اخي العزيز .. لماذا تتهجم على حبيب تومي وانت لا تقرأ ما يكتبه ؟
habeebtomi@yahoo.noلا اود الرد على المقالات الكثيرة التي يذكر كاتبها اسمي مباشرة على العنوان او في متن المقال بجهة ان لكل كاتب رأيه الخاص وأنا انسان ديمقراطي لا يعرف التعصب طريقه الى افكاري ولهذا اؤمن بحق الأخر ، ومتأثر جداً بقول فولتير الذي كان يختلف كلياً مع روسو ( قصة الفلسفة، وِل ديورانت ) ويقول له :
أنا لا تفق معك في كلمة واحدة مما قلته ، ولكني سأدافع عن حقك في الكلام وحرية التعبير حتى الموت ، وعندما هرب روسو من مئات الأعداء الذين كانوا يطاردونه ويحاولون الأعتداء عليه ، ارسل له فولتير دعوة صريحة كريمة ليقيم معه .
إنه تجسيد حي لحرية الرأي وحرية التعبير وقبول الآخر ، لكن اين نحن من هذه الثقافة ثقافة قبول الآخر ؟ قبل ايام قرات مقالاً تصدر صفحة موقع عنكاوا تحت عنوان " من الذي بدأ الهجوم ؟ وهو بقلم : جرجيس يونان الذي يقدم نفسه بأنه عضو المكتب السياسي لحزب بيت نهرين الديمقراطي .
نرحب بحزب بيت نهرين الديمقراطي وكل احزاب شعبنا إن كانت كلدانية او سريانية او اشورية ، واحترم رأي الأخ جرجيس يونان وما يكتبه لكن ينبغي ان يكون ما يكتبه واقعياً لا يستند على الخيال وهذا ما استشفيته من مقال السيد يونان .
كان مقال السيد يونان موجه للصديق الدكتور حكمت حكيم المعروف بثقافته وتاريخه النضالي وهو وهو في غنى عمن يدافع عنه ، لكن لو سمح لي الدكتور ان ارد فقط على بعض النقاط العامة التي يذكرها الكاتب جرجيس يونان .
بدءاً أناقش ما كتبه الأخ جرجيس يونان بعد ان اقحم اسمي دون مناسبة في مقال بالأساس هو رد على مقال الدكتور حكيم والموسوم : الهجمة الغير المقبولة على الكلدان .. لنعمل جميعاً على ايقافها . فلا ادري مغزى حشر اسمي في هذه المسألة ، وما علاقه ذلك برده حيث يقول الكاتب :
(( ثالثاً: ان من يطالع كتابات الاخ الكاتب حبيب تومي من النرويج، يصاب فانفلونزا الطائفية المقيتة، واتمنى ان لا تكون انت واحد من هؤلاء المصابين سيادة الدكتور(كذا)، لأن السيد حبيب يستيقظ صباحاً ويكتشف قومية جديدة ويأتي مسرعاً ويعلنها على الملأ كأنه اكتشف اكتشافاً علمياً جديداً في الفيزياء أو الكيمياء. ))
ويضيف الكاتب :
(( وان نظرياته وافكاره الضيقة << كما سمعت بعض منها عن طريق اشخاص وليس في المقالات >> التي يكتبها، فانها تثير الدهشة وعدم الدراية بالمسائل القومية الوحدوية التي تخدم المصلحة العامة، وان الطائفية المقيتة أعمت الحقيقة عنه ولا يريد ان يعرفها )) . انتهى الأقتباس من مقال الكاتب جرجيس يونان .
