Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

استغلال الديمقراطية لتكريس الدكتاتورية

الديمقراطية وانواعها متهمة اليوم بتسهيل مهمة تكريس الدكتاتورية! من خلال تطبيقها المشوه من قبل مناصريها من جهة، واستغلالها (الديمقراطية) لصالح انظمة الحكم الديكتاتورية والشمولية! بخبرة كبيرة من خلال تغيير مسارها تارة، وتبديل والقفزعلى نتائجها وتسخير ذلك لصالح الديكتاتورية ان لم يكن آنياً، يكون ذلك حتماً في المستقبل، الى هنا يمكن ان نقول ان ذلك شبه طبيعي! لان الشاطر هو من يدير اللعبة، ولكن من غير الطبيعي ان يقع مناصروا الديمقراطية في نفس الخطأ ويصلون الى نفس النتيجة في كل مرة دون الى كشف اسباب الفشل الحقيقة! لأسباب تتعلق بالتمسك بالكراسي، وغياب روح النقد البناء، والتخبط في القرارات لعدم وجود خبرة كافية للسيطرة على دفة السفينة، عدم قراءة الواقع كما هو، عيش الماضي اكثر من عيش اللحظة والنظر الى المستقبل، المراهقة السياسية في التطبيق بسبب عدم وضع الانسان المناسب في المكان المناسب،،،،،،،،،،،،،،،،،

ربما يقول مراقب ان هذا تجني على اصحاب المبادئ الديمقراطية والحرية الشخصية والمؤمنين بالآخر وقبوله والمدافعين عن حقوق الاخر والذين يعملون من اجل سعادة الانسان كل انسان،،،،،،،، من احزاب يسارية وعلمانية ودينية ومنظمات المجتمع المدني،،،،،،،،،،،،، نرد على الاستاذ المراقب بالنماذج التالية :

1- انظر سيدي المراقب الى الأحزاب اليسارية! هناك مجموعة من الاحزاب تنتمي الى فكر واحد! (6 منظمات وأحزاب تحمل نفس الفكر والمسار) لكن تختلف في التطبيق والنظرة او الموقف من اداء الاخر خلال تاريخه الطويل، وربما احدهم يقول ان ذلك صحي لتعدد الافكار! نقول نعم يكون صحي في حالة واحدة ان يكون هناك تنسيق بينها بخصوص القضايا المصيرية لشعبنا! منها الحقوق والحريات الشخصية والعامة والاستراتيجيات، ليس من المعقول ان نجزأ جماهيرنا بهذا الشكل! لان ذلك يخدم الانظمة الديكتاتورية والشمولية شئنا ام ابينا! اذن نحن بحاجة الى لملمة قيادتنا وجماهيرنا لنكون حزمة لا تنكسر، انكون اقوى عندما نتجزأ الى عدة حزم ركيكة؟ وان استمرينا على ما نحن عليه اليوم! نساعد اضدادنا على الانتصار علينا من حيث ندري كمصيبة!
والنتيجة تكون لصالحهم حتماً! والسؤال هنا : لماذا نتوحد عندما يختالون الجبناء احد قادة ثقافتنا السلمية (كامل شياع نموذجاً)، ونتفرق وقت السلم النسبي؟ فهل نرى قريباً تشكيل جبهة او قيادة موحدة او اندماج بين حزبين واكثر او تنسيق او ما ترونه مناسباً لانكم ادرى بشعابكم ايها الاعزاء،الشعب يريد نتائج وليس شعارات

2- الأحزاب والمنظمات الدينية نشبهها بماكنة النسيج المتوقفة بسبب تشابك الخيوط! ليس التوقف بمعنى (السكون او الجمود) انما باستغلال هذا التشابك لصالح المذهب والطائفة وليس الدين! نعم لننظر الى واقع المسيحيين قبل الاسلام! هناك تفكك واضح وتعدد في المواقف التي تحتاج الى صوت واحد وموقف واحد، اذا نظرنا الى تعدد المذاهب والاتجاهات والطوائف والاحزاب والمنظمات المسيحية نجد انها تعمل على تكريس واقع قديم هو البقاء على ما هي عليه ليس الا!! وان تطلب الامر مواكبة التطور او التجديد نرى انها تحاول لمس الاطار وليس الصورة، بهذا تكون نتيجتها المحافظة على الكراسي والابقاء على الاوامر، لان الديمقراطية وممارستها تضاد الديكتاتورية المزمنة وتهدد السلطات الممنوحة لنفسها وتعتبرها مقدسة! واي مساس فيها وعليها تعرض يداك للكوي والحرق
ولكن يجمعنا شيئ عظيم وحيد، تنظر اليه جميع المذاهب والمنظمات والكنائس كخط فوق الاحمر لا يمكن تجاوزه الا وهي (المحبة)! هذه الكلمة التي لها القدرة على تغيير مسار الانسان، كل انسان، مهما كان دينه ولونه وشكله، من التعصب الى الاعتدال، من الثأر الذي مضى عليه 40 سنة ولم ننساه الى التسامح والسماح، من الغاء الاخر واعتباره درجة ثانية ورابعة الى تساوي الكرامات، من فرض فكر واحد منغلق ومتعصب الى عدة افكار متنوعة ومتعددة، لا تقبل المحبة ان يكون هناك الماضي فقط! ولا تتكل اليه وتبكي على الاطلال البالية، بل تدعو الى التجدد ليس كل يوم بل كل لحظة التي وجوب عيشها وتسخيرها لصالح الانسانية وسعادتها

