Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

اشتباكات العمارة تمثل اختبارا لنقل المسؤولية الامنية للعراقيين

21/10/2006

رويترز/
اختبرت المعارك الضارية التي اندلعت بين ميليشيات مسلحة والشرطة في مدينة العمارة الجنوبية يوم الجمعة مدى قدرة الحكومة العراقية على كبح جماح الجماعات الطائفية والخطط التي تقودها الولايات المتحدة لتسليم المسؤولية الامنية إلى العراقيين.

وقال مسؤولون ان عدة مئات من المسلحين هاجموا ثلاثة مراكز للشرطة وأضرموا فيها النيران قبل استعادة النظام مجددا عقب نداء وجهه رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر ودعا فيه الى التحلي بالهدوء. وقد صدرت اوامر لمئات الجنود العراقيين بالتدخل لدعم الشرطة في الاشتباكات.

وتكافح الحكومة العراقية بزعامة الشيعة من اجل ممارسة سلطتها على ميلشيات شيعية ينحى عليها باللائمة في عمليات قتل انتقامية ولاعداد قوة شرطة تتوافر لها مقومات البقاء وتكون قادرة على الحفاظ على الاستقلالية في المناطق التي يغلب عليها الولاء القبلي او الطائفي.

وتفجر هذا التوتر بعد ان قالت واشنطن ان نتائج حملتها التي استمرت شهرين بهدف الحد من العنف من خلال ارسال تعزيزات هائلة للعاصمة بغداد كانت مخيبة للامال.

وتسببت هذه الانتكاسة الى جانب ارتفاع عدد القتلى في صفوف الجيش الامريكي في زيادة الضغوط على الرئيس الامريكي جورج بوش قبل انتخابات التجديد النصفي للكونجرس المزمع اجراؤها في نوفمبر تشرين الثاني المقبل.

ونقل متحدث باسم الجيش البريطاني عن قائد الشرطة قوله ان مابين 200 و300 مسلح من ميليشيا شيعية هاجموا مراكز للشرطة في العمارة يومي الخميس والجمعة وان عشرة من رجال الشرطة و15 من افراد الميلشيا قتلوا. وكان الجيش البريطاني سلم المسؤولية الامنية في العمارة الى القوات العراقية قبل شهرين.

وقال وزير شؤون الامن الوطني شروان الوائلي الذي أوفد الى العمارة للعمل على استعادة النظام في تصريحات لرويترز ان الوضع "خطير" لكنه نفى تقارير أفادت بأن ميليشيا جيش المهدي الموالية لمقتدى الصدر تسيطر تماما على المدينة.

وقال قائد في جيش المهدي لرويترز ان الصدر بعث برسالة الى العمارة يدعو فيها الى الهدوء وانها قرأت في المساجد.

واضاف ان الاشتباكات اندلعت بعد ان داهمت الشرطة منازل واعتقلت اشخاصا في العمارة بينهم افراد من جيش المهدي قبل يومين. واضاف ان الوضع الان اصبح هادئا تماما.

واستطرد ان جيش المهدي لا يسيطر على المدينة فالمدينة لكل العراقيين.

وتابع ان جيش المهدي لا يسيطر على مراكز الشرطة وكل الانباء التي ترددت في هذا الصدد كاذبة.

وقال الميجر البريطاني في البصرة تشارلي بوربريدج ان القوات البريطانية وفرت المراقبة الجوية لكن الوضع تمت معالجته بمساعدة نحو 700 جندي عراقي.

وقال "أعاد مقتدى الصدر السيطرة على العناصر المارقة في ميليشياته." مضيفا ان الاشتباكات كانت خطيرة للغاية.

وقال "انها تمثل اول اختبار حقيقي كبير لقوات الامن العراقية وانها اجتازته."

وقال ان القوات البريطانية جهزت بصفة احتياطية مجموعة قتالية تتألف من نحو 500 جندي لتقديم المساعدة اذا احتاج الامر.

ونفى وزير الدفاع الامريكي دونالد رامسفيلد ان يكون تسليم مهام الامن الى السلطات العراقية قرارا خاطئا.

وقال للصحفيين في وزارة الدفاع الامريكية (البنتاجون) "الخطأ الاكبر سيكون في عدم نقل المهام الى العراقيين."

واضاف "ربما تحكمون على ذلك بأنه امر غير صحيح بالنظر الى مجموعة محددة من المسؤوليات وربما يتحتم عليكم حينئذ التدخل ومساعدتهم."

ولكن "اعتقد ان آخر شيء في العالم هو ان تصفوه بأنه خطأ استراتيجي."

وقالت الشرطة إن التوتر عاد ليسود مدينة بلد التي شهدت عمليات قتل انتقامية راح ضحيتها ما لا يقل عن 60 شخصا خلال الأسبوع المنصرم بعد أن تسببت قذائف مورتر في مقتل تسعة أشخاص يوم الخميس الأمر الذي دفع ميليشيات شيعية إلى مهاجمة قريتين سنيتين مجاورتين.

وكانت القوات الامريكية والبريطانية سلمت العراقيين المهام الامنية في بلد والعمارة في الاشهر الاخيرة.

والعمارة مدينة يعيش فيها نحو 250 الف شخص وهي العاصمة الاقليمية لمحافظة ميسان. وتعتزم القوات البريطانية تسليم العراقيين المسؤولية كاملة عن ميسان خلال الاشهر القادمة وقال بوربريدج ان الامور ما زالت في مسارها الصحيح.

وقال البيت الابيض يوم الجمعة ان الرئيس الامريكي جورج بوش سيعارض الضغوط التي يتعرض لها في عام الانتخابات من اجل تحول رئيسي في الاستراتيجية الامريكية في العراق رغم تنامي الشكوك بين الناخبين والمشرعين الجمهوريين.

وقتل 73 جنديا امريكيا على الاقل هذا الشهر وهو واحد من اعلى معدلات الخسائر في الارواح في صفوف القوات الامريكية خلال الاشهر الماضية.

وأمر رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي شروان الوائلي بالتوجه إلى العمارة يوم الجمعة في مسعى للحد من الاضطرابات. وكان المالكي قد اجتمع هذا الأسبوع مع رجل الدين الشيعي الشاب مقتدى الصدر والمرجع الشيعي آية الله علي السيستاني للحصول على تأييدهما للحد من العنف الطائفي.

وقال الوائلي ان الاضطرابات بدأت باغتيال قائد وحدة المخابرات بالشرطة.

واضاف الوائلي ان العمارة بلدة عشائرية ولهذا تحولت الى ازمة مضيفا ان حياد الشرطة اصبح يمثل مشكلة لان بعض الضباط يشعرون بالولاء لعشائرهم.

وقال ان الحكومة جادة جدا في عدم السماح للقوات بالولاء لأي جماعة سياسية Opinions