Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

اعضاء من الكونكرس يستمعون في رواية " الحقل القرمزي " عن مذابح الابادة الجماعية للاشوريين

07/07/2006

تباين/استمع اعضاء من الكونكرس الامريكي لجنة الشؤون الدولية برئاسة هنري هايدن ( معروف بتعاطفه مع القضية الاشورية من شيكاغو ) الى شهادة السيدة روزي مالك يونان مؤلفة كتاب " الحقل القرمزي " الذي يتناول المذابح وحرب الابادة الجماعية للاشوريين في العراق من قبل الاكراد وخاصة الاسلاميين منهم ، قارنت بين حالهم خلال اعوام 1914- 1918 كما صورته في كتابها الموسوم " الحقل القرمزي " الى المأزق الحالي للمسيحيين الاشوريين في العراق ، كما تمّ اعتماد شهادة السيدة روزي يونان من قبل لجنة فرعية شكلت لهذا الغرض برئاسة عضو مجلس النواب الامريكي ( كونكرس ) السيد كريستوفر سمث ، كبيّنة رسمية متيسرة للصحافة والاعلام . اليك عزيزي القارئ شهادة ادلاء السيدة روزي يونان مؤلفة رواية : الحقل القرمزي " امام لجنة العلاقات الدولية يوم 30 حزيران 2006 . اسمي روزي مالك يونان ، انا لست سياسية ، لست عضوا في أي مجموعة او تنظيم سياسي ، انا كاتبة ، انا مسيحية ، انا آشورية ، انا مواطنة امريكية ، انا هنا لاحدثكم عن صبي يبلغ من العمر خمسة عشر عاما ( 15 ) واسمة فادي شمعون . كان فادي راكبا مسرورا دراجته الهوائية الجديدة التي اهداها له والده ، يباغته فجأة في ذلك اليوم المشؤوم الخامس من تشرين الاول 2004 مجموعة ارهابية اسلامية كردية ، تمكنت من انتزاعه من دراجته الهوائية واختطافه الى جهة مجهولة ، اصاب عائلته الهلع والجنون لمعرفة ما حدث لفادي ، حتى عثر احد الجيران على جثتة ملقية في شارع جانبي مثل الزبالة ، مقطعا ، مشوها بصورة بربرية ، محروقا ومقطوع الراس بصورة مرعبة . هذه الجريمة التي لا يتصورها او يصدقها العقل لم تكن الاولى في مدينة بعشيقة التابعة لمقاطعة آشور ، فقبلها شيّع الاشوريين صبيا آخر في الرابعة عشر من عمره يدعى جوليان افرام يعقوب بضربة حجر كونكريتية على راسه الصغير قبل احراقه ، قتل الاطفال المسيحيين الابرياء اصبح موضة في العراق ، دافعا عوائل مسيحية عديدة الى الهرب تاركين بيوتهم وقراهم بدون مال ولا حول ولا قوة . سجلت في روايتي الجديده " الحقل القرمزي " وعلى مراحل الاعمال الوحشية التي طالت ابناء شعبي خلال اربع سنوات من 1914 لغاية 1918 التي مسحت من الوجود ثلثي السكان الاشوريين بما يقارب 750000 من الانفس ، لقد فقدت اجدادي ، اعمامي ، عماتي واخرين ، وقع شعبي ضحية بيد الاسلاميين الكرد والاتراك قبل 91 عاما لكونهم مسيحيين ، ولا زال شعبي اليوم ضحية يدفع الثمن بيد هؤلاء الاسلاميين . كنائسي تفجر وتدمر ، المسنون يقتلون ، اخواني الشباب يعانون من الاعتداء والخطف ، المضايقة والازعاج والضرب طالت الطلاب روؤس اولادي واولاد جيراني قطعت ، اذا رفضت شقيقتي الانصياع بلبس الحجاب تعرضت للاغتصاب وهتك العرض والتعذيب ورش الحوامض لتشويه وجهها ، نعم اغفلت الصحافة الغربية معظم هذه الحوادث فذهبت بدون اعلان او تدوين ، هذه الاعمال الوحشية حدثت وتحدث تحت سمع وابصار حكومتي الامريكية منذ ( تحرير ) العراق . 16 آذار 1981 " هلك 150 من الانفس في ذلك اليوم الاسود " بيد الاكراد " ، 150 من الاباء والامهات الاحبة ، من الاولاد والبنات ، من الاخوة والاخوات ، من الزوجات والمحبين ، 150 من الانفس لكل واحد اسم يخصه ، من المتوقعين حضورهم لمائدة العشاء في ذلك المساء وكل ليلة 150 كرسيا ضلّت فارغة ، كل واحد منهم يترك فراغا في قلوب امّة شارفت على الانقراض ، 150 ذبالة لشموع هي الفترة التي جرفت فيها الملائكة لهذه الانفس على الارض " . كان هذا مقطعا من كتابي " الحقل القرمزي " ، التاريخ يعيد نفسه ولا احد يدوّن هذا المأزق لآشوريي اليوم في العراق ، لا احد غير شعبي . نحن الاشوريين أمة بلا حدود ، لقد صمدنا لآلاف السنين بقوة ورغبة حب البقاء ، قبل حوالي قرن من الزمان ، وتحت ظلال الحرب العالمية الاولى ، كافح اجدادي من اجل الحفاظ على ذريتهم من الانقراض ، هذا