استراليا وحجر رأس الزاوية
لجأ البعض حينا الى التعبير عن سخطهم على سياسة الولايات المتحدة الامريكية بطريقة ساخرة فقال ( مسكينة هي المكسيك ,كم هي بعيدة عن الله , قريبة من الولايات المتحدة ), والكثير من ابناء شعبنا يسخط احيانا على الغربة بدرجة مضاعفة عندما يتذكر ابناء هذا الشعب من الذين ارغمهم الزمن القاسي فهاجروا بعيدا, الى استراليا فحقً فيهم القول , اعزاء مساكين , كم هم قريبون من قلب الغربة وكم هم بعيدون ( بالجسد ) من ( أثْرنْ ) . حتى فارق التوقيت يحرمهم من التواصل بشكل طازج مع الوطن والاهل , فنجتمع ونقرر ونتظاهر ونشجب ونؤيد ونستنكر وهم نيام , ثم يستيقظون ليفرحوا سريعا لفرحنا ويحزنوا بألم لحزننا. كتاباتهم وصحفهم , نشاطاتهم وفعالياتهم , مشاركاتهم وتضحياتهم تشهد لهم انهم قد تركوا قارة باكملها تعيش هموم شعبهم واماله وطموحاته , كيف لا وهم الثمرة الجيدة للشجرة الجيدة .يقول الكتاب ان الحجر الذي رفضه البناؤون قد اصبح حجر الزاوية , وعندما بدأت اعمال الرب , له المجد , تنتشر في المدن والبلدات تساءل احدهم : أمِن الناصرة يخرج شئ جيد . مَنْ تابع قناة عشتار الفضائية وهي تقدم لنا تسجيلا لصلاة مشتركة للكنائس الكلدانية والسريانية والاشورية اقامها ابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري في ( سدني ) باستراليا يخطر في باله ان ( المنسي بحكم المسافة ) يصلح لان يكون حجر الزاوية , وان الاتي من البعيد البعيد قد يكون هو المفيد. كم نحن في هذه الظروف بحاجة الى خطوات فعلية وجوهرية وذات قيمة معنوية خاصة تترك توحيد خطابنا حقيقة ملموسة في نفوسنا اولا ولدى الاخرين ثانيا , ربما يقول قائل وما الغرابة في ذلك ؟ فليس من ينكر انه يحدث يوميا في الوطن وفي المهجر ان يجتمع الكلداني والسرياني والاشوري في حفلة فرح او على مائدة عزاء لاحدهما او في غيرها من المناسبات الخاصة والعامة وهذا صحيح جملة وتفصيلا , ولكن اجتماع هؤلاء تحت سقف كنيسة ( ليس تنفيذا لواجب شخصي او كنسي ) والصلاة مجتمعا لاجل شعبنا يحمل نكهة اخرى ويسقي بذور ازهار لامال كبار. لقد كان حقا رائعا ان نرى الاسقف الكلداني الجليل ووالراهب السرياني الوقور والكاهن الاشوري الغيور يصدحون جميعا بالصلاة وخلفهم الجموع فنشعر ان تلك الصلوات تخترق كل الحواجز والسقوف و تنطلق بسرعة تتجاوز سرعة الضوء لتحط هناك في الاعالي حيث العرش الاعظم . ربما الاطالة في الوصف تُفسد الموصوف , رحمة على روح نزار قباني الذي قال يوما:
إذا وقفتُ امام حُسنكِ صامتا
فالصمت في حرم الجمال جمالُ
ولذلك اترك للقراء الكرام وفي المقدمة منهم السياسيون ورجال الدين ( الوحدويون ) ان يقفوا فيستمتعوا ويتأملوا في درس هذه الصلاة المشتركة من استراليا ويرسموا لنا طريق المستقبل.
تحية لشعبنا في استراليا البعيد جسدا القريب روحا
شكرا للمسيح له المجد
شكرا لعشتار
جزا الله خيرا كل من عمل صالحا , ليس لغاية في نفسه او نفس غيره , بل تضحية من اجل مستقبل شعبه , كل شعبه.
wadeebatti@hotmail.com