اختلاف (الطاقة السوداء).. قنبلة تهدد نظرية اينشتاين
14/01/2006الجيران - واشنطن ـ وكالات :فجر عالم الفلك برادلي شيفر من جامعة لويزيانا الأميركية قنبلة حول الجدل الدائر في موضوع (الطاقة السوداء) وهي القوة الغامضة التي يعتقد العلماء أنها تتسبب في توسع الكون بمعدل دائم السرعة.
وتقدم شيفر ببحث جديد فحواه أن القوة التي تبذلها الطاقة السوداء قد تختلف من وقت لآخر. هذا البحث يلقي بمزيد من الشكوك حول صلاحية فكرة البرت اينشتاين عن (الثابت الكوني) بعد سنوات قليلة من قيام علماء الفلك بإنقاذ هذا المفهوم من النسيان علميا.
وأضاف شيفر في لقاء خاص معه على هامش الاجتماع الأسبوعي للجمعية الفلكية الأميركية حيث قدم بحثه: إنني لست اقدم هذا البحث كدليل, ولكنه مجرد إشارة ضد ما يعرف (بالثابت الكوني) ولكنه نتيجة أولية لوصف كيف تتغير الطاقة السوداء بمرور الزمن. إننا في حاجة إلى مزيد من الأشخاص لاختبار النتائج والحصول على مزيد من المعلومات.
وأسس شيفر اكتشافاته على تحليل الانفجارات الكونية شديدة اللمعان التي تسمى انفجارات أشعة جاما, التي تم اكتشافها على بعد 12.8 بليون سنة ضوئية.
لقد اكتشف شيفر أن الانفجارات شديدة البعد بدت أكثر لمعانا مما كان يجب أن تكون إذا كان الكون يتسارع بمعدل ثابت.
واستطرد قائلا: كلما عدت بالزمن, فإن الكون (يندفع إلى الخارج) اقل فأقل. في بعض الأوقات تجد الضغط الناجم عن الطاقة السوداء يساوي صفرا ولا يبذل أي قوة على الكون. ولا يوجد تفسير لهذا الأمر.
واكتشافات شيفر تعد هي الأولى من نوعها التي تستخدم انفجارات أشعة جاما لدراسة الطاقة السوداء, وقد احدثت نتائج تتعارض مع الأدلة المتراكمة التي تم تجميعها من خلال متابعة نوع آخر من الانفجارات ـ انفجارات النجوم التي تسمى انفجار المستعرات الكبرى. هذا العمل يبين أن توسع الكون يتسارع وفقا لنظرية اينشتاين حول الثابت الكوني.
ويقول عالم الفلك ريتشارد اليس من معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا, وهو أحد علماء ما يعرف بالمستعرات العظمى: إن فكرة استخدام انفجار أشعة جاما كمؤشر على المسافة يعد أمرا مثيرا للغاية. والمشكلة هي انه لا توجد وسائل لكشف هذا الأسلوب الفني. وأنا لا أقول أنها ليست جيدة, ولكنني لا يمكن أن اصدق أنها دقيقة بنفس دقة المستعرات العظمى. وظهر مفهوم الطاقة السوداء عام 1999 كوسلية لتفسير حقيقة أن تمدد الكون التي كان يعتقد أنها تقل منذ (الانفجار العظيم) منذ 13.7 بليون سنة, كانت تتسارع. هذا الأمر أحيا فكرة ما يعرف بالثابت الكوني التي قدمها اينشتاين منذ اكثر من 80 عاما كعامل (لتفادي) تفسير سبب حدوث توازن الكون فضلا عن كونه قد تأثر بالجاذبية.
وبعد سنوات قليلة اكتشف عالم الفلك اديون هابل أن الكون لم يكن في حالة ركود أو ثبات عقب التمدد. لم يكن يوجد ما يعرف (بالثابت). ولهذا فإننا نجد أن اينشتاين قد أدان فكرته واعتبرها (خطئا فادحا). ولكن في التسعينيات اكتشف علماء الفلك طرقا لاستخدام المستعرات العظمى كشمعات قياسية كونية يمكن تحليل ضوئها لتتبع تاريخ تمدد الكون لما يعود لأكثر من 9.8 بليون سنة ضوئية.
هذا الأمر أدى إلى اكتشاف أن تمدد الكون كان يتسارع ولم يكن يتباطأ كما عرف عنه من قبل. لابد انه كانت هناك قوة منفرة تتغلب على الجاذبية وكانت تسبب تقارب الكون. وقد أطلق علماء الفلك على هذه القوة الطاقة السوداء.