اشور.. وجرمكا.. وذهب مع الريح..
ايار 2007ملبورن استراليا
رغم ارهاب البعض..ينصفنا البعض الاخر
اتابع، كالكثيرين، وبابتسامة تعلو محياي، مقالات الاستاذ جلال جرمكا..التي تاخذنا لدقائق الى عالم نقدي بناء وجميل..رسم تضاريسه الاستاذ جرمكا بعناية فائقة، وروح ديمقراطية رائعة، تحترم الاخر وترفع من شأنه.. فجعل من طبيعة عالمه الخاص (الذي يشارك قراءه بسكناه) ملتقى للباحثين عن الاخر..
كان مقال الاستاذ جرمكا، (كلداني من مدينة السليمانية ، كان أكرم من حاتم الطائي ) غزيرا بالمعلومات عن هذه الشخصية الفاعلة والمؤثرة في مجتمعها..وكانت رسالة كاتبنا واضحة ومؤثرة هي الاخرى، وبحق فهي التفاتة جميلة من كاتب عراقي كوردي، ان ينصف شخصية عراقية كلدانية..اذ اضحت كلمات جرمكا على مثل كرم علكة..وكانت صورة رائعة، تشابه بها من انصف، فأُنصف..اذ اشترك جرمكا وعلكة، بكرمهما..واحدا بماله وملكه، والاخر بكلماته..وقلمه.. واشتركا بعراقهما، الواحد، الوطني، اللاطائفي، الجامع لابناءه بمحبة..
انه مثال جميل ان نرى قلم الكاتب.. ينبض.. في عراق اليوم..ويغير ولو شيئا.. وجميل ان نرى اذنا تصغي..في زمن نشتهي فيه الحوار..الاخذ والعطاء.. ما كتبه قلم استاذنا، وما لاقاه من اذانا صاغية ، كان مثالا حيا على ان العراق سينهض..وسيعطي املا مشرقا..كإشراقة تموز بصعوده من العالم السفلي..عالم الاموات..
فهنيئا لقلم كاتبنا انتصاره..وهنيئا لعراقنا بكاتب وطني وحدوي..
استراحة المحارب..اشور..
لبعد المسافات بين (ااقمارنا الصناعية)، واقمار (وطننا).. فاننا ولسوء الحظ، لا نستطيع مشاهدة فضائية اشور في استراليا.. والتي يصل بثها الى اوربا واميركا (على حد علمي)..
ولكن ما اعلمه، ومن مصادر متعددة، ومن مشاهدات مقتطفة، ومتابعات بسيطة، فان الفضائية، والتي هي امتداد لتلفزيون اشور الارضي، الذي بوشر العمل على بثه منذ بداية التسعينات من القرن الماضي، تعتبر من الفضائيات التي تملك عددا كبيرا من المشاهدين، على مستوى العراق ، والعالم، من الكلدان الاشوريين السريان، العرب، والاكراد..لما تبثه القناة من برامج تعتمد الحس الوطني، والاهداف السامية.. (انظر مقال الاخ اسامة ادور موسى zahrira.net )..وايضا تعتبر من الفضائيات القليلة جدا المستقلة ماديا، والتي انطلقت عبر الاثير عبر تبرعات مادية من ابناء شعبنا في المهجر والوطن..(ايضا انظر مقال الاستاذ جرمكا قناة آشور الفضائية .. توقفت عن البث.. هل سألتم لماذا؟؟؟)..وهي بهذا كانت حلقة وصل بين شعبنا,,وبقية اطياف الشعب العراقي.. تنشر قضايانا..وفكرنا..ووطنيتنا..