هذا ما يكتبه عضو المكتب السياسي لحزب بيت نهرين الديمقراطي الذي ينبغي ان يكون حريصاً في اختيار كلماته وألفاظه ، إن كان في الحديث المباشر او عن طريق الكتابة . لكن يبدو ان السيد جرجيس يونان قد حسب ان حبيب تومي هو حائط نصيّص فيمكن إطلاق الحديث بحقه كيفما اتفق . لكن مع هذا التهجم الذي لم يكن له مبرر في سياق المقال ، سأحاول من جانبي ان اضع اعصابي في ثلاجة ليتسنى لي مناقشة الأخ يونان بهدوء وروية :
أقول :
من حسن الحظ ان الأخ الكاتب قال إن من يقرأ مقالات حبيب تومي يصاب بأفلاونزا الطائفية ، ويبدو ان الكاتب كان مندمجاً ومـتاثراً بموجة افلاونزا الطيور ثم افلاونزا الخنازير وعلى وزنها اخترع افلاونزا الطائفية ، ويبدو ان الأخ الكاتب قد اخفق في حساباته ، لان قرأء مقالاتي على موقع عنكاوا ، فحسب ، هم بالالاف والحمد لله ، ولم يشكو اي منهم من افلاونزا الطائفية المقيت . وربما كانت الخشية من الأصابة بهذه الأفلاونزا هي التي اوحت للاستاذ يونان جرجيس من الأحجام على قرأءة ما اكتبه على موقع عنكاوا وغيره من مواقع شعبنا .
ولهذا يقول الأخ يونان :
إن نظرياته ( حبيب تومي ) وأفكاره الضيقة كما ( سمعت ) بعض منها عن طريق اشخاص وليس في المقالات التي يكتبها .
اجل ان الاخ جرجيس يونان ((سمع عنها ولم يقرأها )) ، وحاله كحال المؤرخين القدماء فالطبري الذي مات في سنة 310 هجرية كتب التاريخ المعروف بتاريخ الطبري كله عن اقوال عن كذا .. فيقول مثلاُ :
حدثني الحارث بن محمد ، قال حدثنا ابن سعد ، قال : اخبرنا هشام بن محمد ، قال : أخبرني ابي ، عن أبي صالح عن ابن عباس قال : نزل آدم عليه السلام .. الخ ، وهكذا كتب تاريخه على هذا المنوال .
فيبدو ان ألأخ يونان رجح اسلوب السماع والرواية بدل القراءة والتمحيص والتي توفرها شبكة الأنترنيت في هذا العصر ، ويخشى ايضاً امر افلاونزا الطائفية ففضل ان يكون سامعاً لكتابات حبيب تومي عوضاً عن قراءتها ، ولو كان كلف نفسه قليلاً ولم يخشى العدوى ان تصيبه لقرأ على المقال الذي كتبته تحت عنوان :
(كلنا شعب واحد وقومية واحدة وهي القومية الكلدانية ) والتي كان قراؤها على موقع عنكاوا فقط يربو على الفين من القراء .
فالمقال كان واضحاً فانا اعرف اسم قوميتي وهي واضحة وضوح الشمس وأصيلة وهي حقيقة فليس حاجة هنالك الى احلام . وقد كتبت اسم قوميتنا الكلدانية في استمارة الأحصاء لعام 1977 ومسحت من قبل المسجل ، ولهذا لا نحلم كل ليلة في قومية جديدة .
كان الأجدر بالأخ يونان جرجيس ان يقول انه هو والأحزاب الآشورية عموماً يحلمون في الليل بقومية جديدة فيوم يخترعون كلدوىشورية وآخر كلدواشوريسريانية ثم في تسمية كلدان سريان آشور ... الى آخره ، فيركضون ويبشرون بها في فضائية آشور وفضائية عشتار في اسم قومية جديدة غير موجودة على كوكب الآرض لكن على طريقة جوزيف غوبلر وهو مهندس الدعاية لهتلر يقول :
إذا قلت كذبة كبيرة وبقيت تكررها فإن الناس سوف يؤمنون بها في النهاية ..
هكذا انتم ابها الأخ يونان ، تعملون على ادلجة وتاطير الناس كما تشاءون في عملياتكم الدعائية التي تصرفون الملايين والغاية معروفة للقاصي والداني وهي إلغاء اسم القومية الكلدانية والأبقاء على التسمية الآشورية . وليس لكم هدف آخر فلا يهمكم وحدة شعبنا بقدر ما تهمكم السيطرة على كل مقدرات شعبنا والهيمنة على الكعكة برمتها تحت يافطة انكم اخيار وموحدين تحافظون على وحدة الأمة ، وغيركم اشرار مفرقي صفوف الأمة ، هذا هو النسق الذي دابتم على تطبيقه بحق شعبنا معتمدين على البروباكندا التي تصرفون لتحقيقها الملايين . ولا بد للحقيقة ان تنجلي للجميع عاجلاً او آجلاً .