الاسلام
لم نتطرق الى الاحزاب والمنظمات والحركات الاسلامية، ليس بسبب تشابك خيوطها وتقاطعها احياناً وحسب،بل مصالحها المذهبية التي تعلو احياناً الدين نفسه، لا ندعو ولا نطالب بالوحدة بين السنة والشيعة وتفرعاتهما لاننا شبه متأكدين لان ذلك مضيع للوقت! لسبب رئيسي مهم جداً وهو (التمسك بالماضي) بنسبة 99%! وعدم نسيان المؤامرات والقتل والثأر والسبي والغزو، (انظر الى المسلسلات التاريخية وفي رمضان،،،، نترك التعليق لكم) اي اعتبار القوة والموت وحدهما هم صلاح الامة وتوسيعها على حساب الاخرين ليس من اصحاب الديانات غير المسلمة فقط بل على حساب المذاهب من الدين الواحد! وهنا يكمن خطر الديكتاتورية المزمنة التي تدعو وتعطي الاوامر فقط، وتنمو وتعشعش داخل المقدس من جميع المذاهب، ولا ندري ايهما اقدس من الاخر؟ وهل في المقدس هذا درجات؟

الخلاصة
الا نساعد على تكريس الديكتاتورية عندما نؤسس أحزاباً جديدة تكون متقابلة ومتناحرة مع احزاب اشقائنا بتفتيت جهد وفكر جماهيرنا بدل توحيدها ولملمتها لصالح شعبنا وخاصة المصيرية، منها الانتخابات!

نغذي الدكتاتورية على حساب ديمقراطية الشعب عندما نعمل من اجل مصالح حزبنا ومذهبنا وطائفتنا اكثر مما نفكر بوطننا وادياننا وغيرنا،، فهل يُعقل ان يكون رجل دين يستلم راتبين في نفس الوقت! واحد من مرجعه الديني والاخر من موقعه الحزبي؟ والشيئ نفسه ينطبق على الموظف ورجال الدولة!

هل نعمل من الضد من ديننا عندما نتهم اخونا انه (رافضي) (مشرك) (كافر)!!!؟ ونتيجة ذلك شرعاً هو الموت! لنحسبها هكذا : لنقل ان عدد نفوس العالم 7 مليارات نسمة تقريباً، والمسلمون يشكلون 1/7 النسبة اي مليار واحد مثلاً، وعلى حساب شريعة "الكفار والمشركين والذين لا يؤمنون بالاخرة وووووو" نرى انه وجوب ان نقتل 6 مليار نسمة مفترضين انهم لم يدفعوا الجزية ولم يستسلموا، لا نريد ان نعرف المدة وطريقة القضاء عليهم، لان فنون القتل رأيناها ولمسناها! ولكن المشكلة هي من يضمن عدم فناء العالم والرجوع الى جغرافية الارض قبل 13 مليار سنة! عندها لا يبقى احد يدافع عن حقوق الانسان وكرامته المهانة، هذا ان افترضنا توحيد المذاهب والاحزاب والمنظمات الاسلامية!!! هل نقول الحقيقة ام بنت عمها؟

نذبح الديمقراطية على منبر الدستور عندما نؤكد على ان الدين الواحد هو الوحيد القابل للتشريع، لهذا نرى الديكتاتورية فرحة جداً

نقف بوجه الديمقراطية عندما تكون الدولة مهتوكة ومتذبذبة في العلاقات الخارجية وشرسة في الداخل، عليه نرى الديكتاتورية وكأنها في عرس

نضع جدار بوجه الديمقراطية عندما نكرس الجهل على حساب العلم! ونتهم (الفأر الذي قرض مصحف احدى الموظفات في مصر العربية بأنه "مسيحي"!!! را / اشرف عبد الباقي - هذا الفأر مسيحي) انظروا الى اين وصل بنا الامر في القرن العشرين! ومن موظفة وخريجة دراسة حتماً، فكيف بالأمي الذي لا يقرأ ولا يكتب؟ اليس هذا بناء جدار كونكريتي وفولاذي بوجه الديمقراطية والتقدم والتطور؟ اذن انتظروا 50 سنة اخرى على الاقل لتتمكنوا من رؤية قطار الانسانية عن بعد وهو يسير بسرعة اللحظة والحاضر(الزمن) لذا نرى ان الديكتاتورية تبتسم بخبث

نكون ديمقراطيين بالاسم فقط وعلى الورق عندما نفرض شعائرنا وصومنا وعاداتنا على الاخرين الذين من غير ديننا، لا بل نعاقبهم ونسجنهم ان لم يلتزموا بأوامرنا! وهذه هي قمة "الديمقراطية الجديدة - المفروضة بالقوة" هنا نضع سماد لأنماء وتقوية جذور الديكتاتورية

حان وقت تكاتف وتضامن كل الطيبين والشرفاء من الاسلام والمسيحيين واليهود واليزيديين والاديان الاخرى بكل طوائفهم ومذاهبهم ومدارسهم وافكارهم وتعدد احزابهم من اجل تكوين جبهة انسانية خالية من التعصب والقتل والعنصرية والمذهبية المقيتة، للحفاظ على التي تسمى (جوهرة الخلق)
shabasamir@yahoo.com
Opinions