Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

اشكالية الوطن والوطنيين

جاء في الاثر الشريف " حب الوطن من الايمان"
كثيرا ما نتلقى او نلقي مفردات جامعة لها مساس في واقعنا الحي وربما نبتعد عن المفهوم الحقيقي لها عبر ممارسات من هنا وهناك تلوث المفهوم وتغلف المصطلح.. منها مصطلح الوطنية:
فما هو المعنى الحقيقي للوطنية؟ ومن هو الوطني؟
تعرف الوطنية ببساطة: أنها صلة ارتباطنا بالأرض أو البلد الذي ولدنا فيه وترعرعنا في كنفه وتشمل اضافات الحب الحقيقي للبلد وعدم خذلانه في كل الظروف صعبها ويسيرها الى درجة عدم مغادرته وهجره. الا من اضطر لذلك وحسب ما اوردته الاية الشريفة (فمن اضطر غير باغ ولا عاد فلا إثم عليه).
فحب الوطن دليل الوطنية.
وهناك من يعرّفها بأنها صلة الحب والتعامل بين أبناء الشعب الواحد والإمتثال للقوانين وتطبيقها ومراعاة مصلحة البلد بالدرجة الأولى.
وغيرهم قال ان الوطنية تعني أن يعلن المرء ولاءه وإخلاصه للوطن وللحكومة الحاكمة فيه كي يضمن تطبيق القانون.
من هنا: إما يكون المرء وطنياً أو غير ذلك وهي تعني الكثير، فهناك نظرة أفقية للمجتمع يطلق من خلالها المفهوم والتي تكون سارية المفعول حسب النظرة والرؤية التي يمتلكها ذلك المجتمع من ثقافة إجتماعية وسياسية ووطنية وكل حسب تجاذباته الفكرية .
ومن هنا ايضا لو طبقنا مفهوم الوطنية على افراد المجتمع العراقي اليوم لأمكن ايجاد تقسيمات يمكن توجيهها الى ثلاثة مجاميع :
المجموعة الاولى: التي قارعت النظام البائد واضطرت للهجرة من العراق.
المجموعة الثانية: التي لم تغادر وكانت من تؤيد النظام البائد.
اما المجموعة الثالثة: التي مكثت تتخفى داخل البلد وهي تقارع النظام من اجل الاطاحة به.
بالنسبة الى المجموعة الاولى فهي التي امتلكت الوطنية باصولها وتحفزت لديها تلك المشاعر التي جعلتها ترفض الظلم والطغيان والعيش تحت ظله البربري فانتفضت ضده وقدمت الشهداء قرابين للوطن وللوطنية، فبقيت لدى ابنائها تلك المشاعر الجياشة حتى عبروا الحدود واختلطوا في المجتمع الغربي مما ادى الى انقسامهم الى نوعين:
النوع الاول: ظل يحمل اسس الوطنية بحمله هموم البلد ومراقبته الاحداث ليعمل من اجل انتشال واقع البلد وازاحة الكابوس عن كاهله، ومثاله اليوم ان بقي هذا النوع يتطلع الى من ينتشل العراق من واقعه المرير تحت طائلة الاحتقان الطائفي.
النوع الثاني: هم الانتهازيون والوصوليون الذين وجدوا ضالتهم في الخروج من العراق بهدف الهروب من واقع كان يلاحقه لا لاجل واقع البلد المتأزم. ومثاله ان يلجأ الى تحصيل عنوان كبير ومهم للوطنية فتراه يتجه للبحث عن عمل مع الاحزاب التي تعمل بدورها تحت دثار الوطنية المصلحية (وهنا لابد ان نشير الى ان الوطنية أصبحت كشريط يستدرج احداثه كل رقم بالساحة السياسية) فيتجه هؤلاء الانتهازيون الى اختراع قصص خيالية عن بطولاتهم كاذبة ضد النظام ومقارعتهم المكذوبة لاطلائها على البسطاء،
خذ أمثلة عن ذلك: كم شخص ارسله النظام الصدامي للدراسة خارج العراق منذ عام 1980 وفي هذا الزمن يعرف الجميع من هم الذين يرسلون لاكمال الدراسة الجامعية في الخارج!؟ ومنهم من أكمل دراسته وحصل على شهادة الماجستير وتعرف على فتاة عربية فتزوجها وقرر عدم العودة للعراق، وهو يروج لنفسه انه قد قارع النظام واضطر للهروب من العراق. ثم ليصبح شخصاً مهماً يشار له بالبنان من قبل البسطاء حتى يأتي اليوم فتنكشف سريرته فيصبح هشيماً تذروه الرياح.
وخذ شخصا آخر اصيب بجرح اثناء حرب الخليج الثانية عندما كان في الجيش العراقي وتمكن من الهرب من العراق واخذ يلفق قصة مشاركته في الانتفاضة الشعبية وقد اصيب اثناء جهاده فيها، ولم يدم له ذلك طويلا اذ صادف ان تطرح قضيته الملفقة مع من يعرفونه في منطقته داخل العراق وتبين عكس ذلك وتكشفت حقيقته فتحولت القضية الى فضيحة وهناك دلائل كثيرة تمكنا من الحصول عليها بعد متابعة الانتهازيين والوصوليين لانهم بذلك يغلفون الوطنية بغلاف نفاقي من اجل مصالحهم الخاصة.
Opinions