Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

اعلام شعبنا وانعدام البصيرة

ان المتتبع لوسائل اعلام شعبنا الكلداني السرياني الاشوري وبكامل تخصصاته المرئية والمسموعة والمقروءة وحتى الالكترونية منها ، لتنتابه الكثير من حالات الإحباط واليأس بسبب تجرد اغلب تلك الوسائل من قيمها الحقيقية التي اسست لأجلها وهي اظهار حقيقة ما يتعرض له ابناء شعبنا من قهر ونبذ واحتقار واذلال في ارض آبائه واجداده .. وقد لمسنا هذا حقا ولمسه كل مواطن وكل شريف على ارض الوطن.. فلو تتبعنا الحوادث التي المت بشعبنا منذ سقوط النظام ولحد الان ، لياخذنا العجب من صمت وسائل اعلامنا وخصوصا بعض الفضائيات منها على ما يحدث .. كيف لا.. ان كانت بعض تلك القنوات قد تحولت الى مشروع تجاري يخص هذا المسؤول او احد اقاربه وترك ماسي شعبه وكانها لم تكن...!!ونحن هنا نكتب باثباتات وحقائق دامغة لا يمكن لأحد نكرانها ، رغم كوننا نعرف بان هناك من يضجر من صراحتنا كونها تمسه هو ، ولكننا والله يشهد لسنا متحاملين على احد بل كل ما نبغيه هو نقل الحقيقة كما هي دون تزويق او تسويف كما يفعل بعض من زملائنا الذين يدعون انفسهم باعلاميين .. ولنقدم هنا مثلا على ذلك .. فقناة عشتار الفضائية مثلا ( ورغم كونها القناة الفضائية الوحيدة التي تمثل ابناء شعبنا بحق وتنقل حقيقة ماساة شعبنا على ارض الواقع) وفي بعض من برامجها تزيغ احيانا عن الطريق وتقوم بنقل الحفلات التي يقيمها ابناء شعبنا في الخارج ، وهي بهذه الحالة تشجع موضوع الهجرة دون قصد ، علما بان تلك الحفلات لا تحصل الا مرة او مرتين في العام .. اما قناة اشور الفضائية فقد تركت مآسي شعبنا على الرفوف والتزمت ابوابا اخرى من التي لا تمت الى ابناء شعبنا باية صلة ، بل على العكس من ذلك قد تزيد الطين بلة في ما تطرحه من مواضيع وبرامج بعيدة كل البعد عن واقع وتطلعات ابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري ، وما دمنا في خضم الموضوع اذن لنذكر حالة فريدة حصلت فعلا وهي .. عندما حصل انفجار تللسقف الاول في نيسان عام 2007 ، تلك الجريمة البشعة التي اودت بحياة (21) شهيدا من ابناء تللسقف وابناء القرى المجاورة لها ، تلك الماساة التي ادمت القلوب وشحذت همم العديد من الفضائيات ووسائل الاعلام الاخرى كقناة الشرقية والبغدادية والفيحاء وحتى قناة الجزيرة ، تلك الفضائيات التي نقلت الماساة بخبر عاجل جدا ..نرى بان قناة اشور الفضائية لم تقدم حينها حتى خبرا بسيطا عن تلك الماساة ، بل اكتفت بشريط اخباري خجول عن تلك الكارثة وكأن الامر لا يعنيها ولايتعلق بابناء شعبنا ابدا..!! .. علما بانني قد اتصلت بالفضائية عصر نفس اليوم ( وكنت حينها مدير مكتب فضائية اشور في تللسقف ) واعلمت السيد مدير الفضائية بالخبر .. ولكن وللأسف الشديد.. فان الخبر لم يؤخذ بنظر الاعتبار ، بل التهت الفضائية حينها بتقديم برنامج غنائي اسمه لاماسو ستار .. وهنا لا بد من سؤال ..ايهما كان افضل ..برنامج لاماسو ام (21) شهيدا يا سادتنا في فضائية اشور....؟ اما الصحف التي يصدرها ابناء شعبنا.. فالقول هنا ينطبق عليها جميعا دون استثناء ، اذ ان كل صحيفة لا تنطق الا باسم الجهة السياسية التي تصدرها ، فهي تنشر افكار تلك المؤسسة فقط وتترك امور الامة خلف ظهرانيها الا ما ندر ، فجريدة بهرا مثلا متخصصة بنقل افكار وتطلعات الحركة الديمقراطية الاشورية ، وجريدة فجر الكلدان لا تنقل الا افكار ونظريات حزب الاتحاد الديمقراطي الكلداني ، اما جريدة بيت نهرين فهي تنقل تطلعات وافكار حزب بيت نهرين الديمقراطي ، وكذا صحيفة قويامن وميزلتا ...