اضرب الضعيف حتى يخاف القوي!!
مقولة نتداولها في مجتمعنا العراقي للاسف عندما نعيش في عالم الغاب الذي لا تتحكم به القوانين ولا يسير وفق الضوابط الانسانية والايمانية التي تؤطر لكل شيء ومنها الاحترام المتبادل، وصون الحقوق للجميع. وما القوانين النافذة التي يتوجها القانون الاساسي (الدستور) الذي تُبشر الجميع بالامن والامان والحقوق والواجبات والامتيازات التي كلها وعلى ما يبدو انها مجرد حبر على ورق عندما يكون الامر متعلقاً بصراع القوى السياسية الكبرى!! إن صحت تسميتها لغرض تركيب البيت الداخلي ورسم خارطة النفوذ في عراق ما بعد التغيير في عام 2003 الذي ما زال يخوض صراعاً عسيراً من اجل اثبات ذاته وتثبيت حقوق جميع ابنائه ولمختلف الطوائف والمذاهب والقوميات.ولابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري (المسيحيين) ومعهم الارمن ومن خلال تركيبتهم الاجتماعية وفكرهم النابع من ايمانهم المسيحي لهؤلاء يتكلم الجميع بأنهم الحلقة الاضعف كونهم مقتنعون ايضاً؛ بأنهم ضعفاء ولا نصيرَ لهم ويستسهلون الانتقال من مدينة الى اخرى اذا تم اضطهادهم او تهجيرهم ولا يقفون بوجه الظالم ليقولوا امامه كلمة حق بغية ايقاف ظلمه كي يلتفت ويعترف بالحقوق الكاملة لهذا الشعب المسالم، وانطلاقاً من ذلك نجد الكثيرين الذين يحاولون ابعاد ابناء هذا الشعب من مضمار السياسة لانه محفوف بالمخاطر ولان ابناء شعبنا غير مستعدين لتقديم التضحيات راضين بالمقسوم تاركين الساحة مفتوحة للآخرين كي يلعبوا بها كيفما شاءوا وشعبنا لا يمارس حتى دور المتفرج فيها بل نجد الكثيرين يضعون الحواجز بالكلام والافعال امام من يتجرأ من ابناء شعبنا ويطالب بحقوقه.
ورأينا كيف ان الحوادث توالت علينا ودمرت كنائسنا وشُرد اهلنا وقُتل رموزنا ونحن نحاول الابتعاد وعدم المواجهة مخافة العواقب وكانت الموصل الضحية الاخيرة قبل حوادث كركوك في 26/4/2009 لكي تدق جرس الانذار للمُطبلين بأن سبب المشاكل هو مطالبة شعبنا بالحكم الذاتي!! فهل الذين هوجموا في مقر دارهم وقتلوا كانوا من المطالبين بذلك؟ وهل ان كركوك كانت من ضمن المَطالب بالحكم الذاتي او كجزء منه؟ كلام اظهر الواقع ان المتحدثين بالضد منه انهم واهمون فعلاً ويحاولون احباط العزائم وادخال الخوف والرعب في قلوب السوراي كي يبعدوهم عن حقوقهم المشروعة كمواطنين اصلاء في هذا البلد. فما الذي سيقوله هؤلاء اليوم؟ وهل سنبقى ننتظر المزيد من الضربات؟ لكن حتى الان اعطينا الخد الايمن والايسر فماذا بقي؟ الا نعود الى رشدنا ونُنظيم واقعنا السياسي الذي يبشر بأزدياده سوءاً عندما ينفرد الكلدان وحدهم والسريان والآشوريين بأنفسهم ككيان منفصل عن الآخرين لتزداد شرذمتنا ويزداد تهميشنا وتُسلب حقوقنا وتُنتهك اعراضنا ونبقى فقط ننظر وبحسرة الى الشعوب التي تضحي وتعطي الدماء من اجل الحرية لأن الدماء من أجل الحرية هي من اغلى الدماء وضرورية لكي تعيش الاجيال بكرامة وعز، لكن الدماء التي تنزف بغير ذلك تذهب هدراً تبكي الظلم والاهمال الذي كان سببه السياسيون ورجال الدين وكل من يهمهم الامر الذين كانوا السبب بإضعاف شعبنا وجعله ذليلاً.
فمتى نفكر ان نكون اقوياء وندخل الرهبة في القلوب التي تترصدنا وتحاول إيذاءنا؟ سؤال بحاجة الى الاجابة.
عبد الله النوفلي
28/4/2009