إن الأستاذ جرجيس يونان يحلم كل ليلة بتسمية ليست موجودة ة على ارض القارت الخمس المعروفة فحلموا فيها في الليل وقالوا هذه قوميتنا وهي التي توحدنا ، فمن يحلم منا يا اخ جرجيس يونان ؟
وكما ترى انا لا اكتشف كل يوم قومية جديدة ، لكن الذي يحلم هو انت وحزبك وألأحزاب الأشورية حيث تكتشفون كل يوم قومية جديدة وبأسماء جديدة وكأنها اكتشافات في الفيزياء او الكيمياء كالتي تشير اليها في مقالك .
فأنا يا اخي جرجيس يونان يتلخص اعتقادي في العبارة الآتية وأتمنى ان لا تكون خائفاً الى هذه الدرجة من الأفلاونزا لكي تقرأ هذه الأسطر القليلة فرأيي يتلخص في الملاحظة في آخر هذا المقال .
أدعو في جميع مقالاتي للوحدة الحقيقة المبنية على الشراكة الصحيحة والشفافية دون لف ودوران وعدم حصرها في دمج تسمياتنا بشكل مشوه لا يمت بشئ الى الواقع والموضوعية .
أما بالنسبة للدكتور حكمت حكيم فقد مد الرجل يده من البداية للتعاون ولجمع الصفوف ولتوحيد الكلمة ، وحضر مؤتمر المجلس الشعبي الكلداني السرياني الآشوري في عنكاوا ، وأنا شخصياً كنت أرغب في الحضور للمؤتمر لولا بعض العوائق التي كانت متعلقة في جواز سفري ، لكن فقط اقول ان حضور المؤتمر ومد يد التعاون لا يعني إلغاء قومية الحاضرين للمؤتمر ووضع حد لانتماءاتهم القومية .
إن التعاون والعمل من اجل الوحدة هو الشراكة الصحيحة المبنية على الأحترام المتبادل والندية ، ولا أحكام اديولوجية تنظيرية كالتي كان يزاولها القومويون العرب بحق القوميات الأخرى غير العربية ، فالتعاون بين مكونات شعبنا إن كان في المجلس الشعبي او بأي تقارب آخر يعني التعاون الشفاف النّدي المتكافئ على قواعد راسخة من التفاهم الأخوي وليس على قاعدة اقصاء اي طرف من اطراف الشراكة .
لقد جلست الأحزاب الكردية في مطاوي التسعينات فيما بينها ، ووضعت حداً للاقتتال بينها ونظمت حقوق كل الأطراف بشكل نزيه وشفاف ، هكذا تكون الوحدة وليس بالصراع واحتكار المكاسب وجعل الآخرين قطيع مطيع لا يعارض الأسياد .
أرجو ان تكون رسالتي قد وصلتك اخي جرجيس يونان عضو المكتب السياسي لحزب بيت نهرين الديمقراطي .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تحية للاخ العزيز كامل زومايا
أخي العزيز :
قرأت مقالك المعنون : حبيب تومي وقضايانا القومية ، واعذرني لاقول لك انني قرأت فيه الكثير من الأنشاء ، ولم اقرأ فيه سوى نبرة كيل التهم التي عكفتم على ترديدها بنسق يبعث على الملل يا اخي العزيز زومايا ، ولكن مع ذلك ارجو ان تقرأ رأيي حول موضوع التسميات ووحدة شعبنا بأنها تتلخص في :
(((( أجل : نحن شعب واحد وقومية واحدة ، وهذه القومية أقول أنا وأحزابنا الكلدانية وأساقفتنا الأجلاء أنها القومية الكلدانيــــــــــــــة ، وبعضنا يقول هي القومية الآشورية وأخرون يقولون هي القومية السريانية وغيرهم يقولون انها القومية الآرامية . فالموضوعية والواقعية تنحصر في البحث في هذه التسميات بمنطلق علمي مدروس بعيداً عن الميول السياسية والأهواء ، لان اصحاب هذه التسميات والمؤمنون بها لهم جميعاً من الحجج ما يبررها . ))) .
تقبلوا جميعاً تحياتي ومحبتي .
حبيب تومي / اوسلو في 6 / 8 / 2009