اقسمت ان لا اقرا لطائفي او مذهبي مهما انبطح ونطح ..؟
Sabti_kallo@hotmail.com"ليست الشجاعة أن تقبل الرأي الذي يعجبك، بل الشجاعة أن تتقبل الرأي الآخر"
أحمد حسن الزيات
بالرغم من اني انبهه بعد كل مكالمة هاتفية بان هناك فرق الوقت بيننا تقريبا ثمان ساعات واحيانا عشرة ساعات فيعود بعدها ليقضني في غمرة نومي فجرا او في ساعة متاخرة من الليل ، ولكن الصداقة الطويلة والجميلة في الوطن الجريح " عشرة عمر " التي تربطنا معا لابد ان استمع اليه بكل شغف ومودة ومهما كان الوقت متاخرا او متقدما وجاءني صوته كعادته مازحا :
والله اعلم ان الوقت غير مناسب ولكن رغما عنك تسمعني ، ثم سالني هل تقرا ما يكتبه فلان الفلاني وعلان العلاني فقاطعته قائلا :
على مهلك يا صاحبي ، قطع صوتك الالاف من الاميال لتسالني هل اقرأ عن الفلاني والعلاني ، انا لم اقرا لهذين وامثالهم منذ زمن طويل بالرغم من غزارة انتاجهما وتنوع كتاباتهم في الازدواجية والخضوع والانحناء والانبطاح والانتهازية و اتجنب قراءة ما يهذرون به ولا يستحق احد من هؤلاء ان اهدر وقتا من اجل جمل وكلمات مكررة وطروحات عثمانية ، وكما تعلم في الحقيقة أنني أعاني من مشكلة أرتفاع ضغط الدم واستخدم حبتين صباحا ومثلهما مساء فاتجنب كل ما يعكر مزاجي وصفوي وهدوئي كي لا استخدم حبة اخرى ولكن اقرا بشغف كل ما يكتب في المواقع والصحف بعيدا عن الطائفية والمذهبية والعنصرية واقر ا الرائ والرائ الاخر والمناقشات الشفافة واستمتع بمقالات الكثير من الكتاب الذين اختلف معهم بالرائ ولكن تكون طروحاتهم منطقية و تدعو الى المناقشة وتقبل رائ الاخرين واستمتع بكل مقال هادئ وانا احتسي " استكان الشاي المهيل " الذي يتصف بالشفافية واكون في غاية الانشراح واشعر بسعادة وبالتالي يشعر بسعادتي جميع المحيطين بي ويكون الجو العائلي لطيفا وشفافا فكيف تريد مني ان اقرا لهؤلاء " العرضحالجية " الذين وضعوا على عقولهم عازل التفكير اما الفلاني والعلاني ومن في معيتعم فوصلت الى قناعة تامة بان كتابتهم ليس الا لسان حال بعض الصعاليك الذين كانوا في سبات عميق وفجاة وبعداحتلال العراق في نيسان 2003 برزوا كمنظرين لمجموعة من الاميين الذين كانوا بالامس يصرخون .. يا .. يعيش ... وقاطعني صاحبي كعادته عبر الالاف من الاميال قائلا :
- نعم يا صاحبي ، ولكن سؤالي كيف يستطيع كل واحد من هؤلاء ان يضع راسه على مخدته ويغمض عينيه وهو يرى من يحيطه ينظر اليه بالحزن والشفقة للمرض الذي يلازمه وهو يكتب ما يقزز الاخرون ويثير الاخرون ويكون مثار السخرية من اقربائه قبل الاخرين .. قاطعنه قائلا :
- بارغم من ان الفلاني والعلاني على طرفي نقيض في كل الاراء .. قاطعني مرة اخرى :
- نعم ولكن يلتقيان في تاجيج الافكار المتطرفة وكل واحد منهم يبحث عن مقعد مهزوز ليتربع على مجموعة لا تتعدى اصابع اليد لتصفه بالمثقف والمنظر والكاتب و " المؤلف " ومنهم من كان يمجد لجهة ويدافع عنها دفاعا مستميتا والان انقلب عليها واخذ يسرد من خياله من مفارقات باتت احيانا مثيرة للاستغراب واحيانا اخرى مثيرة للسخرية ، ليس لسبب سوى انه تبخر حلمه بان يخصص له مقعدا واي مقعد يبرز " هيبته " ويكون اسمه مع اول القابعين واول التابعين .. قاطعته مرة اخرى :
- ان هؤلاء حالهم حال الصحف الصفراء التي يسودها قلة الاخلاق في التعاطي مع مشاعر الناس والتي تغلب في ما يكتبون لغة التحريض ,والمليئة بالقدح واالذم والافتقار الى المصداقية والميل الى المبالغة وكتابة التاريخ المحرف والكاذب وتهميش الرائ الاخر وغرقهم حتى اذانهم في الطائفية والمذهبية وترويج الفتنة بين الشعب الواحد لان اقلامهم من طباعهم في التشهير في هذا الزمن الردئ سياسيا وثقافيا بعيدا عن الكلمة الرصينة والمغروسة في الجذور الاصيلة .
اسمح لي ان اروي عن كاتب له "كتب " والمقالات والمحاضرات والمقابلات " المدفوعة الاجر " هنا وهناك وكلها كانت تمجد كيان معين وكان طموحه بان يخصص له مقعدا قياديا في التشكيلة... ولكن الكيان وجد باخر اكثر منه اتزانا وعقلانية وهدوءا فانقلب هذا الكاتب على الكيان واخذ يكيل التهم جزافا .
ربما استطاع " البعض " في فترة من الزمن ان يستقطب " البعض " ولكن سرعان ما انكشفت نواياهم واخذت تتساقط اوراقهم كتساقط اوراق الخريف واخذت الايام تكشف نواياهم الشخصية وهم الان في النزع الاخير لتسقط الورقة الاخيرة وتظهر عورتهم واقنعتهم التي صنعها لهم الاخرون !! وانهم كالبالونات ممتلئون بالهواء وعلى شفا الانفجار لأدنى لمسة او وخزة دبوس . ولهذا قررت واقسمت ان لا اقرا لاي طائفي او مذهبي من امثال هؤلاء مهما انبطح ونطح .