اختطاف المطران بولس فرج رحو بداية تاريخية لتكاتف رجال الدين في العراق
شيع امس في كرمليس الشهداء الثلاثة رامي و فارس و سمير اللذين كانوا مع سيادة المطران مار بولس يولس فرج رحو عند اختطافه يبينما كان خارجاً من كنيسة الروح القدس شرق الموصل، وكانت جثث الشهداء الثلاثة قد نقلت اليوم من الطب العدلي في الموصل الى كرمليس مباشرة في موكب كبير وكان في الاستقبال سيادة المطارنة والكهنة والاخوات الراهبات والسيد قائمقام قضاء الحمدانية نيسان كرومي ومسؤولي الاحزاب والتنظيمات الوطنية ووفد مجلس اليزيديين في بعشيقة وبحزاني وجمع كبير من ابناء كرملش وخورنات الموصل ، وبعد اقامة الصلاة انطلق موكب كبير الى المقبرة وسط إجراءات أمنية مشددة من قبل الجيش العراقي وشرطة الحمدانية .
إن القوى الإرهابية بكل تجمعاتها تستهدف الشعب العراق بكل أديانه ومذاهبه وبكل قومياته , كما أشار إلى ذلك بوضوح كبير وصدق مليء بالوعي والمسؤولية الكاردينال العراقي عمانوئيل دلّي عندما قال " انا اخر عراقي اخرج من العراق " لم يقل اخر مسيحي بل قال اخر عراقي . الم يكن هذا التصريح الشجاع من رئيس كنيسة عبرة لنا جميعا . انه يدل على اعتزازه بعراقيته وتاريخه تاريخ بلاد الرافدين التي كانت تتمثل بابناء هذه القومية العراقية الاصيلة . سبقت هذه الحادثة ضرب موكب اربعينية الامام الحسين في الإسكندرية ضد الجماعات الذاهبة إلى مدينة كربلاء و في الزعفرانية في بغداد الجديدة , فأن هذا يؤكد عن عدوانية هذه الجماعات الإرهابية وعن كراهيتها للإنسان وحرية العبادة وعن رغبتها في تفتيت مقومات الشعب العراقي وخلق الرعب في أوساط الشعب العراقي كافة .
الأفعال الإجرامية ضد مواطنينا من أتباع الديانة المسيحية وضد العمليات الإجرامية الأخرى ضد أتباع بقية الأديان والمذاهب , بمن فيهم الإيزيدية والصابئة المندائية أو الجماعات الإسلامية الشيعية منها والسنية أو على العوائل البريئة تتحملها الحكومة العراقية , المسؤولة المباشرة عن الأمن والاستقرار في العراق .
عسى ان تكون هذه الحادثة الاليمة حجرا للتكاتف مع بعض . تجرؤهم على هذه العمل الاجرامي وهذه ليست المرة الاولى التي يعتدون على رجال الدين المسيحين ومنهم راعي الكنيسة مار يعقوب وغيرهم ليس فقط يعتدون على رجال الدين بل على الكنائس التي دخلو عليها ودمروا كل التحف النادرة ودمروا الكنائس وهجروا المسيحين كافة من البصرة ومن الدورة وغيرها من المناطق الكثيرة .
حان الوقت للجهات الحزبية القومية والشعبية المسيحية للعمل سوية وتناسي الخلافات وانشاء الية او مجلس مشترك للدفاع عن الرموز الاجتماعية والدينية وقطع يد من تسول نفسه للاعتداء على العراقيين وخاصة في الوضع الحالي التي فيها حكومة العراق لاتعمل الا حماية نفسها واحزابها فيا اخواني اتحدوا –الاتحاد يصرخ الينا جميعا انهضو من غيبوبتكم الذاتية لاغير .
نطالب الحكومة الحالية توفير الحماية للمواطنين ومطاردة قوى الإرهاب التي تعبث بأمن الناس وحياتهم ووضع حدٍ لجرائمهم البشعة بحق سكان العراق والعمل المكثف للعثور على المجرمين وإعادة المطران رحو المحترم إلى كنيسته وأهله.
نطالب القتلة الإرهابيين الذي سفكوا دماء مرافقي المطران فرج رحو , إلى إطلاق سراحه , إذ أن مثل هذه الأعمال الإجرامية لن توصلهم إلى أهدافهم الدنيئة ولن تثير الصراع بين أتباع الديانات والمذاهب الدينية في العراق , بل تزيد نقمة الناس ضدهم وضد جرائمهم .
يجب ان نحمل الحكومة العراقية وقوات امنها مسؤولية حماية كل دور العبادة بكل اطيافها واديانها لانها ليست ثروة العراق بل هي ثروة العالم التاريخي وحان اليوم ان نطالب المجتمع الدولي توفير الحماية لهذا المروث التاريخي العرق لانها ملك التاريخ والتراث وليس لهذه الديانة او تلك فقط .
كاترين أذار 2008