لا توجد فوضى خلاقة، فالفوضى هي الفوضى، وإيران للأسف أخذت تتدخل في الشأن الداخلي وهذا الأمر ليس مقبولاً فكما لا ترغب إيران أن تتدخل جهة أو دولة في شؤونها الداخلية، فالعراق الذي تتدخل فيه إيران هو الآخر لا يرغب في هذا الأمر، والذي نلمس تداعياته في مناطق عديدة في رقعتنا الجغرافية وخاصة في العراق.
* الأوضاع التي مرت على دولة الكويت، ومنها تغير رئيس الوزراء وحل مجلس الأمة، والتي يعود أسبابها، كما يعلم الجميع، إلى التدخل السافر لإيران في داخل النسيج الكويتي؛ كيف يراها دولتكم؟
- أنا أدعو إلى شراكة استراتيجية مع العراق واليمن والأردن، ومجلس التعاون الخليجي والكويت التي هي جزء من مجلس التعاون، وبعد انجلاء الغبار، هذا الأمر سيعزز من قوة ومناعة هذه المنطقة، التي تتمكن حينها من وضع قواعد جديدة للعلاقات مع كل الجوار، وخاصة إيران وتركيا الجارتين المسلمتين، وفق قاعدتين أساسيتين، الأولى هي عدم التدخل في الشؤون الداخلية والتعرض للسيادة، والثاني هو المصالح الاقتصادية المشتركة والمتوازنة، التي تقوم على عناصر الربط والتجارة الحرة بين هذه البلدان.
* كيف يرى دولتكم الخلايا النائمة الإيرانية المزروعة في المنطقة، ومدى خطورتها، وكيفية مواجهتها؟
- الجواب كما أسلفت بوضع قواعد سليمة للعلاقات بين الدول من جهة، وتحصين الدول والمجتمعات من أية اختراقات خطيرة بوضع أساس وتأمين العلاقات الاستراتيجية.
* جميع الأطراف التي تريد خيراً بالعراق تتفق على شخصكم باعتباركم الأبرز في المشهد السياسي العراقي نتيجة لخبرتكم الغنية والثرية في السياسة العراقية والسياسة بشكل عام.. ألا ترى أن الحرب الشعواء عليكم أصبحت ظاهرة من محاربي النجاح، الذين لا يريدون بالعراق خيراً؟
- شكراً، وأنا فخور بثقة إخواني العرب بشخصي، وفخور بثقة شعبي العراقي بي، وبإذن الله تعالى لن أخيب ظن أهلي وإخواني في البلدان العربية والعراق منها في أدائي السياسي مهما كانت الضغوط الخائبة والخبيثة.
* المالكي ومن خلال فرضه للقرار السياسي وبشكل منفرد، إلى أين يمكن أن يقود العراق ذلك؟
- تركيبة العملية السياسية خاطئة، ومع الأسف ساهمت الولايات المتحدة بذلك وما لم تتعدل مسارات العملية السياسية وتعود إلى واقعها وواقع العراق وتبني الدولة الناجزة التي لا تقوم على المحاصصة والجهوية والفساد؛ فلن نحقق الاستقرار.
* هل يمكن القول إن الكتلة العراقية جانَبَها الصواب عندما وضعت ثقتها في اتفاق غير واضح المعالم مع مسعود البرزاني على اعتبار أنه ليس هناك ضمانات حقيقية تستطيع أن تضع حدودا للمساحة التي يتلاعب بها المالكي وكيفما يشاء؟
- من أخل بالوضع هو التوافق الدولي مع إرادة إيران خوفاً أو تسليماً، وليس الأخ مسعود أو غيره من الإخوة، إنما طيفٌ منهم التزموا ودُعموا من قبل إيران.
* بعد الانسحاب الأمريكي كيف ستكون الأوضاع في العراق، وهل هي ذاهبة لمزيد من الفوضى لاسيما أن اللاعب الوحيد في الساحة إيران دون سواها؟
- على مجلس التعاون والشعب العراقي أن يحمّل الولايات المتحدة والمجتمع الدولي مسؤولية سياسية وأخلاقية، وأؤكد على ضرورة إصلاح الأوضاع في العراق، وأمريكا لا تزال لها أوراق مهمة إن أرادت إصلاح الوضع ومساعدة العراقيين في تحقيق التوازن للعملية السياسية.
* هل يمكن القول إنكم تنازلتم عن حقكم الدستوري في ظل بُعدكم عن الساحة العراقية والاكتفاء فقط بالمراقبة؟
- لن أكون مراقباً فأنا متصدٍّ بإذن الله لكل ما هو مضر للعراق وللمنطقة فهذا هو ديني وهذا هو قدري ولله الحمد.
* بات في حكم المؤكد أن إيران تحاول جاهدة استقطابَكم، وتحاول أن تسخّر جميع الوسطاء في هذا الأمر، إلا أنها فشلت شكلا ومضمونا كيف ترى ذلك؟
- إيران تستطيع استقطابي وغيري من قادة المنطقة باعتماد الطريقة الأخوية البناءة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية واعتماد العلاقات المتوازنة والمصالح المشتركة، بغير ذلك لا يمكن أن أُستقطب.
* هل تعتقد أن القائمة العراقية لا تزال تتمتع بالتأثير والقوة في هذه المرحلة، خاصة أن هناك بوادر انشقاق داخل القائمة؟
- لا يوجد انشقاق بهذا المعنى، هناك تعدد في وجهات النظر، وهناك موقف موحد، وأنا أرى أن المشروع الوطني آخذ بالتقدم رغم الحرب القاسية التي تشن ضد المشروع وضدي شخصياً.
* طرح انتخابات مبكرة وسحب الثقة في هذه الأوضاع الاستثنائية التي تمر بالعراق، هل سيسهل الأمر أم يزيده تعقيدا؟
- الانتخابات المبكرة وفق مفوضية انتخابات نزيهة وقانون أحزاب متوازن وقانون انتخابات واضح سيؤدي إلى تحسن الأوضاع في العراق بالتأكيد.
* مبادرة المالكي بخصوص الأوضاع المؤلمة التي يشهدها الشعب السوري هل تأتي ضمن الأجندة الإيرانية التي تريد الالتفاف على أي مشروع يمكنه أن يضعف النظام السوري أم هي مسالة تأتي في ضمن تسويق المالكي لنفسه؟
- مطلوب من المالكي وغيره أن يبادروا عراقياً قبل أي شيء آخر، وأن يصلحوا الأمر في العراق قبل التوجه إلى سوريا لحل الأزمة فيها، التي أصبحت أزمة خطيرة جداً.