اعرضوا"حسن ومرقص" على الطلبة !!!
1ثقافة العنف والتطرف الديني الارهابي الذي اخذ يعصف بارواح الناس الابرياء من المسيحيين في العراق ومنذ الاحتلال الامريكي للعراق في 2003 وامام مرئى ومسمع العالم وبوجود اكثر من 170الف جندي امريكي على ارض العراق محملين بصناديق مليئة بالديمقراطية والحرية والشعارات الرنانة والطنانة وبمستقبل مشرق للعراقيين ، وبعد كل مجزرة يخرج الينا احد المسؤولين القابعين في المنطقة الخضراء معلنا بالقاء القبض على مرتكبي الجريمة وكشف خيوط الجريمة وتنظيمات الامارة الاسلامية و احالتهم الى المحاكم المختصة وسوف يتم الكشف على التفاصيل ريثما ينتهي التحقيق !! وقبل ان ينتهي التحقيق يقوم الارهابيين بجريمة اخرى وتستمر المجازر ويستمر التحقيق فلا المجازر تنتهي ولا التحقيقات تنتهي ولا احد يعلم كيف جرت جلسات المحاكم واحكامها ولا اسماء المتهمين بل كل ما يحدث هو تقديم التعازي و شجب ما حدث من قبل القابعين على السلطة واعطاء الوعود بان الحكومة الرشيدة سوف تشدد الحراسات على الكنائس وحماية المسيحيين والطلب بعدم الهجرة والتمسك"بالارض".
2
الكل اطلع على الدستور العراقي الذي قسم العراق طائفيا ومذهبيا وقوميا وبداية للجرائم الارهابية والتي قامت بها المليشيات المذهبية والطائفية بعضها بحق البعض الاخر ولكن المسيحيين كانوا المواطنين الوحيدين الذين لم يمتلكوا السلاح ولم ياسسوا مليشيات بل تشرذموا وتفرقوا لعدم ايمان بعض مؤسسي احزابهم السياسية بان مصيرهم واحد وهذا كان احد الاسباب لكي يكونوا لقمة سائغة لكل من هب ودب وعبر الحدود السائبة تحت انظار الاجهزة الامنية والعسكرية والدبابات الامريكية ولم تقم الحكومات المتعاقبة ولا رجال الدين المسلمين عبر منابرهم في المساجد والحسينيات والى الان بتوعية المواطنين بان الجميع لهم حق المواطنة وان حقوق المسيحي او الايزدي اوالمندائي لا تقل عن حقوق المسلم بل كانت جميع مواعضهم حول الكفار والجهاد وبعضها تدعوا علنا الى استباحة دماء "النصارى" واعراضهم..
3
في كل انحاء العالم يدرس الطالب تاريخ بلاده وحق المواطنة للجميع ما عدا في العراق حيث يدرس الطالب ما يقرره النظام من منهج محشو بالطائفية والمذهبية فيتلقى الطالب الفباء الغاء الاخر ، ففي العراق تستطيع وزارتي التربية والتعليم العالي بالقيام بواجباتها تجاه التطرف الديني والمذهبي وادخال شعار ان "الدين لله والوطن للجميع" وتفسير ذلك الشعار للجميع وان العراق هو الوطن والعيش المشترك للمسلم والمسيحي والايزدي والمندائي وفتح دوارات تثقيفية للمدرسين والمعلمين لكي يدرسوا الطلبة بان التطرف هو ضد الاديان وزرع روح التسامح وتقبل الرائ والرائ الاخر ورفض التعصب والتطرف بكافة انواعه وترسيخ مبادئ الديمقراطية وحقوق الانسان وفق لوائح الامم المتحدة والتي وقع العراق عليها منذ صدورها وان المسيحيين كان لهم الدور التنويري في العهد الإسلامي حيث قام العلماء المسيحيين بدور الترجمة من الثقافة اليونانية إلى العربية عبر السريانية فكان حدثا هاماً في قيام النهضة في البلاد العربية.
من المستغرب بان هناك لجان منذ سبعة اعوام في وزارة التربية لتغير المناهج المدرسية ولم تنجز شئ سوى بعض ما تسرب هنا وهناك عن هذه اللجان بان ارتباطها بالوزارة من الناحية الشكلية فقط ولكنها تتلقى تعليماتها من المرجعيات الدينية وان هناك جدلا كبيرا بين ما تسرب من اعتراضات من ديوان الوقف السني !! اذا ان المناهج سوف تتغير مذهبيا او طائفيا والسؤال كيف تستطيع الدولة ان توقف الحقد والكراهية والتطرف الديني عندما يدرس الطلبة التطرف المذهبي او الديني !! وبالرغم من عدم تسرب ما تم حشوه في هذه الكتب المدرسية ولكن اننا على ثقة تامة بعدم تدوين على متن اي صفحة من صفحات جميع المناهج بان هناك المواطن المسيحي والايزدي والمندائي ، وان المسيحيين ليسوا طائفة اوجالية طارئة على العراق بل هم الاصلاء واصحاب الوطن .
4
نقترح على الحكومة العراقية تخصيص نسخة واحدة من فلم "حسن ومرقص" لعادل امام وعمر الشريف لكل مدرسة ويعرض للطلبة لكي يطلع كل طالب على العلاقات المسيحية الاسلامية في العيش المشترك والوطن الواحد ، ونعتقد ان هذا لا يكلف مبالغ ضخمة من خزينة الدولة و ان المبلغ يقل كثيرا عن راتب ومخصصات وامتيازات اي نائب في البرلمان العراقي !!
mattikallo@hotmail.com