Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

اطمأنوا : قلب عبد الستار ناصر ينبض بحيوية

عندما اقتربنا من مدخل الشقة التي انتقل اليها عبد الستار ناصر بعد خروجه من المستشفى اثر عملية في القلب ، كان احد العمال يريد ادخال بضعة كراسي اضافية الى الشقة الصغيرة ، التي امتلاْت بالزوار الذين توافدوا للاطمئنان والتضامن !! واندفعت هند كامل تعانق هدية حسين وهي تسال بلهفة عن قلب صديقنا الكاتب الذي فاجأه المرض مع عيد الاضحى ، فهتف عبد الستار ( انا هنا ..ما زال القلب ينبض ..)
اعطاني الدكتور عبد الامير عبود مكانه جوار عبد الستار ناصر بينما جلست هند كامل جوار الاستاذ نصير الجادرجي الذي طلب من عبد الستار ان يقلل من الكلام كي لا يجهد نفسه .. فقال عبد الستار ( انا فرح بكم .. لقد اظهر مرضي ان لي اصدقاء كثيرون .. محبون .. لست وحيدا في الغربة !!)
وقدم له احد الاصدقاء ملفا ضم صفحات مما كتب عن مرضه في المواقع الالكترونية العراقية خلال مجرد 24 ساعة من معرفة خبر تلكؤ قلبه!!
وكان لا بد ان تتحول الجلسة الى حوار في الثقافة والادب والفكر السياسي واذ بعبد الستار ، صاحب القلب المريض ، يتنقل بنا من موضوع الى اخر ويتحدث عن نشاطه الابداعي حيث اصدر في عام 2007 وحده ستة كتب ، ثم تناول نسخة من روايته ( الطارطران) وناولها لهند كامل فقالت له انك قد اهديتنا قبل فترة نسخة منها ، ثم طرح عليها المشاركة في مشروع تلفزيوني يتناول نماذج من التراث القصصي العراقي باطار سردي متميز يقدم القصة والمؤلف وعصره وبيئته .. وقد وصل الحماس بالحاضرين الى درجة التخيل كيف سيكون البرنامج على الشاشة ... واقترح ان تكون الحلقة الاولى عن رائد القصة العراقية محمود السيد !! وعندما سأل احد الحاضرين ومن يكون محمود السيد هذا ؟ بحلق عبد الستار ناصر بدون غضب وقال ( في هذه السنة تمر الذكرى السنوية السبعون لوفاة محمود السيد ... لقد توفي عام 1937 في القاهرة وعمره 34 سنة !!)
وكانت زيارتنا للاطمئنان على قلب عبد الساتار ناصر مناسبة للتذكير بهذا القاص العراقي الرائد الذي عاش في النصف الاول من القرن العشرين وانجز الكثير للادب القصصي العراقي عندما كانت الساحة الثقافية ايامها لا تعترف بغير المقالة والشعر دون اهتمام بالقصة وبالقاص .
لقد مهد محمود احمد السيد الطريق لكتابة القصة العراقية ولم يكن قبل السيد من اهتم بكتابة القصة الا القليل منهم عطا امين الذي كتب بضعة قصص بين عامي 1908-1911 و(الرواية الايقاظية) لسليمان فيضي التي نشرت عام 1919 وهي اقرب الى المسرحية منها الى الادب الروائي ,,,
مرة اخرى ذكر بعض الحاضرين عبد الستار ناصر بقلبه العليل ، وطلبوا منه ان يكف عن الكلام المباح ، فوضع يده على صدره ، وهو يقول مخاطبا قلبه (ما زال لدي الكثير لاكتبه ... اعطني بضعة سنوات اخرى يا قلب !)
وهنا حضرتني قصيدة ( يا قلبي ) لشاعر الرومانسية الالمانية هاينريش هاينه ( 1797- 1856) فقرأت مطلعها على الحاضرين باللغة الالمانية ومن ثم قلت ترجمتها بالعربية :
قلب , يا قلبي ،
ما الذي ينغصك يا قلب ..
ما هذا الشعور الغريب الجديد
الذي يجلك يا قلب ..
لم اعد اعرفك يا قلب !!

Opinions