Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

اخي نيسان

همساتك لبني جدك افلاك تدور في درب الروح النيسانية الصاعدة الى العلياء، روح من خير، روح من ابتسامة بيضاء، روح من حرارة تدفيء حبة القلب.

اريد ان اكلمك يا اخي عن القلب الذي سيبقى يضمك في ابهره الصغيرنوعاَ لانك جزء منه رغم انك كل كبير قائم بذاته. اريد ان اخبرك بانك ستظل فيه طالما بقت فيه عضلة واحدة قادرة على التقلص والانبساط ، وستظل فيه حتى وإن توقف عن الخفقان، فهو سيكون الحقيقة الحية لما ارادت نفسك - من غير ارادتك- ان تحققه. وهل يمكن ان تنسى نفسك معنى وعمق وجودك في الابهر؟

اريد ان اكلمك عن السنين الخوالي، سنين كانت فيها امالك كالسنابل في سهول الحياة تستحيل الى رغيف يقتات به الصعاليك والفقراء، سنين كانت فيها عيناك نجمتين خضراوين تمنحان المحبة للذين عرفوك. اريد ان اكلمك عن الايام القليلة الماضية حين انبجست كلماتك من قلبك ووجدت سبيلها في مدرج الحق الذي تمشي فيه بخطى واثقة. وعندها وجدت ذاتي ما يزين الربيع في كلماتك الرائعة التي طلبت فيها ان تطمئن نفسي ويهدأ فكري وتسكن انشغالات روحي ، ورأت ذاتي انك عنيت ان ينبت الاخضر حيث اليبيس اكثر وان يسكن الجوهر في النفوس التي تريد ان تترك الظاهر.

وها اني اراك تسير بطيئاَ، امد يدي اليك فتقابلها بقلبك الاروع ونظراتك الدافئة.. ما هذه الروعة؟ اطل عليك وارى مروجاَ ثرة واسعة تتكيء عليها لمسات الحياة الدنيا، وتطل علي فارى نوراَ عظيماَ واشعة يبحثون عن شيء ليس بوسعي ان اصفه.

اريد ان اكلمك يا اخي واقول: لا تتركني ولا تقل الوداع، فانا اخشى الوقوف عند محطة الحياة حين تشد الرحال للالتحاق بمن تركنا في السابق. انا لا اريد ان تقبلني قبلة الوداع لانك فيّ ، وكيف يمكن
ان يتركني من هو فيّ ؟ لاتتركني، عد ادراجك، لا ترفع يديك ولا تقل انك مغادر بابتسامتك المعهودة، ترى هل يجوز ان يتركني من هو فيّ ؟ وهل يمكن ان يفيدني النحب ؟ وهل تذبل العشقة اذا قطعت ؟ وهل يجوز ان تسقط الاوراق في نيسان ؟

نسيت ان اقول لك بان سالف الايام ما كان قد امهل نفسي كي تزور نفسك وهي تتهيأ للذهاب، اذ جاءت اللحظة الحاسمة سريعة من دون تحذير او صوت، جاءت النازلة فجاءةَ وقوية فاضطربت روحي وتالمت خلاياي. اه ، اخي نيسان، هل من العدل ان تاتي الرزيئة على حين غرة ؟ ام ان هذا عمل من اعمال الدنيا الغرور؟


اخوك
امير يوسف
Opinions