العببء يقع على كاهلي الان ، يواجه جيلي نفس هذا الكفاح لانقاذ امتي من انقراض كامل في العراق ، هنا نسّن قوانين لمنع اصطياد النسر الاصلع ( الاجرد ) لحمايتها من الانقراض ، لكننا نسمح لاقدم امّة في هذا العالم بالانقراض ، هذا غير قابل للمغفرة . الآشوريون وانا واحدة منهم ، نعيش في الشتات ، نعمل ما باستطاعتنا لجذب انتباه العالم الى ماساتنا ، نحن لسنا بمقاتلين ولا بحاملي السلاح في شوارع بغداد ، لكننا نكتب ونخط المقالات ، نعقد الندوات والمحاضرات ، ننتج افلاما وثائقية ، نسهر الليالي في النقاش والجدال ، نقوم بمسيرات ، نضرب عن الطعام ، نقوم بالتظاهرات والحشود السلمية نتكلم ومن اجل كرامتنا نرفع صوتنا ، عندما يكون معلوما لديك بان هناك اعتداءات تحدث في مكان ما ضد مجموعة ما ، تكون انت في موقع شاهد جوهري لهذه الحقائق ، ترث المسؤولية المطلقة لتشهد وتخفف من هذا الشقاء البشري . نحن الآشوريين لسنا باناس فوق العادة ، فوجئنا في تقاطع ناري واحداث غير عادية ، مع ذلك لا نجابه العنف بالعنف ، لا ننتقم ، ما نروم اليه هو الحياة فقط ، عندما فجرّت كنائسنا ، لم نفكر بالثأر، مشينا في سبيلنا كما يجب كمسيحيين . غادر بغداد خلال هذا الاسبوع ما يقارب ال 7000 آشوري الى شمال العراق ، النساء والاطفال اتخذوا ملجأ لهم في بيوت آشورية اخرى ، في حين نام الرجال في المقابر عند الظلام ، لا اقول هذا رمزيا ، بل اقوله حرفيا ، لقد ناموا في المقابر لعدم وجود ملجأ آخر ياويهم . لوضع حد لهذا الالم في العراق يعتمد على شجاعتنا في العالم الغربي لمساعدتهم ، قبل اشهر قليلة قابلت المطران مار كوركيس صليوا ، مطران الاشوريين في العراق ، من كنيسة المشرق الاشورية ، حديثه عن حياة الاطفال الاشوريين في العراق يدمي القلب " نحن شعب فقير ، نحتاج الى المساعدة ، ساعدونا " هذا ما قاله . قبل ايام تحدثت مع البطريرك الاشوري مار دنحا الرابع ، بطريرك كنيسة المشرق الاشورية ، اخبرني بعدم امكانية رجل الدين او القس من ارتداء ثوبه في المحلات العامة خوفا من ضربات الاسلاميين . عراق اليوم كان جزءاً من بلاد آشور ، الاشوريون اول امّة قبلت المسيحية ، تاسست الكنيسة الاشورية 33 سنة بعد الميلاد ، هذه الامة تعاني اليوم من مشكلة خطيرة ، نفوسها الذي كان يتراوح بمليون و 400 الف نسمة قبل الحرب العراقية قد تضائل الى حوالي 800 الف نسمة من غير ان تجد من يحمي مصالحها . رغم كون الاشوريين سكان العراق الاصليين ، الا انهم ضحايا القتل والتهجير ، ممارستهم لتقاليدهم المسيحية محضورة من قبل الارهابيين الاسلاميين ، العنف والعدوان نحو المسيحيين الاشوريين في العراق هي سلسلة من الاحداث المتكررة . مثال ذلك الكنائس الاشورية هي هدف اولي لهذه المجاميع التي تروم قتل وايذاء اكثر عدد ممكن ، منذ عام 2004 لغاية حزيران 2006 تمّ تفجير وضرب 27 كنيسة ، في احدى الحالات تمّ ضرب 6 كنائس متزامنة في يوم واحد في بغداد وكركوك ، وفي يوم اخر ضربت 6 كنائس اخرى متزامنة ايضا في بغداد والموصل ، ضرب الكنائس بصورة متزامنة هو نموذج مستمر ومتناوب . بالرغم من محاولات دفع العراق نحو الديمقراطية ، فوحشية صدام التي فاقت التصوّر قد انحرفت نحو الاصوليين الاسلاميين والقوى الكردية التي صعدت بسرعة بسبب ما يسمى " الديمقراطية " في العراق ، قلت ما يسمى بسبب الاحتيال والتهديد الذي مورس في فترة الانتخابات . للمرة الاولى في التاريخ ، تمكن الاشوريون من المشاركة في الانتخابات في كانون الثاني 2005 ، لكن الآلاف منهم في سهل نينوى حرموا من فرصة الادلاء باصواتهم ، ففي هذه المدن والقرى لم تصل صناديق الاقتراع بسبب عدم مزاولة المسوؤلين الاكراد واجبهم في توفيرها ، كما حدثت خروقات وسرقات بهذه الصناديق في المناطق التي ادلى الاشوريين باصواتهم ، حيث حرصت الشرطة السرية والعساكر الاكراد على الظهور علانية وبشكل سافر بالقرب من مراكز الانتخابات مهددة النساء الخائفات اصلا وكبار السن في مناطق سكن الاشوريين فكانت النتيجة كثرة الاصوات الانتخابية للاكراد بدلا عن الاشوريين . Opinions