وتعددت ردود الافعال حيال خبر توقف بث الفضائية.. عبر تصريحات ومقالات.. وقد لا اضيف شيئا الى ما قاله الاساتذة الكتاب المذكورين، وايضا الاستاذ ثامر توسا في مقاله ( قناة أشورالفضائيه, شمعة في النفق , لا تطفؤوها..) لكني ساتساءل من جديد، عما نقدمه نحن ابناء المهجر..لنا..لانفسنا، وابناءنا، واخواننا في المهجر والوطن؟؟ فالويلات والمصائب تصب على رؤوس اهلنا من كل صوب وحدب..تفجيرات، وارهاب، ودفع جزية..وتهجير قسري.. وخمد شعلة وسيلة اعلامية مهمة كانت تبث قضايا الامة.. ولازلنا نتسائل.. نحن ابناء المهجر، اين نحن من كل هذا؟؟
هل سناخذ موقف المتفرج (الذي ينعشنا) في صراع شعبنا من اجل البقاء..في الوطن..على ارضه..وفي سماءه.. وهل نؤمن حقا، ونبشر بإيماننا، بانه ستكون هناك للمحارب بعد استراحته نهضة قوية..ليعود من جديد..قويا..شامخا.. ومنتصرا..؟؟ لي حق في التساؤل..لا يضاهيه حق..
ذهب مع الريح
اتابع وبشغف كبير اخبار شعبنا في الوطن والمهجر، من على صفحات مواقعنا على الانترنت..فهي تحمل لنا املا حينا..والما حينا اخر.. واكثر تلك الاخبار وقعا في نفوسنا هي اخبار المصاعب التي يمر بها ابناء شعبنا في الوطن.. والتي كان اخرها الارهاب الديني في بعض مناطق الدورة..
دون الدخول في تفاصيل الحدث..فانني اود الاشارة فقط الى شعور راودنا جراء ردود افعالنا..والتي تتشابه حيال جميع القضايا المتعلقة بشعبنا.. فقد ندد البطاركة..وتوعدوا ..في تصريحات منفصلة.. اغلبها من مواقع بعيدة عن الحدث .. ونددت بعض الاحزاب والمؤسسات في بيانات منفردة كانت هي الاخرى هزيلة.. وقامت مؤسسات اخرى خصوصا في المهجر، بكتابة رسالة الى بعض المسؤولين العراقيين والدوليين (رسالة انترنيتية) .. والتي تعتبر اضعف الايمان..واكتفينا نحن الافراد بالانتظار..
نعم اكتفينا بالانتظار..انتظار معادلة جديدة وارقام جديدة، لالية العمل.. التي فقدنا رموزها.. بانفصالنا، حتى في القضايا المشتركة، بعد ان ظهرت بياناتنا وتصريحاتنا هزيلة، لا تفي بالغرض..ولا تحرك ساكنا..
انتظرنا املا جديدا.. وفهما جديدا لقضايانا..وخلافاتنا..واختلافاتنا.. انتظرنا شجاعة كافية لاجتياز حدود الانا.. شجاعة من اناس قضوا حياتهم في التبشير بالشجاعة، والدعوة لها..ولا نزال ننتظر.. فنحن لا نمل الانتظار.. ولا يعتقد البعض باننا نمل الانتظار.. كلا.. فبإنتظارنا.. سنفهم الكثير..ونعرف الكثير.. وسندرك الكثير..
املنا سيبقى قائما، ما دام هناك قلما يكتب..واعلاما ينشر..وصرخات تصدر..وان بضعف..فاننا سندرك يوما، انها لا تملك ان تحطم جدار الوادي، فهي لا تملك صدىً، ما دامت منفردة..
سندرك يوما ان في انجيلنا معادلة جديدة لالية عمل مؤثرة..وفعالة..وناجحة.. ستجعلنا ان قلنا لشجرة التوت قمي وانغرسي في البحر لفعلت..
سندرك يوما، بان تنديداتنا التي تذهب سدى الرياح اليوم..ستتغير غدا، وستكون اكثر صلابة في وجه العواصف..وسيكون لنا سيطرة على الريح والبحر..فيطيعانا.. ولن تعود صرخاتنا تذهب سدى.. ولا تنديداتنا ومطاليبنا تندثر في مهب الريح..
سندرك يوما ان كل واحد منا، هو الركيزة..وهو الاساس..وهو حجر الزاوية..حين نتحمل المسؤولية تجاه انفسنا..كشعب وكنيسة وامة.. ونعمل في حقل الرب..والشعب.. فالحصاد كثير والفعلة قليلون..
سيكون لشعبي وامتي وكنيستي غد جديد..ومفاهيم جديدة..والية عمل اكثر قوة..وفاعلية..
لا بد...