الخ من الصحف ، وهكذا جميع مجلاتنا ايضا، فهي منحازة تماما الى جهة معينة او تغازل هذه الجهة على حساب تلك.. هذا هو اعلامنا الكلداني السرياني الاشوري ، ولكننا نود ان نذكر المواطن بحالة حصلت في نهايات القرن العشرين وبدايات القرن والحادي والعشرين وهي حرب البلقان وكيف ركز اعلام جمهورية البانيا وشعب كوسوفو وغيرها من دول المنطقة على حال البان كوسوفو وماساتهم ، وكيف استطاع ذلك الاعلام من تدويل قضيتهم وجعلها قضية دولية هامة جدا استدعت التدخل الدولي لإنقاذهم من الابادة المزعومة .. ولكننا نرى بان اعلامنا قد غفل عن حال شعبه وحال الابادة الحقيقية التي يتعرض لها ولم ينقل ما يحصل من ماسي لهذا الشعب ويقدمها للراي العام العالمي ،، علما بان عدد الضحايا في اقليم كوسوفو لم يتجاوز الـ (1000) ضحية.. بينما بلغ عدد ضحايا شعبنا منذ سقوط النظام من الشهداء فقط رقما مرعبا.. اذ تجاوز الـ (3000) شهيد اضافة الى عشرات المخطوفين والذين لا يزال مصيرهم مجهولا ، علاوة على الاف الاسر المشردة والمهددة بالموت والخطف والقتل اليومي لأبنائنا وبناتنا والتهديد المستمر لأبناء شعبنا وتهديد كنائسنا واديرتنا وتدميرها وحرقها وقتل رجال الدين ، الى حد كتابة هذا المقال .. واعلام شعبنا صم بكم غير قادر على النطق بالحق ، بل غير قادر على ان يكتب حتى حرفا واحدا يقول فيه الحقيقة المرة لهذا الشعب المسكين المبتلى بقادة لا يهمهم سوى الربح والكسب المادي على حساب جراحات ابناء الامة المظلومة .. بماذا نحلل ذلك..؟ هل هو خوف من قول الحقيقة..ام هناك اتفاقات استراتيجية بين المتنفذين من ابناء الامة وبين من يقوم بتلك الجرائم..ام هناك امور متفق عليها مسبقا بين هذه الجهة او تلك..؟ فاي اعلام نمتلك.. واي اعلاميين يحتضن شعبنا.. اعلاميون بالاسم فقط .. بحيث اننا لم نرى احدا منهم ظهر على شاشة فضائية او تلفزيون ارضي وتكلم بالحق ونقل الواقع الذي يعيشه شعبنا من قتل وتشريد وخطف ،علما بان هناك حرب ابادة الجماعية لشعب صنع الحضارة من قدم التاريخ يقوم بها اناس ربما يكونون وهميين وربما يكونون في العلن وامام سمع وبصر الحكومة العراقية والمنظمات الدولية ، ومع الاسف الشديد امام انظار من يقولون بانهم ممثلي امتنا ومسؤولي احزابها وهو لم يحركوا ساكنا خوفا على مناصبهم واموالهم التي يكسبونها بفعل تلك الماسي .. ويا للأسف الشديد.. حين يظهر بعض من مسؤولي امتنا على شاشة التلفاز ويتلكمون ويصرحون عكس ما هو واقع .. الا يكفينا يا سادتنا .. الا يكفينا قهرا يا اعلامنا الشامت الاخرس.. متى تنطق ايها الاعلامي الشريف بالحقيقة المرة .. متى تكثف فضائيات شعبنا الصماء برامجها حول حرب الابادة التي يتعرض لها شعبنا.. اين الاعلام الكلداني السرياني الاشوري .. اين الشرفاء الذين لا يهابون الموت في نقل حقيقة شعبهم الى الراي العام العالمي لتدويلها .. رحمك الله يا شهيدة الاعلام يا اطوار بهجت.. رحمك الله يا بطلة الصحافة .. فيا حبذا لو وجد رجل واحد في اعلام شعبنا الكلداني السرياني الاشوري بمثل جراتك وتضحيتك.. ولكن وللألسف لا يوجد رجل واحد يناظرك يا اطوار البطلة.. يا شهيدة الصحافة والاعلام .. وبهذا نقول .. ونحن هنا نقدم تعازينا الى ابناء شعبنا البطل بوفاة اعلامنا الكلداني السرياني الاشوري بسبب فقدانه لبصيرته القومية ونقول رحمك الله يا اعلامنا الغالي ، يا شهيد الامة الخالد ،وهنيئا لسادتنا المتنفذين لسكوتهم عن قول الحقيقة .. مبروك لهم ما يكسبونه من اموال ومناصب وعلى حساب جراحات الامة المهانة والمستباحة كرامتها بسبب تجاذباتهم الغير منطقية.. / تحياتي ... Opinions